طلبت الدول الكبرى الخميس من ايران التزامات "جدية" تمهيدا لاستئناف المحادثات حول برنامجها النووي المثير للجدل ودعتها الى فتح موقع بارشين العسكري امام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكتبت دول مجموعة 5+1 المؤلفة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا) اضافة الى المانيا "ندعو ايران الى الالتزام بدون شروط مسبقة في عملية حوار جدي" بغية تبديد الشكوك بشأن طبيعة برنامجها النووي. ويعقد الاجتماع المغلق منذ الاثنين في فيينا حيث تتخذ الوكالة الدولية مقرا لها. ودعت الدول الكبرى ايران خصوصا الى "الايفاء بوعدها من خلال ضمان الوصول الى بارشين". ولم يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من زيارة موقع بارشين الذي تشتبه الوكالة في ان تكون ايران قامت فيه بتجارب تفجيرات يمكن استخدامها لتجربة نماذج تفجيرات نووية. وكان المدير العام للوكالة يوكيا امانو صرح الاثنين ان السلطات الايرانية تقوم على ما يبدو يتنظيف آثار هذه الاختبارات المحتملة. وتتحدث عن "نشاطات" جارية في بارشين توحي بان الوكالة يجب ان تعود اليه في اسرع وقت ممكن. واكدت ايران من جهتها انها مستعدة ولكن بشروط، لاعادة فتح ابواب بارشين امام مفتشي الوكالة الذين زاروا الموقع مرتين منذ 2005. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي البريطانية كاثرين اشتون عرضت الثلاثاء على ايران باسم مجموعة 5+1 استئناف المحادثات حول برنامجها النووي بدون توضيح موعد ومكان استئناف المفاوضات. وفي رسالة الى المفاوض الايراني سعيد جليلي اكدت اشتون انها لا تريد تكرار "تجربة اسطنبول" حيث عقد اللقاء الاخير مطلع 2011. وكانت ايران طرحت في ذلك الاجتماع شروطا غير مقبولة من قبل محادثيها. والمحادثات بين طهران والقوى الكبرى متوقفة منذ سنة ويمكن ان تستانف في الاسابيع المقبلة، لكن ايران حذرت من انها ستنتهي الى فشل في حال لم تعدل المجموعة الدولية عن سياسة العقوبات التي تعتمدها. وحذر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الاربعاء من انه "على القوى الكبرى التنبه من انه اذا استمرت الضغوطات على المفاوضات فان ذلك لن يؤدي الى شيء". ورفضت الولاياتالمتحدة هذا التحذير. وقال المتحدث باسم البيت الابيض "لن نتراجع عن العقوبات وعن الاجراءات الاخرى لعزل ايران وممارسة ضغط عليها". واوضح ان "الاعمال هي التي يؤخذ بها هنا وسوف نحكم على ايران من خلال اعمالها". وتعتبر مجموعة 5+1 ان الدليل على جدية ايران يكمن في التوصل الى اتفاق مع الوكالة على اجراءات التحقق من قبل مفتشيها من النقاط التي اثارها التقرير الصارم الصادر عن الوكالة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وفتح موقع بارشين العسكري. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشارت في تقريرها في تشرين الثاني/نوفمبر الى وجود بعد عسكري في البرنامج النووي الايراني مستندة الى عناصر وصفت بانها تتمتع بالمصداقية. وفي هذا السياق صوت مجلس حكام الوكالة على قرار يدعو ايران للتعاون فيما شدد الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة عقوباتهما المفروضة على طهران. الى ذلك هددت اسرائيل من جهتها بالتدخل العسكري لكن الرئيس الاميركي باراك اوباما كرر مؤخرا تمسكه بالحل الدبلوماسي في هذا الملف. وتشتبه الدول الكبرى واسرائيل بسعي ايران لاقتناء السلاح النووي وهذا ما تنفيه طهران بشكل قاطع.