بدأت الاثنين محادثات بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تستمر يومين هي الاولى منذ ثلاثة اشهر، وتراقبها القوى العالمية عن كثب لرصد مؤشرات على اي تقدم يمكن احرازه في المحادثات التي ستجريها مع طهران في بغداد الاسبوع المقبل. وتهدف المفاوضات التي تجري بين مندوب ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية وكبير المفتشين في الوكالة هرمان ناكايرتس بهدف تبديد الشكوك حول احتمال وجود شق عسكري لبرنامج ايران النووي. ولدى دخوله الى السفارة الايرانية في فيينا حيث تجري المحادثات، قال ناكايرتس "نحن هنا لمواصلة الحوار في اجواء ايجابية". واضاف "الهدف من المباحثات التي ستستمر يومين هو الاتفاق على نهج لحل جميع المسائل العالقة مع ايران، ولا يزال توضيح ما اذا كان وجود شق عسكري لبرنامج طهران النووي يمثل اولوية بالنسبة لنا". وتابع "من المهم التطرق الى جوهر هذه المسائل وان تسمح لنا ايران بالوصول الى الافراد والوثائق والمعلومات والمواقع" التي يمكنها القاء الضوء على هذه النقاط. وكانت اخر مرة التقى فيها المسؤولان بشكل رسمي في مطلع شباط/فبراير في الزيارة الثانية من اصل زيارتين قام بهما الى طهران، قالت واشنطن انهما فاشلتان، وتحدثت بعدهما الوكالة الدولية عن "خلافات كبيرة" مع الجمهورية الاسلامية. وقالت الوكالة الدولية ان ايران تجاهلت ما جاء في تقرير شديد اللهجة وضعته الوكالة في تشرين الثاني/نوفمبر فصلت فيه العناصر التي تشير الى ان ايران عملت على تطوير السلاح الذري حتى العام 2003 وربما بعد ذلك، وهو ما نفته طهران نفيا قاطعا. xكما منع ناكايرتس من الدخول الى موقع بارشين العسكري شرق طهران الذي تشتبه الوكالة ان تكون ايران اجرت فيه تجارب لانفجارات تقليدية يمكن ان تطبق في المجال النووي. xوصرح الامين العام للوكالة يوكيا امانو مؤخرا ان الدخول الى موقع بارشين يعد "اولوية"، وذكر دبلوماسيون غربيون ان هذه المسالة ستكون في صلب المحادثات التي ستجري في لقاء هذا الاسبوع في فيينا. وتقول ايران ان المفتشين زاروا موقع بارشين مرتين في العام 2005 ولم يعثروا على شيء، ولكن الوكالة الدولية تقول انه نظرا لحصولها على معلومات اضافية، فانها ترغب في العودة الى الموقع لالقاء نظرة اخرى. وتشتبه الدول الغربية كذلك في ان طهران تطهر الموقع من اجل التخلص من الادلة. xوقال سلطانية في اذار/مارس الماضي ان اية مزاعم "بتطهير" الموقع هي "صبيانية وسخيفة ولا تستند الى اية ادلة". الا انه ومنذ زيارات مفتشي الوكالة الدولية، تزايدت الامال في ان تاثيرات العقوبات الاميركية والاوروبية التي فرضت في منتصف 2012 ستدفع طهران الى تغيير نهجها. واجرت ايران محادثات في اسطنبول في نيسان/ابريل مع مجموعة 5+1 --بريطانيا، الصين، فرنسا، روسيا، الولاياتالمتحدة اضافة الى المانيا- كانت الاولى منذ 15 شهرا. ووافقت على اجراء مزيد من المحادثات في بغداد في 23 ايار/مايو. وقد تعطي محادثات فيينا مؤشرات اولية حول ما اذا كانت الاجواء الجيدة التي سادت محادثات اسطنبول ستمتد الى محادثات بغداد. وقال مارك فتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن ان "القوى العالمية ستراقب عن كثب لرصد اية مؤشرات على تغيير في موقف ايران". وصرح لفرانس برس ان اية مؤشرات على ان ايران تستخدم تعاونها مع الوكالة الدولية "كبطاقة مساومة" سيجعل "بداية محادثات بغداد سيئة". ومن بين المسائل التي تقلق مجموعة 5+1 بشكل خاص عمليات تخصيب اليورانيوم الايراني بنسبة 20% خاصة في موقع فوردو الواقع داخل جبل قرب مدينة قم. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب بنسبة 90% في صنع قنابل نووية. ومن بين طرق تبديد المخاوف هو سماح ايران للمفتشين الدوليين باجراء عمليات تفتيش اكثر دقة عبر تطبيقها ل"البروتوكول الاضافي" لمعاهدة الحد من الانتشار النووي. وتقول طهران انها تريد قبولا دوليا لحقها في اجراء نشاطات نووية سلمية، ورفع العقوبات عنها، وانهاء التهديد بشن عمل عسكري اميركي او اسرائيلي ضدها. ونقل عن كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي قوله الاحد ان طهران "تنتظر افعالا تحظى بثقة الشعب الايراني".