طالبت المعارضة اليمينية اليونانية رئيس الحكومة جورج باباندريو بالاستقالة، مقوضة بذلك فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون بمقدورها التعامل مع الازمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها البلاد. كما طالب زعيم المعارضة انتونيس ساماراس باجراء انتخابات فورية، قام بعدها بالخروج من قاعة البرلمان ومعه نواب حزبه. ومن المقرر ان تواجه حكومة باباندريو تصويتا بالثقة في وقت لاحق من اليوم الجمعة. وكان رئيس الحكومة قد قال في وقت سابق إن حصوله على دعم المعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية سيعني تخليه عن خطته باجراء استفتاء عام حول خطة الانقاذ الاوروبية. وكان من شأن التطورات الدراماتيكية الحاصلة في اثينا ان خيمت على قمة دول العشرين المنعقدة لليوم الثاني في منتجع كان الفرنسي الساحلي. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عند نهاية اجتماعات اليوم الاول للقمة إن بلاده والمانيا قد ساعدتا الزعماء اليونانيين على التركيز على ما يمكن ان تخسره بلادهم واوروبا اذا لم يطبقوا برنامج الانقاذ. من جانبه، قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إن مهمة القمة الرئيسية تتلخص في حل الأزمة التي تعصف بمنطقة اليورو. وكان باباندريو قد واجه عصيانا داخل حزبه، حزب باسوك اليساري الحاكم، حول فكرته بطرح موضوع برنامج الانقاذ الاوروبي للاستفتاء العام، وهو ما تسبب في فوضى في اسواق المال العالمية. ويقول مراسل بي بي سي في العاصمة اليونانية غافين هيويت إن اليونان شهدت في ال 24 ساعة الاخيرة العديد من الصراعات ومحاولات عقد الصفقات السياسية. يذكر ان حزب باباندريو يتمتع باغلبية ضئيلة جدا في البرلمان اليوناني لا تتعدى مقعدين (152 من 300 مقعد). وكان الاتفاق الذي ابرمه رئيس الحكومة في الاسبوع الماضي مع الاتحاد الاوروبي حول انقاذ الاقتصاد اليوناني قد صور على انه انجاز كبير، ولكن باباندريو ضيع هذا الانجاز عندما اعلن عن نيته استفتاء الشعب حوله (بما فيه البنود الخاصة بالتقشف، التي يعارضها اليونانيون معارضة شديدة.) وقد استدعي رئيس الحكومة اليونانية على عجل الى كان حيث يجتمع قادة الدول العشرين، حيث اخبره زعيما المانيا وفرنسا ان اي استفتاء سيثير التساؤل حول رغبة اليونان بالبقاء ضمن مجموعة دول اليورو. كما قرر الزعيمان التحفظ على صرف الدفعة المستحقة من برنامج الانقاذ - البالغة 8 مليارات يورو - الى ما بعد موعد اجراء الاستفتاء. وتصاعدت بذلك الضغوط على باباندريو للاستقالة. بعد خميس مضطرب، قال رئيس الحكومة لنواب البرلمان اليوناني إنه يتوجب الشروع فورا في مفاوضات مع المعارضة لتشكيل حكومة ائتلافية، ولكن رئيس المعارضة ساماراس شكك في الدوافع التي تقف وراء دعوة باباندريو. وقال زعيم المعارضة: انا اتعجب. السيد باباندريو كاد ان يدمر اليونان واوروبا، ناهيك عن عملة اليورو واسواق المال العالمية وحزبه. كل ذلك من اجل ماذا؟ لكي يبتزني ويبتز الشعب اليوناني؟ ام لاجباري على القبول بان برنامج الانقاذ لا غنى عنه؟ من جانبه، قال باباندريو للصحفيين إن الاستفتاء لم يكن هدفا بحد ذاته، وان هناك خياران آخران: اجراء انتخابات قال إنه ستؤدي الى افلاس البلاد، او توافق في البرلمان. وبدت الانقسامات داخل حزب باباندريو واضحة جدا عندما قال وزير ماليته ايفانجيلوس فينيزيلوس للنواب إن على اليونان التأكيد انها لن تجري الاستفتاء. وقال الوزير إن على اليونان عمل كل ما في وسعها لتطمين شريكاتها بأنها تنوي تطبيق برنامج الانقاذ فورا ودون ابطاء. ويقول المحللون إن على زعماء دول منطقة اليورو حل مشكلة اليونان بالسرعة الممكنة والا فستنتشر عدوى اليونان الى الاقتصادات الاوروبية الضعيفة الاخرى وخصوصا الى ايطاليا.