قال شهود عيان ان أعدادا قليلة من الناخبين أقبلت يوم الاربعاء على لجان الانتخاب لجولة الاعادة في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المصري (البرلمان) التي حقق حزبان اسلاميان مكاسب كبيرة فيها الى الان. وألقت خمسة أيام من الاشتباكات العنيفة في القاهرة بظلالها على الانتخابات وهي الاولى منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط في انتفاضة شعبية اندلعت في 25 يناير كانون الثاني. ووجهت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لوما شديدا للمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد على العنف الذي استهدف أيضا محتجات سحل جنود احداهن مما ادى الي تعريها أمام الكاميرات. وساد الهدوء ميدان التحرير والشوارع المؤدية اليه الليلة الماضية للمرة الاولى في حوالي اسبوع. وشيع مئات المحتجين -وأغلبهم من مصابي الاشتباكات- اليوم زميلا لهم يقولون انه قتل في هجوم لجنود يرتدون زي قوات مكافحة الشغب على ميدان التحرير في الساعات الاولى من صباح أمس الثلاثاء. وبحسب مصادر طبية قتل 14 محتجا في موجة الاشتباكات الاخيرة. وقالت صحيفة الاهرام في موقعها على الانترنت ان عدد القتلى ارتفع الي 15 بوفاة ناشط يدعى محمد مصطفى السيد متأثرا بجروح اصيب بها فجر الثلاثاء. ونقل موقع الاهرام عن احد اقربائه قوله ان السيد لاعب بمنتخب مصر للتنس. واضاف قائلا "الشهيد كان يذهب الى ميدان التحرير كثيرا.. وجرى نقله عقب اصابته فجر أمس من ميدان التحرير بسيارة اجرة الى مستشفى الهلال حيث دخل غرفة العمليات لاجراء جراحة عاجلة استمرت 6 ساعات." واضاف قائلا "اسرة الشهيد حررت محضرا... في قسم قصر النيل ضد القوات المسلحة." وتجرى انتخابات مجلس الشعب على ثلاث مراحل بدأت أولاها في 28 نوفمبر تشرين الثاني وستنتهي الانتخابات قبل منتصف يناير كانون الثاني. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة أصدر قرارا بدعوة مجلس الشعب الجديد لعقد أولى جلساته يوم الاثنين الموافق 23 يناير 2012 . وبدأت لجان الانتخاب في استقبال الناخبين في الساعة الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) لكن شهودا قالوا ان بدء التصويت تأخر في بعض اللجان. وتشمل المرحلة الثانية من الانتخابات تسع محافظات هي الجيزة وبني سويف والمنوفية والشرقية والاسماعيلية والسويس والبحيرة وسوهاج وأسوان. وتجرى جولة الاعادة على يومين ويتنافس فيها 118 مرشحا على 59 مقعدا في 30 دائرة انتخابية للمقاعد الفردية. كما يجري التصويت في ثلاث دوائر لنظام القوائم الحزبية. ويتنافس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي على 29 مقعدا. كما ينافس الحزبان على باقي المقاعد باستثناء ثلاثة بحسب صحيفة ألاهرام. ويبلغ عدد من لهم حق التصويت في جولة الاعادة بالمرحلة الثانية قرابة 18 مليون ناخب. وقال شهود عيان في محافظة البحيرة شمالي القاهرة ان الاقبال ضعيف وان مخالفة قواعد الدعاية الانتخابية استمرت أمام العديد من لجان الانتخاب. ويتعين على المرشحين الامتناع عن الدعاية الانتخابية قبل 48 ساعة من بدء التصويت. وقال شاهد "لا يوجد اقبال.. لا توجد طوابير.. بعض الافراد ينتخبون." وأضاف قائلا "الواقفون أمام اللجان من الاخوان والسلفيين للدعاية للحرية والعدالة والنور أكثر من الناخبين." وقال الشهود ان الاقبال كان ضعيفا جدا في كثير من اللجان ومتوسطا في لجان يتركز فيها أنصار لبعض المرشحين. وهذه أول انتخابات حرة في مصر في حوالي 60 عاما لكن مراقبين يقولون ان مخالفات شابتها. وقالت اللجنة القضائية العليا للانتخابات ان المخالفات لا تصل الى حد تهديد شرعية النتائج. وقال شهود ان مؤيدين لحزب الحرية والعدالة وحزب النور قاموا بالدعاية لمرشحي الحزبين أمام عدد كبير من لجان الانتخاب في المحافظات المختلفة. وقال شاهد ان اشتباكات بالايدي وقعت بينهم أمام بعض اللجان وان الشرطة العسكرية تدخلت لفضها. وقال شاهد ان الشرطة العسكرية أطلقت ما يبدو أنه أعيرة صوتية أمام لجنة انتخابية في قرية كمشوش بمحافظة المنوفية لفض مشاجرة بين أسرتي ناخبين دخلا في شجار في وقت سابق. وألغى القضاء الاداري الانتخابات في عدد من الدوائر في المرحلتين بينها الدائرة الاولى في القاهرة التي أقرت اللجنة القضائية العليا للانتخابات بأن 90 صندوق اقتراع فيها فقدت أو تلفت. وقال المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه سيسلم السلطة في يوليو تموز لرئيس سينتخب في يونيو حزيران بينما يطالب المحتجون بانهاء الادارة العسكرية فورا. وقال محمود وهو ناشط عمره 25 عاما طلب ألا ينشر اسمه بالكامل "ان شاء الله سنكمل الثورة يوم 25 يناير باسقاط المجلس العسكري." واستمرت الاحتجاجات التي أسقطت مبارك 18 يوما. وبالقرب من المكان الذي كان محمود يقف فيه توجد حوائط مكونة من صفوف رأسية من الكتل الخرسانية التي أقامها الجيش في مداخل عدد من الشوارع لفصل ميدان التحرير عن مقار مجلس الوزراء ومجلس الشعب ووزارة الداخلية وهي المقار التي دارت أعنف الاشتباكات بالقرب منها. وينتشر في الميدان وقريبا منه مئات من المحتجين يمسك بعضهم بفوارغ طلقات يقولون ان القوات أطلقتها صوبهم. وتمرق سيارات في أجزاء أخرى من الميدان الفسيح. وتسببت الاشتباكات في خلافات في الرأي بين من يصرون على البقاء في الشوارع لاسقاط المجلس العسكري ومن يشعرون بخيبة الامل ازاء الاضطرابات التي يقولون انها أضرت بالاقتصاد. ولا يزال مصريون كثيرون يعتقدون أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة على اصلاح الاقتصاد واعادة الاستقرار. من محمد عبد اللاه (شارك في التغطية ادموند بلير ومها الدهان ورشا الخياط ومروة فاضل وعلي عبد العاطي)