لندن (رويترز) - قال خبراء أرصاد حوية بارزون ان أسوأ موجة برد تشهدها القارة الاوروبية خلال شهر فبراير شباط منذ عقود قد تستمر حتى نهاية الشهر مما يزيد احتمالات سقوط مزيد من القتلى واستمرار الارتفاع في أسعار الغاز في أوروبا. وقال ليون براون وهو خبير أرصاد في ذا ويزر تشانيل وهي قناة تلفزيونية بريطانية متخصصة في الطقس لرويترز "لدينا يقين أكبر بحدوث تغير بحلول منتصف فبراير ولكن ليس في اتجاه طقس أكثر اعتدالا." ومضى يقول "فبراير سيظل على الارجح شهرا باردا حتى نهايته." وأدت موجة البرودة وتساقط الثلوج بكثافة الى مقتل المئات في أنحاء أوروبا. وهوت درجات الحرارة الى ما يقرب من أربعين درجة تحت الصفر في بعض بلدان أوروبا الشرقية. وقالت وزارة الدفاع البلغارية ان أكثر من 130 قرية في البلاد ظلت بدون كهرباء يوم الاربعاء وان الجيش قام بتوزيع الغذاء والدواء. وأعلنت بلغاريا الحداد يوما واحدا على ثمانية أشخاص لاقوا حتفهم بعد أن أدى ذوبان الجليد الى انهيار قطاع من أحد السدود لتغمر المياه قرية بأكملها. ولا يزال شخصان مفقودين. وقالت كريستالينا جورجيفا مفوضة شؤون مواجهة الازمات بالاتحاد الاوروبي ان الفيضانات الأسوأ لم تأت بعد. وأعلنت السلطات في البوسنة يوم الاربعاء وفاة خمسة اخرين بسبب البرد وتساقط الثلوج ليرتفع بذلك اجمالي من لاقوا حتفهم الى 13. وفي صربيا حيث توفي 13 شخصا وحاصر الجليد 70 ألفا حثت السلطات الناس على ازالة الجليد من على الاسطح بعد أن قتل الجليد المتساقط امرأة في بلغاريا. وقال مسؤول طاقة في صربيا ان الجليد يعطل انتاج الكرباء في بعض المحطات الكهرومائية وان القطارات التي تنقل الفحم تواجه صعوبات في السير في وقت تزايد فيه الطلب على الكهرباء. وقالت محطة اذاعة كرواتية ان الرياح الشديدة ألقت بالاسماك من البحر الادرياتي الى جزيرة باج. وقال راديو زدار "الناس تأخذ أكياس التسوق وتجمع الاسماك من على الشاطئ بدلا من صيدها أو شرائها من السوق." وحال الهواء القطبي البارد الذي يهب من شمال روسيا ليطوق منطقة للضغط الجوي المرتفع دون انتقال الطقس الاكثر دفئا عبر الاطلسي الى أوروبا ليهوى بدرجات الحرارة في منطقة شاسعة من القارة الى درجات أقل من الصفر في معظم الايام العشرة المنصرمة. ولم يستبعد مسؤولون من المنظمة العالمية للارصاد الجوية كانوا يتحدثون من جنيف هذا الاسبوع احتمال استمرار درجات الحرارة الباردة خلال الفترة المتبقية من فبراير شباط. وقال عمر بدور منسق برنامج رصد بيانات المناخ في المنظمة ان هناك احتمالا لان تبدأ منظومة الضغط الجوي في الارتفاع الاسبوع القادم لكنه قال انها قد تظل حتى نهاية الشهر. وقال بدور ان الفارق في الضغط الجوي بين أوروبا والقطب الشمالي من بين أسباب موجة الطقس الجليدي وانه من المتوقع أن تستغرق العودة الى التوازن أسبوعين الى ثلاثة أسابيع مما يعني أنه قد لا يكون هناك دفء مبكر. وقال جورج مولر خبير الارصاد الجوية في شركة بوينت كربون احدى شركات تومسون رويترز ان فترة البرد هي الاشد في شهر فبراير منذ 26 عاما. وأدت موجة البرد الى ارتفاع أسعار الغاز البريطاني الى أعلى مستوياتها منذ عام 2006 بزيادة تجاوزت نسبتها 15 في المئة. وقلصت روسيا صادرات الغاز لاوروبا الاسبوع الماضي فيما وصل الطلب الى أعلى مستوى على الاطلاق مما دفع دولا مثل ايطاليا الى زيادة وارداتها من الجزائر واللجوء الى مخزون الغاز لديها. وقد يدفع استمرار الموجة الباردة لفترة طويلة وازدياد الطلب المحلي روسيا الى خفض صادراتها لاوروبا مرة أخرى.