ركزت الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة السبت، في نسختيها الورقية والالكترونية، على شأنين رئيسيين هما الاحداث المتلاحقة في سوريا، وآخر تطورات الشأن الايراني. ففي الاندبندنت نطالع تغطية تحت عنوان: مصور بريطاني يقول ان اطفال حمص في انتظار الموت، والمصور الصحفي هو كونروي، الذي أجلي من سوريا بعد اصابته ومقتل زميلته ماريا كولفين. وتنقل الصحيفة عن كونروي قوله ان اطفال مدينة حمص يترقبون الموت على يد الجنود الحكوميين، وان هؤلاء الاطفال جمعوا في غرف في انتظار سيطرة القوات الحكومية على حي بابا عمرو في المدينة، بعد ان انسحب منه مقاتلو المعارضة. ومن غرفته بمستشفى في لندن يصف كونوري القصف على الاحياء السكنية بانه مذبحة عشوائية للرجال والنساء والاطفال في حمص. ويقول ان الآلاف ما زالوا محاصرين في المدينة، بلا كهرباء او ماء، وبقليل من الطعام، الى جانب تدهور الطقس ونزول البرد وهطول الثلوج عليهم. ويضيف: في المستقبل سنتساءل: كيف سمحنا لهذا ان يحدث، انهم يموتون، وهم بحاجة الى المساعدة ، داعيا المجتمع الدولي الى انقذا سكان حلب مما ينتظرهم. كما نقرأ في الصحيفة موضوعا للصحفي روبرت فيسك تحت عنوان: اسطورة البطولة والحقيقة المُرة للحرب. وتقول الصحيفة ان هذا الصحفي المخضرم جازف بحياته، كما فعل آخرون، من اجل ان يكون شاهدا على التاريخ، لكنه، وبعد اربعة عقود من المجازفات والمغامرات، بدأ يشعر بنوع من اللامبالاة تجاه مهنته الصحفية. ويقول فيسك ان الدخول الى حمص تطلب شجاعة واقداما كبيرين من قبل مراسلي سكاي نيوز وبي بي سي، وعدد قليل من الرجال والنساء الشجعان ذهبوا الى هناك من اجل نقل الصورة الحقيقية لما يجري الى العالم، وان اثنين من هؤلاء ماتوا هناك. ويتساءل فيسك عن مصير 13 متطوعا سوريا قتلوا برصاص القناصين اثناء محاولتهم انقاذ المصور الصحفي البريطاني الجريح بول كونروي، الذي بات مشهورا لوجوده في حمص المحاصرة. وفي الغارديان نطالع تغطية حول سورية تحت عنوان: الجيش السوري يمنع الصليب الاحمر من دخول بابا عمرو لايصال المعونة واخراج جثتي ماريا كولفين وريمي اوجليك، ويحذر من ازمة انسانية اذا لم تدخل المعونة الى حمص. وتقول الصحيفة ان السلطات السورية منعت دخول قافلة من الصليب الاحمر الى حي بابا عمرو، حيث عانى المدنيون فيه اياما عصيبة من القتال الشرس، وسط انباء تحدثت عن قيام جنود وعصابات مسلحة بفظائع وبشاعات منذ سقوط الحي في ايدي القوات الحكومية الخميس. وتنقل الديلي التلغراف عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتهامه النظام السوري ببربرية القرون المظلمة بعد ان تناقلت الانباء عن قيام قوات الحكومة السورية باعدام العشرات في حمص. وقال كاميرون ان النظام السوري يبطش بشعبه ، واعتبر ان الاوضاع في حمص مرعبة، وتشبه بربرية القرون الوسطى . واضاف ان على العالم ان يتحد في ادانة القتل، وانا اقول للروس والصينيين: انظروا بعمق الى معاناة سوريا، واعيدوا النظر في مسألة دعم هذا النظام الاجرامي . ومن سوريا الى ايران نطالع في الغارديان موضوعا حول تحذير الرئيس الامريكي باراك اوباما لايران، في اطار محاولته طمأنة اسرائيل قبل بدء محادثات مهمة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث يأمل اوباما في ان تدرك اسرائيل بأنه جدي في التعامل مع ايران وبرنامجها النووي. ولوح اوباما بأنه لا يلعب او يمزح في هذه المسألة، وان واشنطن ستستخدم القوة اذا اقتضت الضرورة لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي. الا ان اوباما حذر اسرائيل ايضا من ان اي هجوم تقوم به ضد ايران لن يعتبر حلا بعيد الامد للازمة. وتقول الصحيفة ان اوباما سعى الى طمأنة اسرائيل بان واشنطن تقف وراءها قبيل الاجتماع المزمع الاثنين بين الرئيس الامريكي ونتنياهو. ويتوقع ان يسعى نتنياهو خلال الاجتماع الى مناشدة اوباما توجيه تهديد صريح وواضح بالعمل العسكري ضد ايران ان هي استمرت في تطوير قدراتها النووية، وتجاوز الخط الاحمر المرسوم لها. كما خرجت الغارديان بتغطية اخرى حول الانتخابات البرلمانية في ايران تحت عنوان: خامنئي يهاجم بلطجة القوى الاجنبية اثناء الانتخابات الايرانية وتقول الصحيفة ان المرشد الايراني الاعلى، الذي ادلى بصوته في وقت مبكر الجمعة، دعا الايرانيين الى الادلاء باصواتهم واعتبر ذلك دعما وضمانا لامن البلاد ومصالحها. وتشير الصحيفة الى ان الاقبال على الانتخابات يراقب عن كثب مع مقاطعة المعارضة لها، ومحاولة الكتل المتناحرة داخل الساحة السياسية الايرانية تحقيق مكاسب اكبر فيها. وفي صحيفة التايمز نقرأ عنوانا آخر عن تلك الانتخابات يقول: الانتخابات تشوبها الرشوة والخوف والتهديد، وطهران تقول ان الاقبال عليها كان كبيرا. وتضيف الصحيفة ان الحكومة الايرانية زعمت ان الاقبال كان كبيرا على الانتخابات البرلمانية، على الرغم من وجود ادلة قوية على مقاطعة الملايين من الايرانيين لها لشعورهم بعدم جدواها وانعدام فائدتها. وتشير الصحيفة الى ان النظام الايراني بذل جهودا كبيرة لاقناع الناخب بضرورة الاقتراع دعما للنظام السياسي، في وقت تسعى فيه القوى الغربية الى احتواء طموحات ايران النووية، ومنعها من امتلاك اسلحة نووية من خلال المقاطعة والحصار الاقتصادي الخانق.