لا تزال تطورات الأزمة السياسية في سوريا، وخاصة على الصعيد الدبلوماسي، تحظى بقدر وافر من تغطية الصحف البريطانية، كما أبدت غالبية الصحف الرئيسية الصادرة صباح الثلاثاء اهتماما بمعاهدة الانضباط المالي الجديدة التي أقرتها 25 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، بينما رفضتها كل من بريطانيا وجمهورية التشيك. نبدأ جولة الصحافة مع صحيفة الغارديان التي تناولت المساعي الغربية لإصدار قرار من مجلس الأمن يدعم خطة الجامعة العربية بشأن سوريا. تقول الصحيفة –في التقرير الذي أعده جوليان بورغر محرر الصحيفة للشؤون الدبلوماسية ومارتن شولوف مراسلها من بيروت- إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيريها البريطاني ويليام هيغ والفرنسي ألان جوبيه سيلتقون في مجلس الأمن الدولي في نيويورك الثلاثاء لدعم خطة من الجامعة العربية لإنهاء العنف في سوريا ولمحاولة التغلب على المعارضة التي تقودها روسيا ضد مطلب تدعمه الأممالمتحدة لإحداث تغيير سياسي في دمشق . ويضيف التقرير أن مشروع قرار عربي أوروبي يدعو الرئيس الأسد إلى تسليم السلطة إلى نائبه كمقدمة لنقل السلطة قد حظي بدعم عشر من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وتشير الغارديان إلى أن موافقة هذه الدول تأتي بينما توجهت القوات السورية إلى ضواحي العاصمة دمشق لانتزاعها من سيطرة المتمردين . وتنقل الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن التصويت على مشروع القرار –الذي تقدمت به المغرب بصورة رسمية- سيتم على الأرحج يوم الخميس المقبل. ويضيف التقرير أن التصويت على مشروع القرار سيتم بعد أن ينظر مجلس الأمن في تقرير بشأن الأوضاع في سوريا يقدمه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني يوم الثلاثاء. حكام طغاة ونبقى مع شؤون الشرق الأوسط، حيث نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز تقريرا بشأن تصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي عن مقدرة بلاده على تعويض النقص في الإمدادات العالمية. تقول الصحيفة –في التقرير الذي أعده مراسلاها غاي شازان من لندن وبوزورغ مهر من طهران- إن تصريحات النعيمي تأتي وسط توتر متنام بسبب الحظر الأوروبي على صادرات النفط الإيرانية . ويضيف التقرير أن تصريحات النعيمي جاءت بينما صعدت إيران من انتقاداتها للسعودية ، مشيرة إلى أن مسؤولا إيرانيا رفيعا وصف العائلة المالكة السعودية بأنها حكام طغاة . وتشير الفاينانشيال تايمز إلى أن تلك التصريحات، التي قيلت في مؤتمر إسلامي في اندونيسيا، أدت إلى خروج الوفد السعودي من القاعة. وتقول الصحيفة إن التصريحات الإيرانية تشير كذلك إلى إحباط طهران من استعداد السعودية لتعويض النفط الإيراني. ويضيف التقرير أن إيران تنظر إلى التدخل السعودي في هذه القضية باعتباره أمرا محوريا في تشجيع الإتحاد الأوروبي للمضي قدما في الحظر النفطي من دون أن يقلق بشأن حدوث نقص في الأسواق العالمية. وينقل التقرير عن النعيمي قوله إن السعودية ستظل موردا منتظما وموثوقا به ويمكن الاعتماد عليه في إمدادات الطاقة إلى العالم ، وذلك من دون الإشارة إلى إيران بالاسم. الانضباط المالي ومن شؤون الشرق الأوسط إلى الخلافات داخل الإتحاد الأوروبي بشأن معاهدة جديدة لتعزيز الانضباط المالي، حيث ألقت صحيفة الدايلي تلغراف الضوء على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بهذا الشأن. وكانت بريطانيا وجمهورية التشيك الدولتين الوحيدتين اللتين رفضتا الانضمام إلى المعاهدة الجديدة من بين دول الإتحاد الأوروبي ال27. وتنقل الدايلي تلغراف عن كاميرون تأكيده على أنه سيتخذ إجراء لحماية بلاده، إذا أدى تطبيق المعاهدة الجديدة إلى تهديد المصالح البريطانية. وحذر كاميرون من أن أي تغييرات تطبقها الدول الأوروبية الأخرى بموجب المعاهدة المالية الجديدة، لا يمكن أن تستخدم المؤسسات الأوروبية مثل المفوضية الأوروبية والمحكمة الأوروبية، لأنها لا يمكن أن تطبق إلا السياسات التي تنطبق على أعضاء الاتحاد ال27، وذلك على خلفية أنباء بأن معاهدة الانضباط المالي تمنح محكمة العدل الأوروبية الحق في مراقبة امتثال الدول. ونقلت الصحيفة عن كاميرون قوله لقد وافقوا اليوم على معاهدة جديدة تركز على تشديد الانضباط المالي، وهو الأمر الذي نوافق على أنه ضروري . لكن كاميرون استدرك قائلا –حسب الصحيفة- نحن لن نوقع هذه المعاهدة، نحن لا نصدق عليها، ولا تترتب عليها إي التزامات على بريطانيا . كما نقل التقرير عن رئيس الوزراء البريطاني قوله نحن لا نريد تعطيل منطقة اليورو عن فعل ما هو ضروري لحل الأزمات، طالما إن ذلك الأمر لا يضر بمصالحنا الوطنية .