اعلنت الصين الاحد عن ارتفاع كبير في ميزانيتها العسكرية في 2012/ مما يمكن ان يعزز القلق الذي تثيره بكين لدى جيرانها في منطقة آسيا المحيط الهادىء، حيث تعزز الولاياتالمتحدة ايضا وجودها. واعلن الناطق باسم البرلمان الذي يبدأ الاثنين دورته السنوية العامة لي جاوتشينغ ان ميزانية الدفاع في الصين ارتفعت بنسبة 11,2 بالمئة في 2012 لتبلغ 670,27 مليار يوان (80,6 مليار يورو). وقال لي في مؤتمر صحافي "لدينا بلد كبير يملك ساحلا بحريا طويلا لكن نفقاتنا الدفاعية تبقى اقل نسبيا من نفقات باقي الدول الكبرى". وهذه الزيادة التي تتجاوز العشرة بالمئة هي اكبر من نمو اجمالي الناتج الداخلي (9,2 بالمئة في 2011)، عشية بدء الدورة العامة للهيئة التشريعية. الا ان لي الذي شغل في الماضي منصب وزير الخارجية اكد ان "النفقات العسكرية الصينية لم تمثل سوى 1,28 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي في 2011 بينما تتجاوز النسبة في الولاياتالمتحدة وبريطانيا 2 بالمئة". واضاف ان "الحكومة الصينية تتبع مبدأ التنسيق بين تطور دفاعها وتطورها الاقتصادي". ويقول خبراء ان الحجم المعلن للميزانية العسكرية للصين اقل من النفقات العسكرية الفعلية. وصرح ويلي لام من الجامعة الصينية في هونغ كونغ ان "الميزانية الحقيقة تبلغ حوالى ضعف ذلك". وكانت الزيادة الرسمية للميزانية هي 12,7 بالمئة في 2011 و7,5 بالمئة في 2010 لكنها تجاوزت العشرة بالمئة في معظم السنوات العشرين الاخيرة. ويمكن ان تؤجج هذه الزيادة الجديدة التوتر في غرب المحيط الهادىء حيث تؤكد بكين طموحاتها وخصوصا حول ارخبيلات متنازع عليها مع اليابان وفيتنام والفيليبين. وقال آرثر دينغ من معهد العلاقات الدولية في جامعة شينغشي في تايبيه لوكالة فرانس برس ان "على الصين ان توضح وتحاول اقناع بلدان المنطقة باسباب حاجتها الى تطور من هذا النوع". واضاف ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تولي اهمية متزايدة الى منطقة آسيا والمحيط الهادىء حيث تشعر بالقلق من تنامي قوة جيش التحرير الشعبي، اكبر جيش في العالم والذي تبقى برامجه محاطة بالسرية. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن في تشرين الثاني/نوفمبر ان بلده ستعزز وجودها العسكري في استراليا في قرار رأت فيه بكين "عقلية الحرب الباردة". وتنوي واشنطن ايضا نشر سفنها الحربية في سنغافورة وتعزيز قواتها في الفيليبين وتايلاند. وتقول الصين ان تقنياتها العسكرية متأخرة عن تلك التي تملكها الولاياتالمتحدة بمقدار عشرين الى ثلاثين عاما، وتؤكد ان تحديث جيشها هدفه محض "دفاعي". لكن الوقائع لا تنطبق على هذا الموقف اذ ان بكين تمتلك وسائل عدة لنشر قواتها. وتملك الصين عدة برامج عسكرية مهمة وخصوصا مطارداتها المقاتلة "جي-20" او بناء عدة حاملات طائرات قامت اولها برحلة في البحر في آب/اغسطس 2011. كما يمتلك الجيش الصيني صاروخا بالستيا يمكن ان يصيب سفنا حربية على بعد آلاف الكيلومترات. وستتضاعف ميزانية الدفاع الصينية حتى 2015 وستتجاوز نفقات القوى العسكرية الكبرى في آسيا المحيط الهادىء مجتمعة، كما ذكر معهد اميركي للابحاث منتصف شباط/فبراير الماضي.