رغم تدني حظوظ المانيا في الفوز بنهائيات كأس العالم 2010، والوضع الاقتصادي الصعب الذي تشهده، الا ان تلميذة في التاسعة عشرة من عمرها استطاعت ان تزرع البسمة على شفاه الالمان بعد فوزها بجائزة يوروفيجن الغنائية. وكتبت صحيفة بيلد الاوسع انتشارا في المانيا "اوروبا تحبنا وها نحن في مزاج جيد من جديد". وخصصت الصحيفة ثلاث صفحات للمغنية لينا ماير لاندرت، اضافة الى افرادها الصفحة الاولى لها ايضا على غرار باقي الصحف الالمانية. وعلقت صحيفة فايننشال تايمز دويتشلاند الاقتصادية "تمكنت مراهقة اخيرا من اظهار ان اوروبا فيها امور اخرى غير ازمة اليورو والموظفين الرسميين". واضافت ان لينا "ساهمت في الترويج لفكرة الاتحاد الاوروبي اكثر مما ساهمت به المستشارة الالمانية في الاشهر الاخيرة". وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل واجهت انتقادات بسبب تحفظها على تقديم مساعدة لليونان. وهي المرة الثانية التي تفوز فيها المانيا بجائزة يوروفيجن، بعد الفوز الاول قبل 28 عاما، وهي تعمل منذ 20 عاما على استعادة كأس العالم. وكتبت صحيفة دير شبيغل على موقعها الالكتروني "انغيلا ميركل وجه المانيا؟ هراء..لينا هي وجه المانيا". واضافت "الآن كل شيء ممكن على جبهة كرة القدم". وأملت صحيفة بيلد في ان يتمكن منتخب كرة القدم الالماني من تحقيق مفاجأة في كأس العالم 2010 الذي تنطلق مبارياته في جنوب افريقيا بعد اسبوعين. وتوجهت بيلد الى لاعبي المنتخب الالماني المشاركين في كأس العالم "ايها الرفاق، عليكم الآن ان تفعلوا مثل لينا". وكان في استقبال لينا لدى عودتها الاحد 40 الف شخص رافعين الاعلام الالمانية، وتمكنت هذه الشابة المتحدرة من اسرة متوسطة من هانوفر (شمال) من كسب قلوب مواطنيها بسبب عفويتها ومودتها. وانهالت التهاني والمقالات الصحافية على لينا بعد فوزها في "يوروفيجن" في اوسلو حيث غنت "ساتيلايت" الاكثر مبيعا الآن في المانيا. والاحد، ورأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان لينا ماير لاندروت "تعبر بشكل رائع عن المانيا الشابة". وقالت في حديث لصحيفة بيلد الواسعة الانتشار ينشر الاثنين "اهنىء لينا ماير لاندروت على نجاحها الكبير في اوسلو (...) لقد تركت عفويتها ومودتها اثرا كبيرا عندي، وهي تعبير رائع عن المانيا الشابة". وقال وزير الخارجية الالماني ونائب ميركل غيدو فيسترفيلي ان الشابة الالمانية اصبحت "سواء شاءت ام ابت سفيرة بلادنا التي تمكنت في ليلة واحدة من دحض بعض النماذج النمطية القديمة". وبحسب المنظمين فان اكثر من 120 مليون شخص تابعوا الحفل على شاشات التلفزيون، من بينهم 15 مليون الماني، وهو ما يعتبر احد اعلى نسب المشاهدة في العالم، اذ بث في 39 دولة اوروبية لكن ايضا في بورما واستراليا ونيوزيلاندا. وقال الرئيس الالماني نفسه في حديث مع صحيفة دي فيلت "كان أداؤها قويا جدا وحيويا واصيلا". وارتفعت اصوات سياسية واعلامية متعددة في المانيا تدعو الى منح الفنانة الشابة وسام الاستحقاق، وهو الوسام الاكبر في البلاد. وردا على سؤال حول سر نجاح لينا اجاب توبياس راب المختص في شؤون موسيقى البوب للتلفزيون الرسمي ان سر نجاحها "هو بكل بساطة حضورها"، الذي يمكنها من نقل حيويتها الى الجمهور. واضاف "كانت ستفوز بغض النظر عن الاغنية التي تؤديها". وفيما المانيا تنعم بما سمي "معجزة اوسلو" فان مدن برلين وهامبورغ وهانوفر تتنافس في ما بينها على تنظيم الدورة المقبلة من المهرجان. وقالت لينا في مؤتمر صحافي انها مستعدة للدفاع عن المانيا في هذه المناسبة وان تقوم بجولة في اوروبا، الا ان ما تستبعده حاليا هو الغناء لكأس العالم 2010.