القدس (رويترز) - سيتأثر قطاع الطاقة الاسرائيلي سلبا في المدى القصير من جراء قرار مصر وقف بيع الغاز الطبيعي اليها لكن البلد كان يقلص بالفعل اعتماده على الامدادات التي كانت حيوية يوما ولديه عدد من خطط الطوارئ التي ستخفف الاضرار. وأعلن يوم الاحد أن شركات نفط وغاز مصرية مملوكة للدولة ستوقف مبيعات الغاز التي كانت ضمن اتفاق مدته 20 عاما وذلك بعد عام من أعمال تخريب استهدفت خط الانابيب بين البلدين مما عطل الامدادات بالفعل. وقال وزير الطاقة الاسرائيلي عوزي لانداو لرويترز "انه اعلان مؤسف لكنها ليست مفاجأة على الاطلاق. انه يجسد واقعا ظل قائما لاكثر من عام." وقال "منذ عامين تقريبا ونحن نستعد لتوقف الامدادات. لذا وفي حين يثير الامر ازعاجا شديدا وسيرفع أسعار الطاقة فان اسرائيل كانت تطور سوق الطاقة لديها دون الاعتماد على ذلك الغاز." كان اتفاق الغاز الموقع في 2005 أهم اتفاق اقتصادي بين مصر واسرائيل منذ اتفاقية السلام التاريخية بين البلدين عام 1979. لكن العلاقات توترت منذ أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس المصري حسني مبارك العام الماضي. وتجنبا لمزيد من التوترات وصف الزعماء الاسرائيليون قرار مصر وقف امداد الغاز بأنه قرار تجاري وليس سياسيا. وقال المسؤولون المصريون أيضا ان انهاء العقد مسألة تجارية. وكان الغاز المصري يلبي نحو 40 بالمئة من حاجات اسرائيل من الغاز الطبيعي وهو مصدر الطاقة الرئيسي في البلاد. لكن في ظل الهجمات التي تعرض لها خط الانابيب المصري في شبه جزيرة سيناء والتي أوقفت الامدادات معظم فترات 2012 بدأت اسرائيل تبحث عن بدائل. وتستطيع احتياطيات اسرائيل المكتشفة حديثا في حقول غاز بحرية ضخمة أن تفي بحاجاتها من الطاقة لعقود بل وأن تجعلها بلدا مصدرا لكن الحقل الاول حقل تامار لن يبدأ الانتاج قبل ابريل نيسان 2013. أما حقل لوثيان الاضخم فمن المقرر أن يدخل الخدمة قرب عام 2017. وفي غضون ذلك تسرع الحكومة أعمال بناء مرفأ لاستيراد الغاز الطبيعي المسال وقد طلبت من شركات التنقيب تسريع أعمال الحفر في حقول أصغر يمكن استغلالها بسهولة أكبر وتعتزم استيراد أسطول مولدات متنقلة للحيلولة دون انقطاع الكهرباء هذا الصيف. وتحول مرفق الكهرباء الاسرائيلي - في غياب الغاز المصري وبعد أن نضب تقريبا حقل الغاز العامل الوحيد في البلاد - الى أنواع من الوقود أعلى تكلفة وأشد تلويثا للبيئة مثل الديزل وزيت الوقود مما أدى الى ارتفاع أسعار الكهرباء. ومع توقف الامدادات من مصر لاكثر من 200 يوم وقعت محطات كهرباء وشركات صناعية اسرائيلية كبيرة في العام المنصرم عقودا بمليارات الدولارات لشراء الغاز من حقل تامار البحري. وقال روني بيرون المحلل في يو.بي.اس انه لهذا السبب كان اعلان يوم الاحد نبأ طيبا بالنسبة لكونسورتيوم تامار الذي تقوده نوبل انرجي الامريكية وديليك انرجي الاسرائيلية. وقال "معظم الشركات لا تعتبر مصر مصدرا يعتمد عليه للغاز بسبب الهجمات المتكررة على خط الانابيب والوضع السياسي لذا لا يمكن وضع خطة عمل على أساس امدادات للغاز لا يمكن التنبؤ بها على هذا النحو." (شارك في التغطية ستيفن شير - اعداد أحمد الهامي للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد)