اجتمع مندوبو 54 بلدا الخميس في اسطنبول تحت راية الاممالمتحدة للبحث في سبل مساعدة الصومال التي تعاني من حرب اهلية منذ عشرين سنة والتي تنتهي ولايتي برلمانها وحكومتها في اب/اغسطس. وفي كلمة القاها لدى افتتاح ثاني مؤتمر دولي ينعقد هذه السنة حول الصومال في اسطنبول بعد لندن قال نائب رئيس الوزراء التركي بكير بزداغ ان "بعد فترة طويلة من انعدام الاستقرار والنزاعات نحن اليوم امام فرصة من اجل تحقيق سلام وامن حقيقيين". وتابع بزداغ "بعد سنوات طويلة عاد الامل الى الصومال وبالخصوص الى مقديشو" مشددا على ان عودة الهدوء نسبيا في العاصمة الصومالية مناسب لاعادة الاعمار والتنمية الاقتصادية. من جانبه شدد رئيس الوزراء الصومالي عبد الوالي محمد علي على ضرورة ان "يعمل الصوماليون معا" مؤكدا ان حكومته مصممة على "الدفع بالمصالحة قدما" في المناطق التي عادت الى سلطة الحكومة. وعلى صفحته من الفيسبوك تحدث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي سيلتحق بالمؤتمر الجمعة، عن "فرصة تاريخية لاحداث قطيعة مع الماضي" وناشد القادة الصوماليين تامين "انتقال السلطة في هدوء" في اب/اغسطس المقبل من اجل اغتنامها. وبدا المؤتمر الخميس بمناقشات بين موظفين رفيعي المستوى وخبراء ورجال اعمال حول اربعة رهانات اساسية من اجل استقرار البلاد، وهي المياه والطاقة والطرق والديمومة. وسيتناول المؤتمر الشق السياسي حول مساعدة الصومال الجمعة بمشاركة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووليام هيغ والرئيس الصومالي الشيخ شريف احمد. وتشارك ايضا في مؤتمر اسطنبول 300 شخصية "سابقة" تمثل مختلف فئات المجتمع الصومالي لتناقش مستقبل البلاد بعد انتهاء ولاية الحكومة والبرلمان الانتقالي وافساح المجال امام مؤسسات جديدة في العشرين من اب/اغسطس. وافاد مصدر دبلوماسي تركي ان تلك الشخصيات ستقدم توصياتها الى المؤتمر غدا الجمعة. لكن رئيسي منطقتين اعلنتا حكما ذاتيا في شمال شرق الصومال اعلنا مسبقا في بيان، انهما لن يشاركا في الاجتماع بسبب "غموض جدول اعماله (...) الرامي الى الطعن في كل الاتفاقات". غير ان دبلوماسي تركيا فضل عدم كشف هويته قال ردا على سؤال لوكالة فرانس برس انه باستثناء حركة الشباب الاسلامية، كل الفصائل ممثلة في اسطنبول بما فيها منطقتي بونتلاند وارض الصومال (شمال غرب). وقد التزمت تركيا مساعدة الصومال، وفي خطوة نادرة لزعيم اجنبي زار رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان مقديشو السنة الماضية رغم الظروف غير الامنة ما ادى الى فتح سفارة تركيا في مقديشو. ويفترض ان تدعو تركيا الجهات المانحة الى انشاء صندوق دولي لدعم الصومال كما اضاف المصدر الدبلوماسي. وتفتقر الصومال الى حكم مركزي منذ انهيار نظام الرئيس سياد بري في 1991 بينما يتسبب انعدام الاستقرار السياسي منذ عقدين في اعمال عنف مزمنة. وقد تاسست الحكومة الانتقالية الصومالية الضعيفة جدا في كانون الثاني/يناير 2009 بدعم الاسرة الدولية وقوة السلام الافريقية في الصومالي (اميصوم). ويحاول اسلاميو حركة الشباب المتطرفة الاطاحة بالحكومة لكنهم يتراجعون في الميدان العسكري منذ ان بدا الجيشان الاثيوبي والكيني يطاردانهم نهاية 2011.