قتل مستشاران عسكريان اميركيان في القوة الدولية لارساء الامن في افغانستان بقيادة الحلف الاطلسي السبت بالرصاص في مكتبهما في وزارة الداخلية في كابول، في حين تواصلت التظاهرات احتجاجا على حرق مصاحف في قاعدة اميركية في افغانستان منذ الثلاثاء الماضي. وقتل خمسة اشخاص السبت واصيب 66 بجروح بينهم 11 شرطيا خل محاولة الهجوم على مجمع للامم المتحدة في قندوز شمال افغانستان، كما اصيب 15 متظاهرا اخرين في تظاهرات في مهترلام، عاصمة لقمان، شرق البلاد. وفي كابول، اعلن صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية لمحطة "تولو نيوز" الافغانية انه "عثر على مستشارين اميركيين مقتولين بالرصاص في مكتبهما" في وزارة الداخلية. واوضح ان زملاء المستشارين عثرا عليهما ممددين على الارض. واكدت قوة "ايساف" ان المستشارين ينتميان اليها وانهما قتلا بالرصاص. من جهته، اكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية ان مقتل اثنين من المستشارين العسكريين الاميركيين السبت في كابول امر غير مقبول، داعيا السلطات الافغانية الى توفير حماية افضل لقوات التحالف الدولي. وقتل مستشاران عسكريان اميركيان ينتميان لقوة الحلف الاطلسي بالرصاص السبت في وزارة الداخلية في كابول، في عملية تبنتها حركة طالبان ودفعت الحلف الاطلسي الى سحب مستشاريه بصورة مؤقتة من الوزارات الافغانية. وتبنت حركة طالبان من جهتها مقتل اربعة مستشارين في وزارة الداخلية السبت بيد "المجاهد" عبد الرحمن الذي تصرف "ردا على عدم احترام الغزاة لمقدسات الاسلام وخصوصا احراق المصاحف في قاعدة باغرام" شمال شرق كابول ليل الاثنين الثلاثاء. وعلى الاثر، قرر الجنرال جون آلن قائد "ايساف" السبت "استدعاء جميع موظفي" ايساف العاملين في الوزارات الافغانية بعد اغتيال الضابطين. واعلن الجنرال آلن "لاسباب بديهية تتعلق بالحماية، اتخذت تدابير فورية لاستدعاء جميع موظفي ايساف العاملين في الوزارات في كابول وخارجها"، مذكرا في الوقت نفسه ان ايساف تبقى "ملتزمة في شراكتها مع حكومة افغانستان". وفي لندن، اعلنت وزارة الخارجية السبت سحب مستشاريها الملحقين بهيئات حكومية في كابول كاجراء مؤقت، بعد اغتيال المستشارين الاميركيين في وزارة الداخلية الافغانية. وهذه المشكلة قد تطرح مسالة تدريب القوات الافغانية وتترك عواقب امنية بعد 2014 عندما يكون التحالف الدولي غادر افغانستان. وقال صديق صديقي "اننا نحقق لمعرفة المسؤول عن مقتل الضابطين". من جانبه، قال الضابط كارستن جاكوبسن المتحدث باسم ايساف لمحطة بي بي سي "من المبكر اقامة صلة" بين مقتل الضابطين وحرق المصاحف التي صودرت من معتقلين في سجن القاعدة الاميركية في باغرام واحرقت فجر الثلاثاء بسبب شكوك حول استعمالها لتمرير رسائل بين السجنا، وفق مسؤولين اميركيين. ومنذ ذلك الحين، تشهد افغانستان تظاهرات احتجاج ضد الاميركيين رغم الاعتذار الذي قدمه الرئيس باراك اوباما. واودت اعمال العنف التي رافقت هذه التظاهرات بحياة 29 شخصا، وادت الى اصابة اكثر من مئة بجروح، وفق تعداد فرانس برس. وتظاهر الالاف في قندوز السبت وحاولوا اقتحام مجمع للامم المتحدة. واطلق الحراس في البدء النار في الهواء لتفريقهم ثم اضطروا لاطلاق النار عليهم لوقفهم، كما قال مراسل لفرانس برس. وقتل خمسة اشخاص واصيب 66 بجروح بينهم شرطيون خلال التصدي لمحاولة الهجوم على المجمع وفق مصادر طبية وشهود. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان المواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن استمرت ساعات في قندوز حيث باتت قوات خاصة من الشرطة تتولى حماية مجمع الاممالمتحدة الذي يحاصره متظاهرون، فيما احرقت في كل انحاء المدينة متاجر وسيارات. واعربت بعثة الاممالمتحدة في افغانستان في بيان عن اسفها لمهاجمة المجمع وشكرت قوات الامن الافغانية، وخصوصا الشرطة على سرعة تدخلها. واعربت البعثة عن اسفها للاصابات بين رجال الشرطة وسقوط ضحايا بين المتظاهرين والذي كان في اطار "الدفاع المشروع عن النفس". واكد البيان ان جميع موظفي الاممالمتحدة بخير. وفي مهرتلام، اصيب 15 شخصا بجروح بالرصاص ونقلوا الى المستشفى العام في المدينة، كما اكد مصدر طبي. وجرت تجمعات سلمية ضمت المئات في لوغار وكونار وننغرهار (شرق) وسري بول (شمال) وبروان (وسط) وكابيسا ونورستان (شمال شرق)، وفق صديق صديقي. ويبدو ان اعتذار اوباما والنداءات التي وجهها رجال دين الى ضبط النفس لم تلق صدى. وتعمقت مشاعر العداء للاميركيين في افغانستان بسبب الهفوات التي يرتكبها حلف شمال الاطلسي والتي تتسبب بمقتل مدنيين بالاضافة الى تدنيس المصاحف واعمال اخرى تعتبر مسيئة للاسلام.