وعد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في خطاب هجومي اليوم الخميس امام حشد هائل من انصاره بانه سيوصلهم الى "النصر" خلال "المعركة من اجل روسيا"، ودان "التدخل الاجنبي" قبل عشرة ايام من الانتخابات الرئاسية التي يرجح فوزه فيها. وقد جرى هذا التجمع الكبير دعما لرجل روسيا القوي في ستاد لوجنيكي في موسكو. قالت الشرطة انه ضم حوالى 130 الف شخص. وقال بوتين للجموع التي رفعت الاعلام الروسية ولافتات تحمل عبارات الدعم للسلطة "اليوم نحن المدافعون عن الوطن". واضاف ان "المعركة من اجل روسيا مستمرة والنصر سيكون لنا". واضاف "لن نسمح لاحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية ولن نسمح لاحد بفرض ارادته علينا". وتتهم روسيا الغرب بدعم المعارضة التي تقف وراء حركة احتجاج لا سابق لها منذ وصول فلاديمير بوتين الى السلطة في نهاية 1999. وبدأت حركة الاحتجاج بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الاول/ديسمبر وشهدت عمليات تزوير كما تقول المعارضة. واشار بوتين الى معركة بورودينو او معركة موسكوفا التي تحتفل روسيا هذه السنة بمرور مئتي عام عليها. وقد انتصر جيش نابوليون الاول فيها لكنه ضعف الى درجة انها اعتبرت بداية فشل حملته في روسيا. واستشهد بوتين بقصيدة للشاعر ميخائيل ليرمونتوف تقول "لنمت امام موسكو.. مثل اخوتنا قبلنا". وتحتفل روسيا في الثالث والعشرين من شباط/فبراير من كل عام وهو يوم عطلة "بيوم المدافعين عن الوطن"، وهي مناسبة موروثة عن الحقبة السوفياتية. وكان شعار تظاهرة اليوم "لندافع عن البلد" و"ندعم فلاديمير بوتين" قبل انتخابات الرابع من آذار/مارس. وتعتبر هذه التظاهرة ردا من السلطات على تجمعات المعارضة التي تنظم في موسكو بانتظام منذ كانون الاول/ديسمبر. ويرى المعارضون ان انتخابات الرئاسة ستشهد عمليات تزوير ايضا. من جهته، يرى النظام الروسي ان انتخاب بوتين في الرابع من آذار/مارس هو الضمان الوحيد للاستقرار في البلاد. وقالت المحللة السياسية ماريا ليبمان من مركز كارنيغي في موسكو ان "الشعور بوجود قلعة محاصرة يتعزز. نحن في بلد يتم العمل على اضعافه وحتى تدميره. بوتين هو الوحيد الذي يستطيع انقاذنا وبدونه كل شىء سينهار لاننا محاطون باعداء". واضافت انه "مع رؤية كهذه للعالم، يبدو تحديث روسيا مستحيلا". من جهة اخرى، اتهمت المعارضة ووسائل الاعلام المستقلة السلطات بدفع مكافآت مالية للمشاركين في تظاهرة اليوم او الضغط على موظفي القطاع العام ليتظاهروا. وقال احد المتظاهرين فلاديمير نيكولايفيتش وهو سائق في شركة عامة "اليوم عيد ميلادي واجبروني على القدوم". الا ان معظم المتظاهرين اكدوا انهم مؤيديون متحمسون للنظام. وقال محمد تادجييف (21 عاما) "جئت لدعم بوتين (...) منذ ان جاء لدينا الاستقرار وروسيا محترمة في الخارج". واضاف "لا ارى شخصا يستطيع ان يحل محله وليست هناك معارضة. حاليا ليس هناك سوى بوتين".