معسكر ليذرنيك (أفغانستان) (رويترز) - وصل وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا الى أفغانستان يوم الاربعاء في زيارة لم يعلن عنها مسبقا بينما تحاول الولاياتالمتحدة احتواء تداعيات مقتل 16 مدنيا أفغانيا برصاص جندي أمريكي. وفي حين استهل بانيتا الزيارة التي تستغرق يومين بتفقد القوات الامريكية قال مسؤولون ان دراجة نارية ملغومة انفجرت في مدينة قندهار بجنوب أفغانستان مما أسفر عن مقتل مسؤول استخبارات أفغاني واصابة ثلاثة أحدهم مدني بينما انفجرت قنبلة على الطريق مما أدى الى مقتل ثمانية مدنيين في اقليم هلمند المجاور. وقال بانيتا لجنوده ان واقعة مقتل المدنيين برصاص الجندي الامريكي في مطلع الاسبوع لن تقوض العلاقات مع أفغانستان. وقال للجنود في معسكر ليذرنيك وهو القاعدة الرئيسية لمشاة البحرية في اقليم هلمند الجنوبي "رغم مأساوية أحداث العنف هذه فهي لن ترسم حدود العلاقة بين التحالف والقوات الافغانية والشعب الافغاني." وأضاف "سنواجه اختبارا وسنواجه تحديا.. سنواجه تحديا من عدونا وتحديا من داخلنا وتحديا من جحيم الحرب." وكانت زيارة بانيتا مخططا لها قبل حادث اطلاق النار الذي وقع يوم الاحد لكنها اتخذت منحى جديدا مع تصاعد الضغوط السياسية على المسؤولين الافغان والامريكيين فيما يتعلق بالحرب التي لا تحظى بشعبية والتي دخلت الان عامها الحادي عشر. والجنود الامريكيون أهداف مرجحة لاي عمل انتقامي بعد مقتل القرويين الذين كان من بينهم تسعة أطفال وثلاث نساء. وهددت حركة طالبان الافغانية بقطع رؤوس جنود أمريكيين. لكن بانيتا -وهو أكبر مسؤول أمريكي يزور أفغانستان منذ الواقعة- قال ان هذا الهجوم لن يغير خطط الانسحاب الامريكية. وقال مسؤول أمن أفغاني طلب عدم نشر اسمه ان الافغان الذين يحققون في واقعة اطلاق النار شاهدوا شريط فيديو للجندي مأخوذا من كاميرا أمنية فوق قاعدته. وأضاف أن اللقطات تظهر الجندي بزيه العسكري وسلاحه مغطى بالقماش وهو يقترب من بوابة قاعدة بيلانداي للقوات الخاصة ويلقي بسلاحه مستسلما. وقال المسؤول انه تم عرض الشريط على المحققين للمساعدة في تبديد اعتقاد بين كثير من الافغان وبينهم عدد كبير من أعضاء البرلمان بأن الواقعة شارك فيها أكثر من جندي نظرا لكثرة عدد الضحايا. ومن المقرر أن يجري بانيتا محادثات مع زعماء أفغان بينهم الرئيس حامد كرزاي. وجاء وصول بانيتا الى هلمند بعد يوم واحد من اندلاع أول احتجاجات بسبب مذبحة يوم الاحد. ووقعت الاحتجاجات في مدينة جلال اباد بشرق البلاد. وهتف نحو ألفي متظاهر "الموت لامريكا" وطالبوا كرزاي بأن يرفض اتفاقا استراتيجيا مزمعا سيتيح لمستشارين أمريكيين وربما قوات خاصة بالبقاء في أفغانستان الى ما بعد 2014 . ويأمل الجيش الامريكي في سحب نحو 23 ألف جندي من أفغانستان بحلول نهاية موسم القتال في فصل الصيف القادم ليترك نحو 68 ألف جندي في البلاد. وفي القريتين اللتين وقعت بهما المذبحة بمنطقة بانجواي التزم الجنود الامريكيون البقاء داخل قاعدتهم. وطالب السكان بمحاكمة الجندي في أفغانستان وبموجب القانون الافغاني. وقال وزير محمد (40 عاما) الذي فقد 11 من أفراد عائلته في هذه المذبحة "لابد من محاكمتهم هنا. لقد ارتكبوا جريمتين ضد عائلتي.. الاولى حين قتلوهم والثانية حين أحرقوهم." وقال ندا محمد اخوند وهو رجل دين انه يعتقد أن اطلاق النار ربما كان ردا على هجوم بالالغام استهدف به مسلحون قافلة امريكية في الايام التي سبقت المذبحة. وأضاف "طلبوا من الناس الخروج من منازلهم وحذروهم من أنهم سيردون على هذا." ولم يتسن التحقق من جهة مستقلة من حدوث هجوم سابق. وقال مسؤولون في حلف شمال الاطلسي ان من السابق لاوانه تحديد ما اذا كان الجندي الامريكي سيحاكم في الولاياتالمتحدة أو أفغانستان اذا وجد المحققون ما يكفي من الادلة لتوجيه اتهامات اليه لكن ان حدث ذلك فسيحاكم بموجب القانون الامريكي. ورغم أن أعضاء البرلمان الافغاني طالبوا بأن تكون المحاكمة بموجب القانون الافغاني فانه يفهم من موقف مكتب كرزاي قبول فكرة المحاكمة في محكمة أمريكية ما دامت العملية تتسم بالشفافية ومفتوحة امام وسائل الاعلام.