على العكس مما كان مُفترضاً ، لم تحسم جوائز الكرة الذهبية ، التي تمنحها رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية ، الجدل حول هوية العمل الأقرب للفوزِ بأوسكار أفضل فيلم، في الحفلِ الذي سيُقام على مسرح كوداك في السادس والعشرين من فبراير القادم ، ولكن ما حدث هو أن زادت تحديد دائرة الصراع المُحيطة بثلاثة أفلام ، هي المُتنافسة منذ البداية . فقد حصل فيلم المخرج أليكساندر بين "الأحفاد" بجائزة أفضل فيلم درامي ، في حين مُنح الفيلم الفرنسي "الفنان" ، للمخرج ميشيل آزاتافيسيوس ، جائزة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي ، أما جائزة أفضل مُخرج ، فقد حصل عليها المخرج الكبير مارتن سكورسيزي عن فيلمه "هوجو" . وكانت الأفلام الثلاثة ، الأكثر مديحاً من قِبل النّقاد هذا العام ، هي التي انحصر بينها التنافس منذ بداية موسم الجوائز ، خصوصاً مع استبعاد فيلم المخرج تيرانس ماليك المُتوج بالسعفة الذهبية لمهرجان كان "شجرة الحياة" من الحسابات ، بسبب طبيعته الفنية الخاصة التي لم تناسب - ربما - الذوق الهوليوودي في الجوائز ، وكذلك فيلم المخرج ستيفن سبيلبرج "حصان الحرب" الذي - على الرغم من نجاحه - لم يلقَ الاحتفاء الذي يتناسب مع اسم مخرجه . ولن يتم حسم الجدل ، بشأن الفيلم الفائز بجائزة أوسكار أفضل فيلم ، سوى في الحفلِ نفسه ، حيث من الوارد أن يتوج أيًّ من الأفلام الثلاثة . في الناحيةِ الأخرى ، وعلى الرغم من عدم احتمالية منافسته على أفضل فيلم ، فإن نص الفنان العظيم وودي آلان لفيلم "منتصف الليل في باريس" ، سيمنحه ، على الأرجح ، أوسكار ثالث لأفضل سيناريو أصلي ، حيث توج بالجائزةِ في الجولدن جلوب ، متفوقاً على أقرانه . في الجوائز التمثيلية ، صارت الممثلة الكبيرة ميريل ستريب على بعد خطوة واحدة من أوسكارٍ ثالث ، بعد أن تُوّجت بالجائزة عن فيلمها "المرأة الحديدية" ، والذي تؤدي فيه دور رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر ، بينما حصلت ميشيل وليامز على نفسِ الجائزة في فرع الكوميديا والموسيقى ، عن أداءها لدور الأسطورة مارلين مونرو في فيلم "أسبوعي مع مارلين" . أما في فئة التمثيل الرجالي ، فقد توَّج الحفل ، تماماً كما حدث في فئة أفضل فيلم ، الصراع بين الممثلين جورج كلوني وجان جوردان ، نحو الفوز بأوسكار أفضل ممثل ، فقد حصد كلوني اللقب في فئة الدراما عن فيلمِ "الأحفاد" ، بينما فاز جوردان بأفضل ممثل كوميدي عن فيلم "الفنان" . وعلى الرغم من عدم منافسة فيلمه "حصان الحرب" على جائزة أفضل فيلم ، فإن ستيفن سبيلبرج لم يخرج خالِ الوفاض ، بعد أن حصل فيلمه "مغامرات تان تان" على جائزة أفضل فيلم أنيماشن . وأخيراً ، فإن المديح الكبير الذي ناله فيلم المخرج الإيراني أصغر فارهدي "انفصال" ، منذ فوزه بالدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي ، مروراً بعرضه بداخل الولايات ، والاستقبال النقدي والجماهيري الحافل الذي لاقاه ، قد تُوّج أيضاً بالأمس ، بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية ، مما يُقرّبه أكثر من الأوسكار ، ويمنح السينما الإيرانية فخراً حقيقية ، بجائزةٍ ستكون ، إن حدثت ، هي الأولى في تاريخها .