في السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني العام 1992 كان منتخب ساحل العاج على موعد مع أول لقب افريقي، حين توج في العاصمة السنغالية دكار بكأس الأمم الافريقية على حساب منتخب غانا. التتويج وهو الوحيد حتى الآن في تاريخ ساحل العاج جاء بسيناريو كان الأكثر إثارة في النهائيات الافريقية، حيث فازت ساحل العاج بضربات الترجيح 11 - 10 بعد نهاية المباراة بوقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وفي نهائيات عام 2006 بمصر اقترب الفريق مرة أخرى من اللقب، لكنه خسر في المباراة النهائية بضربات الترجيح 4-2 . أما في غينيا الاستوائية والغابون 2012 فقد ضرب الفريق موعدا في النهائي مع منتخب زامبيا، واقترب بقيادة مدرب وطني هو فرانسوا زاهوي من تحقيق حلم انتظرته جماهير ساحل العاج عشرين عاما. المنتخب دخل البطولة وهو الأوفر حظا للفوز بها ، وهو يزخز بالنجوم المحترفين في أوروبا بقيادة نجوم أندية الدوري الانجليزي الممتاز ديديه دروغبا وسولومون كالو( تشيلسي) ويايا وكولو توريه. وبالفعل فاز الفريق حتى الآن خمس مباريات متتالية وأحرز تسعة أهداف دون أن يسكن شباكه أي هدف أي أنه أقوى هجوم وأفضل دفاع حتى الآن. ورغم أن معظم الترشيحات تتجه إلى ساحل العاج، إلا أن نبرة التحفظ ظلت غالبة في تصريحات مدرب الفريق الذي يعتبر أن هدفه يتحقق بالفوز بالكأس وأنه سيواجه منتخبا يسعى أيضا للفوز. وقال زاهوي إنه دخل البطولة بعد معسكر إعداد مكثف في الإمارات، وإن لديه 23 لاعبا قام بتجهيزهم و ليس لديه قلق بشأن اللياقة البدنية، وأضاف أنه حقق الأهداف الرئيسية بالفوز في المباريات، واحترام المنافسين والأهم حاليا هو الفوز بالبطولة وإسعاد جماهير ساحل العاج. وأوضح في مؤتمر صحفي بالعاصمة ليبرفيل أن فريق زامبيا يتميز بالتناغم، ولاعبوه يلعبون معا منذ فترة ولم يصلوا إلى النهائي من فراغ. وقال إنه في هذه المرحلة من البطولة لا يوجد هواة ومحترفون فهم يسعون للفوز بالبطولة وكذلك نحن، ولذا أتوقع مباراة نهائية جيدة، وستكون بالطبع صعبة بالنسبة لنا لكننا نطمح في الفوز . وتعليقا على مسألة الدوافع العاطفية لدى فريق زامبيا بسبب كارثة الطائرة قال مدرب ساحل العاج إن فريقه أيضا لديه حوافز نفسية تعطي طاقة إيجابية للاعبين منها الحرص على أداء الصلوات قبل وبعد التدريبات وأيضا الاحساس بمشاعر جماهير ساحل العاج التي تصلي من أجلنا وتؤيدنا ولن نخذلهم . وأشار زاهوي إلى أهمية دور اللاعبين الكبار في الفريق، مؤكدا أنه بخبراتهم الكبيرة يمكنهم مساعدة زملائهم وتقديم النصح لزملاءهم لأن المدرب لا يستطيع القيام بالعمل كله بمفرده لوحدة. وقال إن ذلك ليس وسيلة مستحدثة في التدريب بل سارت عليها منتخبات مثل فرنسا، وأوضح أن دور خبرة الكبار يساهم في تعزيز الانسجام داخل الفريق. وحول إمكانية تأثير الأمطار على مستوى هجوم الفريق وسرعة لاعبيه في تنفيذ الهجمات المرتدة أوضح المدرب أنه لا يعتمد على الهجمات المرتدة فقط، وأنه يحترم دائما المنافس ولا يستطيع في النهاية التحكم في عوامل خارجية مثل الطقس إلا أن الفريق تدرب بالفعل نحن المطر. وأضاف أنه تعلم من دروس الماضي حيث خسر الفريق مثلا في البطولة الماضية بأخطاء دفاعية نتيجة الاندفاع للهجوم رغبة في تسجيل المزيد من الأهداف. وقال إنه نجح في هذه البطولة في تقديم أداء دفاعي قوية وبشكل جماعي ، مضيفا أن المهم حاليا هو الفوز بغض النظر عن عدد الأهداف المسجلة ، والحفاظ على التركيز والأداء القوى المتناغم. وأشار مجددا إلى أنه يحترم فريق زامبيا ولكن لا يخشاه، مؤكدا أن الفريق يهاجم بسرعة ويدافع بشكل جيد مشيرا إلى تساوي حظوظ الفريقين في المباراة النهائي. وشبه زاهوي وضع منتخب ساحل العاج حاليا بالطائرة التي يستعد قائدها للهبوط بها في المطار وهو يرى الممر بالفعل، أما إتمام الهبوط بالنسبة له فهو الفوز بالكأس. أما سولومون كالو فقال إن اللاعبين عملوا مع المدرب على تعزيز روح الفريق، وقال إن اللاعبين جميعا يؤدون جميعا واجبات دفاعية وهجومية، مضيفا كنا بحاجة لهذه الروح أن نفوز معا ولا يهم من يحرز الأهداف والأهم هو العودة بالكأس إلى الوطن ولهذا نحن هنا . وأشاد بدور زاهوي مع الفريق مشيرا إلى أنه عزز لدى اللاعبين أهمية اللعب لمنتخب بلادهم، والدفاع عن ألوان قميصه مهما كانت الأندية التي يلعبون لها. أما جيرفينهو لاعب أرسنال ومحرز هدف التأهل إلى النهائي فقال من جهته إنه يدرك ما الذي تريده جماهير ساحل العاج والهدية أن يمكن أن أقدمها لساحل العاج هي الكأس وهو الأهم . ويرى لاعبو ساحل العاج أن الفوز قد يساعد أيضا في تعويض الجماهير عن المعاناة التي مروا بها بسبب الصراعات في البلاد.