واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون انه في انتكاسة للمخابرات الامريكية في مواجهة أعداء بارزين لواشنطن نجح حزب الله اللبناني في كشف واعتقال مخبرين بين صفوفه يتعاونون مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه). وصرح المسؤولون بأن مسؤولي مكافحة التجسس في ايران نجحوا أيضا في الكشف عن هوية ما لا يقل عن حفنة من مخبري السي.اي.ايه. وقال بعض المسؤولين الامريكيين السابقين انه يعتقد ان مخبري السي.اي.ايه هم مجندون محليون لا مواطنون أمريكيون. وصرح بوب باير وهو ضابط عمليات سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية استلهمت هوليوود كتبه في فيلم (سيريانا) ان قدرات حزب الله في مكافحة التجسس قوية ويجب الا يستهان بها. وقال باير ان أجهزة "الامن في حزب الله جيدة مثلها مثل اي أجهزة في العالم. انها الافضل بل انها أحسن من كيه.جي.بي" مشيرا الى جهاز المخابرات السوفيتي السابق. وتطور حزب الله الذي تأسس بمساعدة ايران خلال الحرب الاهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 من ميليشيا قاتلت الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان الى واحد من أقوى الاحزاب والميليشيات في لبنان. وهيمن الحزب وحلفاؤه على الحكومة اللبنانية التي تشكلت في يونيو حزيران. وقال باير ان نجاح حزب الله في الكشف عن الجواسيس يرجع الى اكتسابه قوة كبيرة أجبرت قوات الامن التابعة للحكومة اللبنانية على تسليمه معدات اتصال وتجسس حساسة أمدتها بها الحكومة الامريكية. ثم استخدم حزب الله هذه المعدات الامريكية في التعرف على مخبري السي.اي.ايه وملاحقتهم. ويشعر المسؤولون الامريكيون بالخجل من الاعتراف بحجم وخطورة خسائر السي.اي.ايه. لكنهم يقولون ان الاضرار تشكل خطرا على المناقشات التي تجري مع لجان المراقبة في الكونجرس. وقال مصدر في الكونجرس ان تلك المناقشات مازالت سرية. ولم ترد تقارير عن مصير المخبرين الذين تم كشفهم. ورفضت وكالة المخابرات المركزية الامريكية التعليق على أحدث التطورات. وقال المتحدث باسم السي.اي.ايه برستون جولسون ان الوكالة "بحكم قواعدها لا تناقش اي مزاعم عن أنشطة العمليات." لكن المسؤولين الامريكيين نفوا بوضوح المزاعم التي نشرتها لوس انجليس تايمز يوم الاثنين وجاء فيها ان عمليات الوكالة في لبنان أصيبت بالشلل نتيجة الاجراءات التي اتخذها حزب الله. لكن مسؤولين امريكيين أكدوا لرويترز ان بعض مخبري السي.اي.ايه المكلفين بجمع المعلومات عن حزب الله وايران تضرروا وان اي خسارة من هذا النوع تضر بالجهود الامريكية لجمع المعلومات.