أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن بلادها ستبدأ عملية تبادل للسفراء مع بورما. وجاء الإعلان بعد ساعات من إطلاق بورما سراح عدد من أبرز المعارضين السياسيين البارزين من السجن. ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذه الخطوة بأنها خطوة كبيرة إلى الأمام . وجاء الإفراج عن أهم السجناء المعارضين في بورما في أحدث حلقة للعفو عن السجناء السياسيين في البلاد. يذكر أن هذه الخطوة من اهم المطالب الرئيسية التي تطالب الدول الغربية بورما بتنفيذها قبل القيام برفع الحظر الدولي عنها. ومن بين المفرج عنهم عدد من كبار المعارضين المخضرمين الذين شاركوا في حركة الاحتجاجات الطلابية عام 1988 وعدد من الرهبان الذين شاركوا في مظاهرات عام 2007، بالإضافة إلى نشطاء من الأقلية العرقية في البلاد. ومن أبرزهم مين كو نينغ، قائد الانتفاضة الشعبية عام 1988. وكان التلفزيون الرسمي قد أعلن أن 651 سجينا سيطلق سراحهم وفقا لعفو رئاسي جديد، لكنه لم يذكر كم من هؤلاء من السجناء السياسيين. وفي بيان تم بثه عبر التليفزيون، قال الرئيس البورمي ثين سين إن هؤلاء الذين أطلق سراحهم هم الأشخاص الذين استطاعوا أن يلعبوا دورا بناءا في العملية السياسية. وردا على هذه الخطوة، قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني: إن إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين هو مطلب طويل الأمد للمجتمع الدولي، وأنا أرحب بحرارة بقرارات الإفراج هذه كدليل آخر على التزام الحكومة البورمية بتحقيق الإصلاح. وتقول مراسلة بي بي سي في جنوب شرق آسيا راشيل هارفي إن أسماء هؤلاء المفرج عنهم تبدو وكأننا نقرأ قائمة تعريفية بأبرز المعتقلين السياسيين في بورما. وتضيف هارفي أنه وعند الأخذ في الاعتبار منزلة هؤلاء المفرج عنهم، فإن هذه الخطوة تعد أهم نجاح في بورما حتى الآن في السير نحو الإصلاح. وتشير إلى أن بعض البورميين في المنفى وبعض الجماعات الحقوقية يقولون إن الاختبار الحقيقي يكمن في حجم الحرية التي سيتمتع بها هؤلاء المفرج عنهم عند الاستمرار في أنشطتهم السياسية. وقالت زعيمة المعارضة البورمية البارزة أونغ سان سوتشي إن هذه خطوة إيجابية . ومن بين أبرز الشخصيات المفرج عنها أيضا المعارضة البارزة نيلار ثين التي كانت من جيل الطلاب المعارضين الذين خرجوا للاحتجاج عام 1988، والتي أكدت ل بي بي سي أنها خرجت بالفعل من سجن ثاريا وادي. وقالت نيلار ثين: أنا بصحة جيدة وسعيدة بإطلاق سراحي وسعيدة أيضا برؤية ابنتي ، وذلك في إشارة إلى ابنتها التي وضعتها قبل دخولها السجن بعام تقريبا. وأضافت أنه بالرغم من إطلاق سراحها إلا أنه لا يزال هناك 25 معتقلا سياسيا داخل السجن. وقد أطلق كذلك سراح رئيس الوزراء الأسبق كين نيونت الذي كان تحت الإقامة الجبرية، وكان قد تم اعتقاله في حملة تطهير عام 2004. وكان من بين الذين أطلق سراحهم أيضا خمسة من الصحفيين المعارضين من الذين كانوا يعملون لإذاعة صوت بورما الديموقراطية التي كانت تبث من المنفى في تايلاند. وقال الصحفي سيثيو زايا إنه قلق بشأن الشروط التي وضعت لإطلاق سراحه. وقال ل بي بي سي: لقد أطلق سراحي وهناك حبل حول عنقي ، مضيفا أن الاتهامات التي وجهت إليه لم يتم إسقاطها عنه، وإنه يخشى ألا تتركه الحكومة ليقوم بعمله. وتولت الحكومة المدنية في بورما والمدعومة من الجيش السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010 بعد إجراء أول انتخابات في البلاد منذ 20 عاما. وكانت البلاد تحكم قبل ذلك من قبل مجموعة من القادة العسكريين. وقد أطلقت الحكومة المدنية سراح المعارضة الأبرز في البلاد أونغ سان سوتشي، وبدأت حوارا معها ومع حزبها السياسي الجديد حزب الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية. وقد رحبت الدول الغربية بعملية الإصلاح في بورما وطالبت الحكومة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وبحل الصراعات العرقية في المناطق الحدودية قبل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. ويأتي قرار الإفراج عن السجناء بعد يوم واحد من توقيع الحكومة معاهدة تاريخية لوقف إطلاق النار مع مقاتلين عرقيين من ولاية كارين، وهم أقلية عرقية ظلت في صراع مع بورما للحصول على الاستقلال منذ أكثر من 60 عام.