تسببت موجة البرد القارص التى تعم أوروبا مع تساقط ثلوج وهبوب رياح عاتية فى بعض الدول، إلى مقتل حوالى 500 شخص خلال 10 أيام معظمهم فى أوروبا الشرقية. وفى أوكرانيا، البلد الأكثر تأثرا مع وفاة 136 شخصا، بينهم 112 مباشرة من جراء البرد بحسب آخر الأرقام الرسمية، أدى تساقط الثلوج بكميات كبيرة إلى عرقلة حركة السير فى جنوب البلاد، وذكرت الأرصاد الجوية أن درجات الحرارة قد تهبط إلى 30 درجة تحت الصفر فى نهاية الأسبوع. وفى بولندا ارتفع عدد الوفيات بسبب البرد إلى 74 مع ستة قتلى إضافيين خلال 24 ساعة، حسب ما قالت الشرطة الأربعاء، يضاف إلى ذلك خمسون قتيلا جراء المدافئ القديمة، ما أدى إلى حالات اختناق بثانى أكسيد الكربون. وأسفر البرد عن وفاة 23 شخصا فى ليتوانيا و10 فى لاتفيا وشخص فى استونيا، وثلاثة فى سلوفاكيا، وفى الجمهورية التشيكية بلغ عدد الضحايا 24. وفى بلغاريا، بلغت الحصيلة 28 قتيلا، ولقى شخصان مصرعهما فى صربيا واثنان فى البوسنة وواحد فى ألبانيا، مما يرفع الضحايا فى البلقان إلى 25 ، هم 12 فى صربيا وسبعة فى البوسنة وثلاثة فى كرواتيا وواحد فى مونتينيغرو وواحد فى مقدونيا وواحد فى ألبانيا وفى اليونان، وبلغت الحصيلة الأربعاء خمسة قتلى، بعد وفاة مشرد فى باتراس (بيلوبونيز) وفى إيطاليا بلغت الحصيلة اليوم 34 قتيلا. وفى روسيا، حيث قاربت درجات الحرارة اليوم 22 تحت الصفر بموسكو و34 درجة تحت الصفر فى ياكوتى (شرقى سيبيريا)، أدى البرد إلى وفاة ما لا يقل عن 110 أشخاص، هذه السنة بينهم 46 منذ مطلع فبراير، بحسب أرقام وزارة الصحة وهذه الأرقام لا تشمل الأولاد الذين هم دون ال18 ولا تحدد ما إذا كانت هذه الوفيات مسجلة فى القسم الآسيوى أو الأوروبى من البلاد، وبالتالى يجب احتسابها بشكل منفصل، وذكرت الأرصاد الجوية أن درجات الحرارة ستبقى متدنية فى مناطق وسط روسيا الأوروبية على أن تزداد حدة موجة الصقيع خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويعانى سكان موسكو من هذا الطقس البادر رغم أالبلاد معتادة على فصول الشتاء القاسية. وقالت كاتيا، موظفة "24 سنة": من الصعب التعامل مع هذا الطقس، فيما قال صديقها بافل ستيرليكوف (27 عاما) الذى كان يقود السيارة، إن مثل هذا الطقس البارد يحل كل خمس سنوات. ولا يزال أكثر من 70 ألف شخص معزولين منذ أيام فى قرى نائية، بسبب الثلوج فى صربيا وكرواتيا والبوسنة ومقدونيا ومونتينيغرو، وتفاقمت اليوم الملاحة على نهر الدانوب حول بلغراد بسبب تجمد مياهه على امتداد مئات الكيلومترات. وفى البوسنة، حيث تراجعت درجات الحرارة إلى 20 تحت الصفر انقطع التيار الكهربائى عن أكثر من 15 ألف منزل فى منطقة موستار (جنوب) وفى رومانيا توفى ثلاثة أشخاص نتيجة البرد فى الساعات ال24 الأخيرة، ما يرفع إلى 41 عدد الضحايا منذ 24 يناير الماضى، وأبقت السلطات على حال الإنذار فى جنوب رومانيا حتى مساء الأربعاء بسبب تساقط الثلوج والجليد. وتأثرت بلغاريا إلى حد كبير إذ شلت عواصف ثلجية الأربعاء وسائل النقل فى شمال شرق البلاد وشرقها، وكانت حركة السير لا تزال معلقة فى الجنوب بعد فيضانات الاثنين التى أوقعت ثمانية قتلى فى قرية بيسر. وأعلنت السلطات الأربعاء الحداد الوطنى على هؤلاء الضحايا ليوم واحد، ولا يزال شخصان فى عداد المفقودين، وتبلغ الأوضاع أحيانا حالة من الفوضى مع ورود معلومات عن سائقين عالقين فى سياراتهم دون وقود أو قرويين معزولين محرومين من الخبز والكهرباء. وبقيت كابيتان، اندريفو، نقطة العبور الرئيسية بين بلغاريا وتركيا، (جنوب شرق) مقفلة بسبب الفيضانات وكذلك نقطة روسى- جورجيو الحدودية بين بلغاريا ورومانيا على الدانوب، حيث علقت الملاحة منذ الثلاثاء، لأن الجليد غطى 90% من النهر. كما أقفل مرفآ فارنا وبورغاس (شرق بلغاريا) على البحر الأسود الأربعاء، بسبب هبوب رياح قوية وستبقى المدارس مغلقة اعتبارا من الأربعاء فى كافة أنحاء البلاد، حيث يتوقع استمرار تساقط الثلوج المصحوبة بموجة صقيع فى الأيام المقبلة. وفى المجر قضى ثلاثة أشخاص نتيجة البرد ما يرفع إلى 16 عدد الضحايا، منذ بدء موجة الصقيع الجمعة الماضى، بحسب أجهزة الإغاثة، وفى النمسا المجاورة عثر على متقاعد فى السبعين من العمر ميتا من البرد فى منزله فى جنوب البلاد، ويرتفع عدد ضحايا البرد فى هذا البلد إلى خمسة. وفى ألمانيا حيث حصيلة القتلى غير الرسمية أربعة، يتوقع تساقط ثلوج مع أمطار فى نهاية الأسبوع. وتوقفت الملاحة على قسم من نهر ماين، بعد أن منعتها السلطات وفى فرنسا عثر على رجل فى ال52 ميتا فى منزله فى وسط البلاد مع ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 91، أصيبوا باختناق نتيجة ثانى أكسيد الكربون. وحصيلة القتلى فى فرنسا خمسة وكانت آلاف المنازل فى تولوز (جنوب غرب) محرومة من وسائل التدفئة، بسبب عطل وفى غرب القارة شهدت إيطاليا أسوأ أضرار نتيجة موجة الصقيع. ومنذ الأول من فبراير الجارى ارتفع عدد الضحايا فى هذا البلد إلى أربعين بعد العثور على ضحيتين جديدتين الأربعاء فى منطقة ماركى (جنوب شرق) توفيا بأزمة قلبية أثناء محاولتهما إزالة الثلوج. وفى البندقية تحطم تمثال ثور عملاق للفنان غيرينو لوفاتو نتيجة هبوب رياح شمالية عنيفة زادت سرعتها عن 80 كلم فى الساعة وفى تورينو أدى الجليد إلى كسر أنابيب أغرقت أربع محطات مترو. وفى مناطق أخرى بقى الوضع صعبا حتى فى جنوب إيطاليا التى غطتها الثلوج، وبلغت سماكتها ثلاثة سنتيمترات فى منطقة بازيليكاتى، وتوقعت الأرصاد الجوية تساقط الثلوج على الساحل الادرياتيكى، وفى سويسرا تحسن الطقس فى الجبال لكن موجة الصقيع ستستمر فى السهول. وفى جنيف ما زالت حال الفوضى التى تعم منذ الاثنين إثر انفجار قناة مياه بسبب البرد على أحد أرصفة المدينة، مستمرة وتسبب ازدحام سير.
