اسلام اباد (رويترز) - سعى الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري يوم الجمعة الى تهدئة المخاوف من ان التوترات بين حكومته والجيش القوي قد تزيد من حالة عدم الاستقرار في الدولة المسلحة نوويا والتي تقاتل تمردا لحركة طالبان. ويواجه زرداري الذي تتراجع شعبيته بصورة متزايدة اسوأ ازمة سياسية له منذ توليه السلطة عام 2008 ويتساءل البعض عما اذا كان يستطيع البقاء هو وحكومته. ويأتي الضغط الاكبر من فضيحة تتعلق بمذكرة غير موقعة تتهم الجيش بالتامر للقيام بانقلاب بعد الحرج الذي تعرض له نتيجة الغارة التي نفذتها قوات أمريكية خاصة على الاراضي الباكستانية دون علم الجيش في مايو ايار العام الماضي وأدت الى مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وتحقق المحكمة العليا الباكستانية لمعرفة من الذي يقف وراء المذكرة التي وصفتها وسائل الاعلام وخصوم زرداري بانها عمل من اعمال الخيانة. وقال زرداري في مقابلة اجرتها معه قناة جيو نيوز التلفزيونية "لسنا في حالة حرب مع القضاء. فلم نكون في حالة حرب مع الجيش.. لا توجد حرب." وتفجرت فضيحة المذكرة قبل ثلاثة اشهر عندما قال رجل الاعمال منصور اعجاز في عمود نشره في صحيفة فاينانشال تايمز ان دبلوماسيا باكستانيا كبيرا طلب تسليم المذكرة الى وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) للمساعدة في كبح الجيش. وحدد اعجاز في وقت لاحق هوية الدبلوماسي بأنه حسين حقاني سفير باكستان حينئذ لدى واشنطن والمساعد المقرب لزرداري. وينفي حقاني اي ضلوع له في الامر ولم تظهر اي ادلة على ان الجيش يخطط للقيام بانقلاب. وحكم الجيش باكستان لاكثر من نصف تاريخها الممتد 64 عاما منذ الاستقلال. وقد يزيد التحقيق القضائي من التهديد للحكومة الباكستانية الضعيفة خاصة اذا ثبت وجود صلة بين زرداري والمذكرة. واتهمت احزاب المعارضة رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بانتقاد الجيش على نحو غير منصف في الاونة الاخيرة بسؤاله عن الكيفية التي استطاع بها ابن لادن التخفي عن الانظار لعدة سنوات في باكستان وهو سؤال طرحه ايضا مسؤولون أمريكيون بغضب. وقال زرداري ان جيلاني لم يهاجم الجيش. وتابع "تعتقدون انه عراك وانا اسميه بانه جزء من التطور. سيتطور الامر وسيهدأ في الوقت المناسب." وتمثل التوترات بين الجيش والحكومة المدنية في باكستان مصدر قلق بالنسبة للمنطقة وللعلاقة المضطربة مع حليفتها الاساسية الولاياتالمتحدة. وتريد واشنطن تحقيق الاستقرار في اسلام اباد حتى يتسنى لها التركيز على المساعدة في الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لتحقيق الاستقرار في افغانستان ومكافحة التشدد في المنطقة.