«صباح الخير» فى حفل الأكاديمية كعادتها كل عام أقامت الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية حفل غداء يوم الاثنين 6 فبراير بفندق «بيفرلى هيلتون» للقاء النجوم المرشحين لجوائز الأوسكار لهذا العام فى جميع القوائم السينمائية. وبدأ الحفل «توم شيرك» رئيس الأكاديمية بكلمة رحب فيها بالحضور قائلا: ربما تكون هذه فرصتكم الوحيدة والفريدة للالتقاء ببعضكم البعض خلال هذا الحفل المميز والخاص بمرشحى الأوسكار قبل إعلان النتائج فى حفل توزيع الجوائزفى 62 فبراير القادم. وحرص معظم نجوم هوليوود المرشحين لجوائز الأوسكار على حضور هذا الحفل الكبير كجزء هام وخطوة تمهيدية أخيرة قبل حفل إعلان وتوزيع الجوائز فى 26 فبراير القادم. وقد كان بالفعل القبول كثيفا هذا العام فقد حضر 150 من 188 مرشحا ، منهم 20 من أشهر وألمع المرشحين منهم: جلين كلوز، رونى مارا، فيولا ديفيس، ميريل ستريب، ميشيل وليامز، أوكتافيا سبنسر، ميليسا مكارثى، جانيت ماكتير، بيرنيس بيجو، دميان بشير «مكسيكى لبنانى الأصل»، جونا هيل، براد بيت، جورج كلونى، جان دوجاردان، نك نولتى، جارى أولدمان، مارتن سكورسيزى، وستيفن سبيلبرج. وقبل بدء مأدبة الغداء التقى النجم جورج كلونى بالصحفيين فى غرفة مجاورة بفندق بيفرلى هيلتون قائلا بفرح ومرح اعتدنا عليه من الفنان المحبوب: «أتيت مبكرا، لأخذ أكبر قدر من المشروبات والخمور المجانية، بعد أن وفقت أخيرا فى البحث بمنزلى عن قميص مفتوح أسود اللون وبدلة سبور رمادية اللون حتى تتماشى مع لون الملح والفلفل لشعرى، وأضاف أنها فرصة عظيمة وذهبية لتمضية بعض الوقت مع جميع المرشحين ولقاء ومداعبة أصدقاء أعزاء مثل براد بيت والنجمة فيولا ديفيس، الذى قال إنها قضت شهر العسل فى منزله فى إيطاليا». وتحرص الأكاديمية من خلال هذا اللقاء السنوى للمرشحين على إضفاء أبهى لحظات السعادة والمتعة وإلقاء الأضواء على جميع المرشحين بالتساوى، ومعاملة الجميع كفائزين وإعطائهم الفرصة لمقابلة الحكام وبعض أعضاء الأكاديمية ومواجهة مئات الكاميرات والتحدث مع ممثلى وسائل الإعلام العالمية. حضر الحفل المخرج العبقرى مارتن سكورسيزى بصحبة المنتج جراهام كينج. وقد فازا الاثنان من قبل بجائزة أوسكار أفضل فيلم ل «الراحلون» ويتنافسان هذا العام بفيلم «هوجو» على جائزتى أفضل فيلم وأفضل مخرج. ومن بين الذين لم يحضروا، وليس غريبا طبعا، المخرج الكبير «وودى ألن» الذى رشح فيلمه «منتصف الليل فى باريس» لأربع جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم، أفضل مخرج، وأفضل سيناريو. وأفضل إخراج فنى. وقد تعودنا على ذلك من وودى ألن، الذى يرفض بشدة تسلم الجوائز وحضور الاحتفالات، وهو نفس ما حدث منه بالفعل فى حفل إعلان وتوزيع جوائز الجولدن جلوب الشهر الماضى، حيث فاز فيلمه «منتصف الليل فى باريس» بجائزة أفضل سيناريو. ونذكر هنا أنه منذ أن أعلنت ترشيحات جوائز الأوسكار قمة جوائز السينما العالمية، لعام 2012. والأسرة الهوليوودية تتحدث عن بعض المفاجآت فى الترشيحات، بجانب صدق توقعات النقاد والمتابعين بالنسبة لعدد آخر من الأعمال. فمثلا فيلم «هوجو»للمخرج الأمريكى العالمى الكبير مارتن سكورسيزى تجاوز فيلم ذى آرتيست فى عدد الترشيحات، إذ حصل هوجو على 11 ترشيحا فى مختلف الفئات مقابل عشرة ترشيحات «ذى آرتيست». وكان بين المفاجآت اللافتة إبعاد الممثلة البريطانية العالمية تيلدا سوينتون بطلة فيلم وى نيد تو توك آباوت كيفن (يتعين علينا التحدث بشأن كيفين) عن ترشيحات فئة «أفضل ممثلة فى دور رئيسى» ودخول الممثلة يرلندية رونى مارا عن دورها فى فيلم «ذى جيرل وذ ذا دراجون تاتو» الفتاة ذات وشم التنين. أيضا، كان بين الذين فاتهم الترشيح عن فئة أفضل ممثل فى دور رئيسى الممثل الأيرلندى - الألمانى «مايكل فاسبندر» والنجم الأمريكى «ليوناردو دى كابريو» عن فيلمه «جى إدجار» فى حين حصل الممثل البريطانى «جارى أولدمان» على ترشيح ثمين على دوره فى فيلم «تينكر تايلور سولدجر سباى». كذلك اعتبر المتابعون بين أكبر المفاجآت ترشيح الممثل المكسيكى اللبنانى الأصل «دميان بشير» فى الفئة ذاتها عن دوره فى فيلم «بيتر لايف» وبعكس ذلك صحت توقعات النقاد بترشيح النجم الأمريكى «جورج كلونى» للجائزة عن هذه الفئة لدوره فى فيلم «ذا ديسندنتس الأحفاد»، بل رشح لجائزة أوسكار أخرى فى فئة السيناريو المقتبس عن فيلم «ذى إيدس أوف مارش». أيضا ضمن المنجزات المزدوجة، نجح فيلم «انفصال» الإيرانى بالفوز بالترشيح عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية وكذلك بالترشيح عن فئة أفضل سيناريو أصلى وهذا إنجاز لفيلم ناطق بلغة أجنبية عن هذه الفئة لم يحدث منذ 2007. ففى فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية تتواجه أفلام الانفصال من إيران و«مسيو لزهر» من كندا، بطولة الممثل الجزائرى الأصل محمد فلاج، و«فى الظلام» من بولندا و«بلهيد» من بلجيكا، إلى جانب الفيلم الإسرائيلى «ملحوظة» الذى شكل ترشحه مفاجأة أخرى نظراً لتواضع مستواه الفنى، ويحلو للبعض فى الأكاديمية وستوديوهات هوليوود أن يرى إيران تواجه إسرائيل فى منافسة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية. وقد فاز فيلم الدراما العائلية الإيرانى «انفصال» الشهر الماضى بجائزة «جولدن جلوب» لأفضل فيلم أجنبى، وهو من تأليف وإخراج وإنتاج أصغر فرهدى، وقد فاز أيضاً بجائزة الدب الذهبى لأفضل فيلم فى مهرجان برلين السينمائى. واستغل مخرجه أصغر فرهدى الحدث ليقول للجمهور العالمى: «شعبى.. أعتقد أنه شعب محب للسلام حقا». فهل ينجح «انفصال» فى حصد جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى هذه المرة. على صعيد آخر، كما كان مرتقبا، تبرز النجمة الأمريكية الكبيرة ميريل ستريب بين المرشحات فى فئة «أفضل ممثلة» فى دور رئيسى عن أدائها دور رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر فى فيلم «ذا آيرون ليدى» (المرأة الحديدية). وضمنت لنفسها بالدور الجديد مكاناً ضمن قائمة هامة وقصيرة من النجمات كأفضل ممثلة لهذا العام، خاصة بعد أن حصلت على جائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة الشهر الماضى. وحققت بذلك ميريل ستريب (63 عاماً) رقماً قياسياً وإنجازا كبيراً بترشيحها لجوائز الأوسكار 17 مرة، لكنها لم تفز سوى مرتين عن دورها فى فيلمى كرامر مقابل كرامرب (1979) واختيار صوفى (1982). وأغدق النقاد ونجوم هوليوود خلال الحفل الكبير المديح على ميريل ستريب فوصفوها بأنها فنانة مبدعة وشفافة ومشوقة فى أدائها شخصية تاتشر. ودقيقة فى شكل مذهل فى محاكاة مظهر الشخصية الحقيقية وصوتها ومشيتها وتأنقها، وتساءل نجوم هوليوود: هل هناك ما لا يمكن أن تقوم به ميريل ستريت كممثلة؟ والمدهش أيضا فى أمر ترشيحات هذا العام منافسة ميشيل ويليامز عن الفئة ذاتها كأفضل ممثلة لدورها فى فيلم «ماى ويك وذ مارلين» (أسبوعى مع مارلين) حيث تؤدى دور نجمة السينما الأمريكية المثيرة الراحلة مارلين مونرو. والتى حازت أيضا مؤخرا على جائزة جولدن جلوب لدورها فى الفيلم الموسيقى الكوميدى «ماى ويك وذ مارلين». وهناك ارتياح كبير فى الأسرة الهوليوودية بعد استبعاد نجمة البوب مادونا، 53 عاما، من قائمة أفضل أغنية أصلية رغم فوزها بجائزة الجولدن جلوب الشهر الماضى لأفضل أغنية أصلية عن فيلم «دبليو اى» الذى قامت أيضا بإخراجه، مما جعل البعض يتعجب قائلا: مادونا أفضل أغنية؟ لا أستطيع أن أصدق. وأضاف بعض الحاضرين خلال الحفل: فوز مادونا بجائزة أفضل أغنية يظهر فعلا أن الجوائز لا علاقة لها بالجدارة، كما أن الكلمة التى ألقتها بعد فوزها يظهر مدى أنانيتها، كما أن انتقادها للمغنية ليدى جاجا يظهر مدى يأسها. أما عن أفلام طرب العين فى رسوم متحركة والتى تتنافس فيه أفلام القط ذو الحذاء وكونغ فو باندا 2 وأرانجو وأشيكو وريتا وقط فى باريس على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، فيرى معظم النقاد فى هوليوود أنها لائحة رائعة وصعبة الاختيار للغاية، وإن كانوا يرجحون بأن «رانجو» هو الأقرب من الجائزة وتصدر القائمة. وتعجب الكثيرون هنا على فئة أفضل إخراج، عندما فجر أعضاء الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية مفاجآت جديدة وغير متوقعة بعدم ترشيح المخرج الكبير «ستيفن سبيلبيرج» فى فئة الإخراج رغم ترشح فيلمه» حصان الحرب لست جوائز أوسكار أبرزها أفضل فيلم وافضل تصوير، ليرشحوا بدلاً منه كلا من اتيرانس ماليكب عن «شجرة الحياة» و «وودى آلنب» عن منتصف الليل فى باريس وميشيل هازانا فيتشيوس عن الفنان وألكسندر باين عن الأحفاد ومارتن سكورسيزى عن هوجو. جاء حفل غداء واستقبال مرشحى جوائز الأوسكار لهذا العام بعد خمسة أيام فقط من أرسال بطاقات الاقتراع لأعضاء الأكاديمية لاختيار الأسماء النهائية للفائزين فى كافة الفروع والعلوم السينمائية لليلة 26 فبراير التى سيشاهدها أكثر من بليون مشاهد فى العالم عبر الستالايت والأقمار الصناعية فى أكثر من 200 دولة على الهواء مباشرة، وكل عيون وآذان العالم تتطلع بشغف وإثارة لنتائج ولحظات تسلم كبار النجوم الفائزين لأشهر هذه الجوائز كأفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل وممثلة، وأفضل ممثل مساعد وممثلة مساعدة، وأفضل سيناريو، وأفضل مؤثرات صوتية ومرئية، وأفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل أغنية فيلمية، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل فيلم أجنبى، أفضل مكياج وتصميم ملابس وأفضل فيلم وثائقى. وسوف يصفق الجميع لما اعتبرته الأكاديمية الأفضل والأهم والأجدر بالحصول على جوائز الأوسكار لهذا العام .