افادت وكالة الانباء اليمنية سبأ بأن وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في اليمن بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين احتجزوا خلال الأشهر العشرة الماضية لأسباب لها صلة بالتظاهر ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح. ومع أن الوزير لم يفصح عن عدد السجناء المزمع الإفراج عنهم، إلا ان الناشطين يقدرون عدد المعتقلين القابعين في سجون صنعاء بحوالي ألف وأربعمائة منذ بدء الاحتجاجات في شهر فبراير / شباط الماضي. وجاء هذا القرار بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في السابع من الشهر الحالي على وفق المبادرة الخليجية التي مهدت الطريق أمام تخلي الرئيس صالح عن السلطة بعد اشهر من الاحتجاجات ضد حكمه. من ناحية أخرى، قام اليوم جمال بن عمر مبعوث الأممالمتحدة الى اليمن بزيارة محافظة صعده شمال البلاد لاجراء عدد من اللقاءات مع محافظ المنطقة والحوثيين وأنصار التيار السلفي لبحث سبل تعزيز السلام في المحافظة التي شهدت ست حروب بين الحوثيين والقوات الحكومية منذ عام 2004، وتشهد حاليا قتالا شرسا بين الحوثيين وأنصار التيار السلفي تسبب في مقتل وإصابة المئات من الطرفين. ويتزامن ذلك مع استمرار مظاهرات في صنعاء وتعز والضالع وعدد من المدن اليمنية تطالب بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح وكبار معاونيه ورفض منحهم حصانة من الملاحقة القضائية. ووصل صباح الثلاثاء سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى مدينة تعز جنوبي البلاد للقاء أهالي ضحايا وجرحى الاشتباكات والقصف المدفعي الذي شنته القوات الموالية للنظام على المدينة وتقييم الوضع الأمني في المدينة بعد تشكيل لجنة الشؤون العسكرية. وذكرت وكالة الانباء اليمنية الحكومية سبأ أن الحكومة السعودية وعدت بتقديم مساعدات عاجلة للحكومة اليمنية الجديدة وبشكل خاص في مجال المنتجات النفطية. ونقلت عن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قوله في اتصال تلفوني مع رئيس الوزراء اليمني محمد باسندوة ان الملك السعودي قد أمر بتجهيز كل الاحتياجات الملحة في اليمن، وبشكل خاص المنتجات النفطية . وفي جنوب اليمن، قتل 3 جنود يمنيين واصيب 11 آخرون في هجوم شنه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة على مركبة عسكرية يمنية قرب مدينة زنجبار عاصمة اقليم ابين، حسب مصادر عسكرية يمنية. كما أعلنت السلطات اليمنية أنها قد القت القبض على ستة من عناصر تنظيم القاعدة، بينهم أمير التنظيم في محافظة الجوف، مساعد احمد محمد البربري، والمسؤول عن تخطيط وتنفيذ الهجوم على مطار صنعاء عام 2009 . واوضح بيان صادر عن الملحقية الاعلامية اليمنية في واشنطن إن المسلحين المعتقلين كانوا يخططون للقيام بهجمات منظمة ضد البعثات الدبلوماسية الاجنبية ومؤسسات الدولة الحيوية، فضلا عن تجنيد المقاتلين للانضمام الى متمردي انصار الشريعة الذين يقاتلون القوات الحكومية في محافظتي أبين وشبوة. وتخوض القوات اليمنية منذ اشهر اشتباكات مع مسلحين ينتمون إلى جماعة انصار الشريعة المرتبطة بالقاعدة في محاولة لاستعادة السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين في جنوب اليمن. ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول يمني رفض الكشف عن اسمه قوله لقد هاجم مسلحو القاعدة مساء الاثنين مركبة عسكرية عندما كانت في طريقها الى قاعدة عسكرية شرقي زنجبار ما تسبب في انقلابها . واضاف : قتل 3 جنود وجرح 11 اخرون في الهجوم. وتخوض القوات الحكومية القتال مدعومة بمقاتلين قبليين، واحيانا بدعم جوي من طائرات امريكية بدون طيار، ضد مسلحي انصار الشريعة الذين يسيطرون على معظم انحاء زنجبار منذ مايو/آيار الماضي. وكانت الجماعات الاسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة قد استغلت اضطراب الاوضاع في اليمن خلال الاحتجاجات التي تواصلت لنحو 11 شهرا ضد حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لتعزيز مواقعها في جنوب اليمن. وقال مكتب التنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في حزيران/ يونيو الماضي إن القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي القاعدة في جنوب اليمن قد تسبب في نزوح 45 الف شخص من ديارهم.