اسطنبول (رويترز) - حثت أفغانستانباكستان اليوم الثلاثاء على عدم الاكتفاء بالتصريحات واتخاذ خطوات ملموسة لكبح متشددين اسلاميين قالت انهم يشكلون تهديدا للبلدين. وتجري الجارتان محادثاتهما الاولى منذ اغتيال مبعوث السلام الافغاني برهان الدين رباني في سبتمبر أيلول في قمة استضافتها تركيا لرأب صدع يقوض افاق انهاء الحرب في أفغانستان.
واجتمع الرؤساء الافغاني حامد كرزاي والباكستاني اصف علي زرداري والتركي عبد الله جول في حين أجرى قادة جيوشهم مشاورات قبيل مؤتمر دولي بشأن أفغانستان يعقد يوم الاربعاء.
وقال جاويد لودين نائب وزير الخارجية الافغاني للصحفيين على هامش الاجتماع في اسطنبول ان أفغانستانوباكستان تسعيان منذ عدة سنوات لبناء الثقة "لكنني اعتقد أننا لم نتمكن من رؤية نتائج ذلك على الارض."
ومضى يقول "حتى الان نحن في مرحلة نحتاج فيها الى أن نخطو خطوات أبعد من التصريحات والتعبير عن الالتزامات. نحتاج الى أن نصل الى مرحلة نفعل فيها أشياء ملموسة تبدد مخاوفنا فيما يتعلق بأمننا."
وتتهم أفغانستان المخابرات الباكستانية بدعم مقاتلي حركة طالبان الذين شنوا سلسلة هجمات في الاشهر القليلة الماضية في الوقت الذي تستعد فيه القوات الاجنبية لسحب أغلب القوات المقاتلة بحلول نهاية عام 2014 .
وقطعت افغانستان محادثاتها مع باكستان بعد اغتيال برهان الدين رباني في هجوم ألقت باللائمة فيه على مقاتلين لطالبان قالت انهم يتخذون من مدينة كويتا الباكستانية مقرا لهم.
وقال لودين ان تعاون اسلام اباد ضروري ليس فقط لامن أفغانستان وانما لامن باكستان أيضا التي تواجه أيضا موجة من التفجيرات التي شنتها طالبان الباكستانية.
وقال "ومن ثم فان الرسالة التي ننقلها حقا اليوم هي أن نقول لباكستان.. انظروا.. أنتم لا تسدون معروفا الينا بالمساعدة في احلال السلام والامن في أفغانستان...انها مسألة تتعلق بالسلام والامن في باكستان التي تعاني أيضا على يد الارهاب."
وشكت اسلام أباد التي تنفي مساندة طالبان كذلك من أن مقاتلين من حركة طالبان الباكستانية يستخدمون افغانستان قاعدة يشنون منها هجمات على باكستان.
وأكدت أيضا ضرورة اجراء محادثات مع المتمردين في مسعى للتوصل الى تسوية سياسية لانهاء الحرب.
ولكن اغتيال رباني قلص الامال في أن تحقق المحادثات مع طالبان تقدما غير أن الولاياتالمتحدة قالت انها يمكن أن تتفاوض على اتفاق مع المتشددين المستعدين لقطع علاقاتهم مع تنظيم القاعدة ونبذ العنف واحترام الدستور الافغاني.
وقال كرزاي مؤكدا شكوك أفغانستان في أن اسلام أباد تساند المتشددين ان أي مفاوضات يجب أن تجرى مع باكستان بشكل مباشر.
وأكد متحدث باسم كرزاي من جديد يوم الثلاثاء قلق الرئيس الافغاني من أن باكستان تدعم المتشددين.
وقال المتحدث "رسالة الرئيس الافغاني هي أن باكستان في حاجة الى التوقف عن استخدام التطرف كأداة في سياستها."
ولم يكن لدى باكستان تصريحات تفصيلية على الفور عن المحادثات ولكن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك قال ان المحادثات كانت "جيدة للغاية."
وامتنع الجنرال أشفق برويز كياني قائد الجيش الباكستاني الذي أجرى محادثات منفصلة في اسطنبول مع نظيره الافغاني الجنرال شير محمد كريمي ومع قائد الجيش التركي عن التعليق.
ويسيطر الجيش الباكستاني على السياسة الخارجية والسياسة الامنية للبلاد.
وعند سؤاله عن رد باكستان الاولي على الاجتماع قال لودين "الاختبار لا يزال قائما وذلك الى الحد الذي يمكننا عنده أن نرى حقا خطوات ملموسة تساعد عملية السلام."
وأضاف أن بلاده تريد من باكستان أن تتعامل مع شبكة حقاني وهي جماعة متشددة قوية تقول انها تدين بالولاء لطالبان الافغانية ولكن ينظر اليها أيضا على أن لها صلة وثيقة بالمخابرات الباكستانية.
وتنفي باكستان دعم شبكة حقاتي وتعزو عدم اتخاذ اجراء ضد الجماعة الى أن جيشها مستنفد بالفعل في القتال ضد متشددي طالبان الباكستانية ومتشددين اخرين.
وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية يوم الاثنين ان التحرك الباكستاني ضد شبكة حقاني ليس بالضرورة اجراء عسكريا.
ومضى يقول ان الاجراء يشمل بدلا من ذلك "ضمان ألا تصل معلومات مخابرات الى شبكة حقاني" و"ضمان أنهم لا يستفيدون من الموارد المالية أو تدفق التمويل."
وسيعقب المحادثات الثلاثية مؤتمر اقليمي بشأن أفغانستان يحضره وزير الخارجية الهندي س. م. كريشنا ووزيرا خارجية فرنسا وألمانيا واخرون.
وألغت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون زيارتها لاعتلال صحة والدتها.