وافقت القوى العظمى الثلاثاء على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ اكثر من سنة مع ايران حول برنامجها النووي المثير للجدل فيما تشدد اسرائيل الضغط على طهران. وقد اعلن عن استئناف المفاوضات في رسالة وجهتها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الى المفاوض الايراني سعيد جليلي. وقالت اشتون التي تمثل الدول الكبرى في هذا الملف "نأمل ان تدخل ايران في عملية حوار بناء يحقق تقدما حقيقيا". ولم يحدد بعد لا موعد ولا مكان استئناف هذه المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الصين، الولاياتالمتحدة، فرنسا، روسيا وبريطانيا) اضافة الى المانيا. وقد اجتمع ممثلو هذه الدول للمرة الاخيرة في كانون الثاني/يناير 2011 في اسطنبول بتركيا. ومنذ ذلك الحين لم يسجل اي تقدم ملحوظ فيما لا تزال ايران تعلن عن انجازات جديدة في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وردا على ذلك لم يكف الغرب الذي يشتبه بسعي طهران لاقتناء القنبلة الذرية، عن تشديد عقوباته على ايران توصلا الى حظر نفطي ومصرفي. وفي هذه الاجواء التي تزداد توترا قال مسؤول اوروبي كبير اليوم الثلاثاء ان اجراء محادثات جديدة امر "مهم جدا ولا نريد ان تفشل". وراى انه يفترض ان تبدأ رسميا بعد الاحتفالات بالسنة الجديدة في ايران خلال النصف الثاني من شهر اذار/مارس. ولم يحدد في الوقت الراهن اي موعد لاتمامها. وجاءت رسالة اشتون ردا على رسالة لجليلي اقترح فيها في شباط/فبراير الماضي استئناف المحادثات "باسرع وقت" و"ضمن احترام حق ايران في استخدام سلمي للطاقة النووية". وقال المسؤول الاوروبي "نأمل هذه المرة ان تكون ايران جاهزة" معتبرا ان الظرف مؤات بشكل افضل. واضاف ان على طهران ان تأخذ بالاعتبار "وحدة موقف المجتمع الدولي طوال العام الماضي". واستطرد ان سياسة العقوبات التي ينتهجها الغربيون "اثبتت انها المقاربة الصحيحة، فهي لا تستهدف الشعب لكنها ترمي الى تغيير الموقف الايراني". وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء ان على ايران "ان تقنع المجتمع الدولي بان برنامجها النووي سلمي بحت". وفي الانتظار اضاف الوزير البريطاني محذرا "لن نخفف الضغط الدولي". ويأتي عرض اشتون في وقت حذر فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي ينهي الثلاثاء زيارة الى الولاياتالمتحدة، من ان اسرائيل لن تعيش "تحت التهديد بزوالها". وقال الاثنين "للاسف واصل البرنامج النووي الايراني تقدمه"، مضيفا ان "اسرائيل انتظرت (...) ان تؤدي الدبلوماسية الى نتيجة وان تؤدي العقوبات الى نتيجة لكن لا يستطيع احد منا الانتظار لوقت اطول". وطمأنت الولاياتالمتحدة من جهتها نتانياهو بانها ستستمر في تقديم "كل الدعم اللازم" لكي تحافظ اسرائيل على "تفوقها العسكري". الى ذلك اعلنت ايران الثلاثاء انها مستعدة لفتح موقع برشين العسكري امام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشارت في تقريرها الاخير في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 الى وجود مستوعب مشتبه به في هذا الموقع بضاحية طهران، قد يكون استخدم في اختبار نماذج تفجيرات يمكن تطبيقها على اسلحة ذرية.