طالب الاتحاد الاوروبي ايران يوم الاثنين بضرورة تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم وذلك بعد بضعة ايام من استبعاد الجمهورية الاسلامية القيام بهذه الخطوة في الوقت الذي خاضت فيه طهران والغرب نزاعا دبلوماسيا قبل المحادثات النووية المقررة بينهما هذا الشهر. ودعت الولاياتالمتحدةايران الى اتخاذ "خطوات عملية عاجلة" لبناء الثقة خلال محادثاتها مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي الذي تشتبه واشنطن وحلفاؤها بانه يهدف الى اكتساب ايران القدرة على صنع أسلحة ذرية. ومن جهتها اتهمت ايران - التي تحضر مؤتمرا دوليا في فيينا مع خصومها الغربيين - الولاياتالمتحدة بدعم انشطة اسرائيل الذرية. ويعتقد ان اسرائيل هي القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط. واستأنفت ايران والقوى الست الكبرى المحادثات الشهر الماضي في اسطنبول بعد توقف دام أكثر من عام. وكانت المحادثات فرصة لتهدئة توتر متصاعد وتفادي التهديد بحرب جديدة في منطقة الشرق الاوسط. ووصف الجانبان اجواء المحادثات بانها ايجابية. وتلتقي القوى الكبرى وهي الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا مع ايران مجددا يوم 23 مايو أيار في العاصمة العراقية بغداد. ويقول مسؤولون ايرانيون انهم "متفائلون" بشأن امكانية إحراز تقدم. ولكن الدبلوماسيين يهونون بالفعل من فرص التوصل الى تسوية في محادثات بغداد مع سعي ايران لانهاء العقوبات واحجام الدول الغربية عن تخفيف مبكر للضغط الذي يعزون اليه الفضل في حمل طهران على الجلوس الى مائدة التفاوض. وقال دبلوماسي اوروبي "الكثير من الاشخاص يروجون لمحادثات بغداد. نحن ايضا مفعمون بالامل. ولكن من المهم ان نكون واقعيين..هذه ستكون بداية وليست نهاية." ويخشى مسؤولون غربيون ان تتشدد ايران في مطلبها بتخفيف العقوبات التي جرى تغليظها خلال العام المنصرم لتستهدف صادرات ايران النفطية ويقولون ان هذه الجولة من المحادثات ستكون في افضل الاحوال نقطة انطلاق نحو التوصل الى اتفاق نهائي. ويريد المسؤولون الغربيون ان تتخذ ايران اجراء حاسما لتهدئة دواعي القلق بشأن برنامجها النووي ووقف تخصيب اليورانيوم قبل النظر في تخفيف العقوبات المفروضة على طهران. ومن المرجح ان تضغط ايران بشدة فيما يتعلق بمسألة العقوبات حيث من المقرر ان يبدأ تطبيق حظر للاتحاد الاوروبي للنفظ الايراني بشكل كامل بدءا من الاول من يوليو تموز. لكن احد الدبلوماسيين قال "اخشى ان يسيء الايرانيون فهم طبيعة صنع القرار الاوروبي. الحظر قرار اتخذ بالفعل." وخلال الاجتماع المنعقد في فيينا لمناقشة معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعت عليها 189 دولة عبر المبعوث الامريكي روبرت وود عن بواعث قلقه تجاه ما وصفه "باستمرار عدم وفاء ايران" بالتزاماتها بمنع الانتشار النووي بموجب المعاهدة. وأضاف "نسعى لعملية مستدامة تسفر عن نتائج ملموسة وندعو ايران لاتخاذ خطوات عملية عاجلة تبني الثقة وتؤدي الى الوفاء بكل التزاماتها الدولية." ويريد الغرب ضمانات يمكن التحقق منها من طهران بانها لا تسعى لاكتساب القدرة على صنع اسلحة ذرية مثل قبول طهران اجراء عمليات تفتيش اوسع من الاممالمتحدة والحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم. ولم تستبعد اسرائيل والولاياتالمتحدة الخيار العسكري ضد ايران بهدف منع الجمهورية الاسلامية من صنع قنابل نووية وذلك اذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع النووي. وتنفي ايران سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتقول انها تخصب اليورانيوم لاهداف سلمية بحتة وليس لصنع قنابل. وقال السفير الايراني علي أصغر سلطانية في كلمته ان ايران "ملتزمة بقوة بهدف منع انتشار الاسلحة النووية وفقا لالتزاماتها بموجب المعاهدة." وقال سلطانية لرويترز الاسبوع الماضي ان ايران لن تعلق "ابدا" تخصيب اليورانيوم وانه لا يرى اي مبرر لاغلاق موقع فوردو الموجود تحت الارض والذي يستخدم لتوسيع نطاق انشطة تخصيب اليورانيوم لمستويات اعلى. ودعا مجلس الامن في سلسلة من القرارات منذ عام 2006 ايران الى تعليق جميع انشطة تخصيب اليورانيوم. ويقول الكثير من المحللين ان اي حل يتم التوصل اليه عن طريق التفاوض سيتطلب تنازلات من كلا الجانبين تسمح لايران بأن تواصل على نطاق محدود تخصيب اليورانيوم الى مستويات منخفضة اذا وافقت في المقابل على قيام الاممالمتحدة بعمليات تفتيش اكثر فعالية بكثير لمنشاتها النووية للتأكد من انها لا تهدف الى انتاج اسلحة. لكن الاتحاد الاوروبي الذي يضم دولا اوروبية ذات ثقل مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا لم يبد اي مؤشر على التراجع عن مطلب تعليق الانشطة النووية في بيانه امام اجتماع فيينا. وقال جيورجي مارتن زاناثي رئيس الوفد الاوروبي "يجب على ايران ان تعلق انشطتها في مجال التخصيب والمشروعات المتعلقة بالماء الثقيل ومنها البحوث والتنمية." (اعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي) من فريدريك دال وجوستينا بولاك