تظاهر عشرات السوريين امام سفارات بلدهم في عدد من عواصم العالم واقتحموا وخربوا عددا منها، احتجاجا على قصف الجيش لمدينة حمص (وسط) الذي اودى بحياة 260 شخصا حسب المجلس الوطني السوري، بينما نفت دمشف القصف. فقد اعلنت وزارة الداخلية الكويتية ان السلطات اعتقلت عددا كبيرا من الاشخاص عندما هاجم مئات السوريين والناشطين الكويتيين الغاضبين سفارة سوريا في الكويت. واضافت ان "الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية والمعنية بحراسة السفارات قامت باطلاق الاعيرة النارية للتحذير الا انهم استمروا في محاولتهم اقتحام مبنى السفارة". وتابعت ان المتظاهرين "قاموا بانزال العلم وعبثوا واتلفوا العديد من مرافق المبنى مما ادى الى اصابة عدد من رجال الامن المعنيين بحراسة امن السفارة من رجال الشرطة". واوضحت ان لم يتعرض السفير السوري واي من الدبلوماسيين العاملين بالسفارة "لاي اذى من جراء عملية الاقتحام" مشيرة الى انه "تم القاء القبض على عدد من المتهمين السوريين الذين شاركوا في عملية الاقتحام ومن بينهم عدد من المواطنين الكويتيين". واعربت الوزارة عن اسفها لوقوع مثل هذا "المس او الاعتداء على اي من البعثات الدبلوماسية العاملة بدولة الكويت والذي يعد خرقا لتشريعات وقوانين الدولة والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحمي مقرات السفارات واعضاء الهيئات الدبلوماسية". واضافت ان اجهزة الامن المعنية بالبحث والتحري لاتزال "تجري تحرياتها لضبط كل من شارك في عملية الاقتحام مع احالة من تم القبض عليهم الى جهات التحقيق". وكان ناشطون كويتيون ذكروا ان عددا من الاشخاص اعتقلوا السبت في الكويت عندما حاول مئات السوريين والناشطين الكويتيين الغاضبين اقتحام السفارة السورية في الكويت. وقالت الرابطة الكويتية لحقوق الانسان المنظمة غير الحكومية على حسابها على تويتر ان متظاهرين على الاقل جرحا في تحرك المتظاهرين بعدما اطلق حراس السفارة النار في الهواء لتفريق المتظاهرين. واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان عددا كبيرا من الاشخاص اوقفوا، بدون ان يضيف اي تفاصيل. وبين الموقوفين الناشط عبد العزيز المطيري، كما ذكر مقربون منه على تويتر. وفي جدة غرب السعودية، تجمع عشرات السوريين المقيمين في السعودية امام قنصلية بلادهم في جدة غرب المملكة قبل ظهر اليوم السبت، منددين ب"المجرزة" في حمص، بحسب شهود عيان. واطلق بعض المتظاهرين هتافات مثل "بالروح بالدم نفديك يا شهيد". وقال الشهود ان التجمح بدا بالانفضاض مع وصول دوريات الشرطة الى المكان. وفي القاهرة، قال موظف في السفارة السورية لفرانس برس ان عشرات المعارضين لنظام الاسد اقتحموا سفارة سوريا فجر السبت وخربوا المبنى واضربوا النار في الطابق الارضي منه. واوضح هذا الموظف ان حوالى خمسين شخصا معظمهم من السوريين اقتحموا مكاتب السفارة في حي غاردن سيتي حوالى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي (1,00 تغ). وقد انتزعوا سياج المدخل وقاموا باعمال تخريب داخل المبنى ثم اضرموا النار بعدة غرف في الطابق الارضي. وصرح صحافي من وكالة فرانس برس في المكان ان آثار الحريق واضحة على الجدران المتفحمة بينما تناثر الزجاج المكسور على الارض. ودمرت قطع اثاث واجهزة كمبيوتر. وفي لندن، تجمع نحو 150 شخصا ليل الجمعة السبت امام مقر السفارة السورية في ساحة بلغريف في وسط لندن. وقالت الشرطة البريطانية ان خمسة اشخاص اوقفوا لاخلالهم بالنظام العام بعد التظاهرة، مؤكدة ان عناصرها "ينتشرون في المكان لضمان امنه". وقالت البي بي سي ان بعض نوافذ مبنى السفارة حطمت. وفي اثينا قال مصدر في الشرطة ان حوالى خمسين متظاهرا معظمهم من السوريين نجحوا في اقتحام مبنى السفارة السورية في العاصمة اليونانية وكتبوا على الجدران عبارات معادية للنظام. واضاف ان الشرطة اوقفت 12 سوريا وعراقيا واحدا. وجرت التظاهرة بعيد اعلان المجلس الوطني السوري المعارض عن سقوط 260 قتيلا في حمص (وسط) ليل الجمعة السبت في اقتحام الجيش السوري للمدينة وقصفها. وكانت الشرطة الالمانية اعلنت في بيان ان حوالى عشرين شخصا اقتحموا الجمعة مقر السفارة السورية في برلين والحقوا بعض الاضرار المادية قبل ان يتم اجلاؤهم من جانب الشرطة. واشار البيان الى ان المتظاهرين "وجميعهم سوريون او من اصل سوري" اقتحموا المبنى قرابة الساعة 16,30 (15,30 تغ) و"دمروا قطع اثاث في مكاتب عدة وعلقوا علما على النافذة" قبل ان "يكتبوا شعارات على الواجهة". وبعد التسلل الى السفارة، "وصلت الشرطة بسرعة الى المكان واعتقلت (المتظاهرين) الذين لم يبدوا اي مقاومة" بحسب البيان. واطلقت الشرطة سراح هؤلاء في وقت لاحق بعد تسجيل هوياتهم. واكد متحدث باسم الخارجية الالمانية في بيان اخر ان "الاعمال المرتكبة ضد السفارة السورية في برلين يجب ادانتها باشد العبارات". واضاف ان "الحكومة تتولى بجدية كبيرة مسؤولياتها للحفاظ على امن كل الممثليات الدبلوماسية والقنصلية في المانيا". وتابع ان "السفير المكلف من وزارة الخارجية بشؤون الشرق الادنى بوريس روغي اتصل فورا بالسفير السوري بعد علمه بالافعال واعرب له عن اسفه". وقام السفير السوري في المانيا الذي كان موجودا لحظة تدخل الشرطة، بالسماح للشرطيين بتفتيش باقي انحاء المبنى للتاكد من عدم وجود متظاهرين اخرين. وقدم بعدها شكوى وتم فتح تحقيق في الحادث خصوصا بتهمة تعكير الامن العام وانتهاك حرمة منزل وتخريب ممتلكات. وجاءت هذه التظاهرات بينما تحدثت انباء عن اقتحام الجيش السوري لمدينة حمص (وسط) وقصفها ليل الجمعة السبت ما ادى الى مقتل 217 مدنيا على الاقل، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.