قال السياسي الباكستاني عمران خان انه لا يمانع في الانتقال الى المعارضة اذا لم ينجح "تسونامي" الدعم الشعبي الذي يحظى به في تحقيق النصر الكاسح له في الانتخابات التي يرجح على نطاق واسع ان تجري خلال اشهر. وقد ركب لاعب الكريكيت السابق (59 عاما) موجة الدعم التي اججتها المسيرات الحاشدة وايد بصراحة القضايا المرفوعة في المحاكم ضد الرئيس اصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني. لكن وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في فيللته الواقعة على تلة على مشارف اسلام اباد، اقر عمران خان بان حزبه الناشئ "الحركة من اجل العدالة" يمكن ان يواجه مصاعب في حال ارغمت سلسلة من الازمات الى اجبار الحكومة على اجراء انتخابات عامة قبل شهر ايلول/سبتمبر او تشرين الاول/كتوبر. وقال خان "+التسونامي+ جاهز. وسنكون مستعدين. ومن الواضح انه يناسب حزبنا .. اذا استمرت هذه الحكومة ستة اشهر اخرى". وبموجب الدستور الباكستاني تستقيل الحكومة وتسلم سلطاتها الى ادارة من التكنوقراط لمدة ثلاثة اشهر قبل اجراء انتخابات عامة. وفي حال انهيار الحكومة الحالية قبل الصين، فيمكن ان تتعرض شعبية خان الى اختبار مبكر. وكان خان قد بنى شعبيته مستندا الى خطاب قومي متحمس، ومستعينا بالموسيقيين. وقال خان لفرانس برس "سننتقل الى المعارضة بكل سرور اذا لم نتمكن من تشكيل حكومة لان هذه ببساطة معركة ما بين قوى الوضع الراهن وقوى التغيير". وتشيع التكهنات في باكستان بان الجيش الباكستاني المتنفذ يقوم باعداد حزب خان بهدوء. ويعتقد ان الجيش يؤيد الخطوات القضائية الهادفة الى خفض سلطات زرداري وجيلاني. وقال خان "اعتقد ان هذه هي المرحلة الاخيرة لان الحكومة تتحدى المحكمة العليا صراحة". واضاف "لا اعتقد ان المحكمة العليا ستتراجع. فقد وصفت رئيس الوزراء بانه غير صادق، ولذلك فانه في اية ديموقراطية محترمة، كان يجب ان يكون قد استقال الان، وبعد ذلك يطلب ان يعود الى الشعب". ولكنه اضاف "لا احد يريد احكاما عرفية في هذا البلد. لا احد منا يريد ذلك. اعتقد ان وقت الاحكام العرفية في باكستان قد انتهى". واكد "اذا كنت رئيس الوزراء، واذا كانت علي مسؤوليات، فان لدي السلطة". وازدادت التوقعات باجراءت انتخابات مبكرة مع تصاعد التوترات بين رئيس الوزراء والجيش، وبعد ان اتهمت المحكمة جيلاني بازدرائها. ومن شان اصدار القضاة الذين ينظرون في دعاوى فساد، حكما بازدراء المحكمة ان يجعل مصير الحكومة غير واضح. ويقول المحللون انه مهما كانت النتيجة، فان الاحتمالات تتزايد لاجراء انتخابات مبكرة، والتي كان من المقررة رسميا ان تبدأ في 2013، ولكن يعتقد الاعتقاد انها ستجرى في نيسان/ابريل او ايلول/سبتمبر او تشرين الاول/اكتوبر. واستبعد خان تشكيل ائتلاف حكومي مع اي من احزاب "الوضع الراهن" التي يعتبرها مرتشية وفاسدة، وهي حزب الشعب الباكستاني بزعامة زرداري او حزب المعارضة الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نواز شريف. وبدلا من ذلك فهو واثق بنجاح الوصفة المثالية لعلاج مشاكل البلاد وهي فك تحالف باكستان مع الولاياتالمتحدة في الحرب التي تقودها ضد الارهاب عن طريق رفض المساعدات الخارجية واطلاق اجراءات تقشفية واسعة. غير ان معلقين سياسيين يقولون ان رؤية خان لباكستان موحدة خالية من المافيا ومتحررة من التأثيرات الخارجية هو حلم يعزف خان على وتره لكسب تاييد الجماهير في بلد يواجه حالة من عدم الاستقرار السياسي مجددا. وتعد ماليزيا وتركيا وجنوب افريقيا وحتى الدول الاسنكدنافية نماذج يستلهم منها خان سياسته، كما ان رسالته تلقى قبولا واسعا بين الشباب. يقول المحلل حسن عسكري ان خان "يمنح الشباب الاحلام للمستقبل .. ولكننا لا نعلم ان كان سيتمكن من تحقيق تلك الاحلام". وقال الصحافي نجم سيثي ان رسالة خان تلقى قبولا عند غالبية الناخبين الباكستانيين الساخطين من الطبقة المتوسطة الدنيا وهم من المحافظين المسلميين الذي يتزايد عدائهم للولايات المتحدة. وقال سيثي "اولا، عمران هو اكثر الاصوات البليغة المعادية للاميركيين في هذا البلد. وثانيا، انه يتودد الى رموز دينية معينة". ومن المقرر ان يجري التجمع السياسي الثاني لخان في 23 اذار/مارس في كويتا، عاصمة ولاية بلوشستان المضطربة التي تشهد عنف المتشقين.