رفضت دمشق وحليفها حزب الله اللبناني الاثنين تصريحات وزير خارجية فرنسا الان جوبيه حول تورط الحزب مع سوريا في الاعتداء على قوة الاممالمتحدة في الجنوب الجمعة الماضي. وقال جهاد مقدسي المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية في بيان "تنفي وزارة الخارجية نفيا قاطعا وجود اية علاقة لسوريا بهذا العمل المدان" منتقدا تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاحد التي "تفتقد الى اية ادلة" والتي قال فيها ان سوريا تقف "على الارجح" وراء الاعتداء. واضاف مقدسي "ان مثل هذه التصريحات الصادرة عن وزير خارجية فرنسا وآخرين تفتقد إلى اية ادلة وتندرج في إطار الاتهامات الفرنسية المسبقة التي تفبرك وتزيف الحقائق حول سورية" وتابع "يبدو ان وزير خارجية فرنسا بات يمارس نظرية المؤامرة التي يتهم بها الآخرين". وتعرضت دورية من الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن اليونيفيل الجمعة لتفجير لدى مرورها عند اطراف مدينة صور، ما تسبب في جرح خمسة جنود فرنسيين ومدنيين لبنانيين اثنين. واعلن جوبيه الاحد ان سوريا تقف "على الارجح" وراء التفجير. وقال "لدينا من الاسباب القوية ما يدفعنا الى الاعتقاد ان هذا الاعتداء جاء من هناك"، في اشارة الى سوريا. واضاف "ليس لدي ادلة، الا ان حزب الله هو ذراع سوريا المسلحة اذا صح القول". وكانت المعارضة اللبنانية اكدت من جهتها ان سوريا تقف وراء الاعتداء الذي يهدف الى توجيه رسالة الى فرنسا بسبب مواقفها المناهضة للنظام السوري، وان "صندوق البريد" هو حزب الله. بدوره، استغرب حزب الله في بيان الاثنين "تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الذي وجه اتهامات واضحة لسوريا وحزب الله في ما يتعلق بالانفجار الذي استهدف القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية في وقت أقر هو نفسه انه لا يملك الدليل على اتهاماته". ووصف البيان هذه التصريحات ب"التصرف المستهجن الذي لا يليق بوزير خارجية دولة مهمة مثل فرنسا". ودعا الحزب الوزير الفرنسي الى "تصحيح موقفه والانتباه الى خطورة هذا النوع من الاتهامات التي تشكل ظلما كبيرا"، مؤكدا "رفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلا". ودان قائد قوة الاممالمتحدة في جنوب لبنان الجنرال الاسباني البرتو اسارتا الاثنين محاولات "زعزعة استقرار لبنان"، وذلك غداة تكرر اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل، وبعد ايام من تعرض دورية للكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل لاعتداء في الجنوب. واطلق ليل الاحد الاثنين صاروخ من وادي القيسية في الجنوب موجها على الارجح نحو الاراضي الاسرائيلية، الا انه سقط في بلدة حولا اللبنانية الحدودية مع اسرائيل ما تسبب باصابة امرأة بجروح. وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اطلقت صواريخ من جنوب لبنان على شمال اسرائيل للمرة الاولى منذ سنتين، ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي لنقاط عدة في الجنوب. ولم يوقع الحادث اي اصابات. وتأتي هذه الحوادث في وقت يخشى مراقبون وسياسيون من تداعيات للاضطرابات في سوريا المجاورة على لبنان. وتنتشر اليونيفيل في الجنوب منذ العام 1978، وقد توسعت مهامها وحجمها بموجب قرار مجلس الامن 1701 الصادر العام 2006 والذي وضع حدا لنزاع دموي بين اسرائيل وحزب الله اسفر عن مقتل اكثر من 1200 شخص في لبنان واكثر من 160 في اسرائيل. وتعتبر فرنسا من اكبر المشاركين في اليونيفيل، ويبلغ عديد كتيبتها حاليا 1300 عنصر.