قال مسؤولون يوم الاربعاء بعد محادثات استمرت عدة أيام بين باكستانوأفغانستان ان الدولتين الجارتين تراجعتا عن موقف يكاد يقترب من قطع العلاقات بعد اغتيال مبعوث سلام أفغاني. واجتمع زعيما البلدين في قمة اقليمية حضرها أيضا قائد الجيش ومدير المخابرات من الدولتين استضافتها تركيا لاول مرة منذ اغتيال مبعوث السلام والرئيس الافغاني الاسبق برهان الدين رباني في سبتمبر أيلول. وقال مسؤول تركي في اشارة الى جهود بلاده للمساعدة في اصلاح علاقة ضرورية لانهاء الحرب في أفغانستان "حصلنا على أكثر مما كنا نأمل.. أذبنا الجليد." وقال دبلوماسي غربي رفيع "نعرف جميعا القصة هنا.. انها صعبة." ومضى يقول "يعرفون النتيجة النهائية التي يحتاج كل منهما الوصول اليها فعليا." وكانت أفغانستان ألغت في وقت سابق محادثات مع باكستان بعد اغتيال رباني في كابول في هجوم نفذه مهاجم زعم أنه مبعوث سلام من طالبان قالت أفغانستان انه أرسل من مدينة كويتا الباكستانية. ودفع اغتيال رباني الرئيس الافغاني حامد كرزاي الى القول بانه لا يرى جدوى من المحادثات مع طالبان وانه يتعين على بلاده أن تتعامل مباشرة مع باكستان التي تتهمها كابول بدعم وايواء مسلحين. ومع هذا أشار كل من المسؤولين الافغان والباكستانيين الى استعدادهما لان يحاولا ثانية سبل اجراء محادثات السلام مع المسلحين رغم اختلافهما على كيفية اجراء هذه المحادثات. واتهمت كابول في الماضي باكستان بالتدخل في عملية السلام وبدعم حركة طالبان الافغانية بما في ذلك من يطلق عليهم شورى كويتا وشبكة حقاني لتوسيع نفوذها في أفغانستان واحتواء غريمتها الهند. وقال رانجير دادفار سبانتا مستشار الامن القومي للرئيس الافغاني "طلبنا من باكستان المرة تلو الاخرى أثناء مباحثاتنا أن تسمح لشورى كويتا بالمجئ والجلوس مع أفغانستان على طاولة التفاوض لايجاد واستكشاف سبل ايجاد حل سلمي." وقال لرويترز "مستعدون للحديث مع كل مواطن أفغاني مادام مستعدا للدخول في محادثات من أجل السلام والاستقرار في أفغانستان." وبعد يوم من قمة ثلاثية استضافتها تركيا وقعت أفغانستانوباكستان بالاضافة الى بلدان أخرى في المنطقة اعلانا يوم الاربعاء يعيد تأكيد تأييدهم لعملية المصالحة التي تقودها أفغانستان. وقال دبلوماسي غربي رفيع اخر "يتعين علينا تقليل الضرر (بعد مقتل رباني)." وأضاف "كان علينا أن نوضح أننا لم نحذف ملف المصالحة." وتدعو باكستان التي تشعر بقلق متزايد من أن تمتد الحرب في أفغانستان الى أراضيها منذ فترة طويلة الى اجراء محادثات مع مقاتلي طالبان. ورحبت الولاياتالمتحدة بهذه المحادثات بشرط أن يكون مقاتلو طالبان مستعدين لقطع العلاقات مع القاعدة ونبذ العنف واحترام الدستور الافغاني. ولكن اغتيال رباني نسف عملية ينظر اليها على أنها ضرورية لتمهيد الطريق لانسحاب الولاياتالمتحدة وحلفائها من أفغانستان بحلول عام 2014 . وينظر الى التعاون بين كل من باكستانوأفغانستان على أنه أمر ضروري لدفع طالبان للجلوس الى طاولة المفاوضات. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك لرويترز ان بلاده مستعدة للمساعدة في أي عملية سلام تقودها أفغانستان. وأشارت باكستان كذلك الى أن وقف اطلاق النار قد يساعد في تهيئة المناخ الملائم لنجاح المحادثات بينما تقول الولاياتالمتحدة انها ستحارب وتجري محادثات في ان واحد. واتفقت أفعانستان وباكستان أثناء اجتماعاتهما في اسطنبول على "وضع الية مشتركة" للتحقيق في اغتيال رباني. ولكن مالك قال ان باكستان رفضت اقتراحا باجراء تحقيق مشترك ولكنه وعد بأن تحقق باكستان في أي خيوط أو تفاصيل تطرحها أفغانستان. وقدم المسؤولون الافغان والباكستانيون اراء متباينة بشأن هوية قاتل رباني. وقال مسؤول أفغاني كبير كان يتحدث في الخلفية لرويترز ان الوثائق التي وجدت مع جثة المهاجم الانتحاري أظهرت أنه باكستاني. ونفي مالك ضلوع أي باكستاني لكنه أشار الى أن كثيرا من اللاجئين الافغان يعيشون في باكستان منذ عقود وحصلوا غالبا في الماضي على أوراق هوية باكستانية مزورة. وبينما لا يزال تحسن العلاقات متأرجحا قالت أفغانستان انها ستحكم على استعداد باكستان للمساعدة في احلال السلام استنادا الى الافعال لا الاقوال. وقال سبانتا "سنقيم علاقتنا مع باكستان على أساس الثقة المتبادلة والتعاون." وتابع "بعد اغتيال الرئيس رباني جرى تدمير هذه العلاقة وهذه الثقة. والمباحثات بيننا وبين تركيا وباكستان كانت محاولة لاحداث قدر من التحرك في العلاقات الثنائية بين الدولتين لكنني لست واثقا من أننا نجحنا." ولكن المسؤول الافغاني الكبير قال ان باكستان وعدت بأن تتعاون أثناء محادثات اسطنبول التي تضمنت عشاء لم يكن مدرجا على برنامج القمة يوم الثلاثاء بين الزعيمين ومسؤولين من الجيش والمخابرات في الدولتين. من جوناثون بيرتش ومايرا ماكدونالد