هاجمت قوات السلام الافريقية وقوات الحكومة الانتقالية الصومالية الخميس احد مواقع حركة الشباب في ضواحي مقديشو بينما عطل سوء الاحوال الجوية العملية العسكرية الكينية ضد المتمردين الاسلاميين في جنوب البلاد. وفي مقديشو تركزت المواجهات في ضاحية دينيل احدى آخر الجيوب التي لا يزال يسيطر عليها الاسلاميون في المنطقة. وصرح ابراهيم عبد الله احد مسؤولي الامن الصوماليين ان "قواتنا باتت تسيطر على غالبية الاماكن في دينيل التي هاجمناها هذا الصباح" مضيفا "اننا نتقدم نحو آخر معاقل الارهابيين ونأمل السيطرة على المدينة كلها قريبا". وكان مفاجئا قرار الاسلاميين في اب/اغسطس الانسحاب من مواقعهم الاساسية في مقديشو لكن حركة الشباب التي ما زالت تسيطر على معظم انحاء جنوب ووسط الصومال، حذرت من انه ليس سوى انسحابا تكتيكيا فحسب واستمرت في الضغط على العاصمة. ومطلع الشهر تعهد المتمردون الموالون لتنظيم القاعدة الاطاحة بالحكومة الانتقالية التي يدعمها المجتمع الدولي وتبنوا اعتداء بشاحنة مفخخة على مجمع وزاري في المدينة اسفر عن سقوط 82 قتيلا. وقتل انتحاري فجر سيارته مساء الاربعاء قبل بلوغ هدفه قرب تقاطع طرق مكتظ في العاصمة وفق مسؤولين صوماليين. واضاف ابراهيم عبد الله ان المعارك بين حركة الشباب والقوات الافريقية والحكومية صباح الخميس اسفرت عن اصابة جنديين حكوميين بجروح طفيفة لكنه اكد ان "العدو" ترك وراءه عدة قتلى. من جانبهم افاد شهود عن اصابة مدنيين بجروح في تبادل اطلاق النار. وفي جنوب البلاد يخضع الشباب لضغط الجيش الكيني الذي تعطل هجومه بسبب رداءة الاحوال الجوية. وقال الكومندان ايمانويل شيرشير "لم نتحرك من المدن الثلاث التي سيطرنا عليها بسبب الامطار الغزيرة" مضيفا "لكننا نتوقع السيطرة تماما على افمادو ما ان يكف المطر". وقد اعلنت نيروبي الاربعاء ان قواتها المدعومة بغارات جوية، متركزة على بعد مئة كلم داخل الاراضي الصومالية في قوقاني، وتقع افمادو الى الشرق غير بعيدة عنها. وفي اقصى الجنوب قرب الحدود، اكد الجيش الكيني الذي يسعى في المنطقة الى بلوغ مدينة كيسمايو الساحلية، انه "بسط الامن" في قرية راس كامبوني القريبة من البحر ايضا. وقال انه توغل فيها ولم يواجه عناصر حركة الشباب الاسلامية. وقال الكومندان شيرشير ان "هذه الطريق تعطي قوات الدفاع تفوقا لتحرير المياه الصومالية من حركة الشباب وقراصنة راس كامبوني في كيسمايو". واعلنت كينيا نهاية الاسبوع الماضي انها شنت عملية عسكرية على المتمردين اثر خطف الاسبانيتين مونتسيرات سيرا وبلانكا تيباوت من مخيم داداب الذي يقع على مسافة مئة كلم عن الحدود الصومالية. وتتهم نيروبي الشباب بخطفهما وخطف البريطانية جوديت تيبات والفرنسية ماري ديديو التي توفيت في الاسر كما اعلنت باريس. واوضح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه الخميس ان خاطفيها يريدون "بيع جثتها". ومنذ الاحد كثفت حركة الشباب التي تنفي التورط في هذه العمليات التهديد والوعيد. وفي نيروبي وفي خطاب القاه بمناسبة يوم "الابطال" اعلن الرئيس الكيني مواي كيباكي الخميس ان بلاده ستدافع عن "وحدة وسلامة" اراضيها "بكل الوسائل". وقال كيباكي "سندافع عن وحدة وسلامة اراضينا بكل الوسائل اللازمة لضمان السلام والاستقرار". واضاف ان "قواتنا الامنية بدأت عمليات داخل حدودنا وخارجها ضد ناشطين يسعون الى زعزعة استقرار بلدنا". وتابع كيباكي "لكن امن بلدنا لا تؤمنه قواتنا الامنية وحدها. فلكل واحد منا دور يلعبه لضمان عدم استخدام اي واحد منا لتعريض امننا واستقرارنا للخطر". واضاف "علينا ان نكون متيقظين وان نعمل كوطنيين حقيقيين على كشف العناصر السيئة بيننا"، ملمحا بذلك الى احتمال تسلل عناصر من الشباب الى الشعب الكيني. من جهة اخرى، صدرت تحذيرات من عواقب تصعيد العنف على ضحايا الكارثة الانسانية في الصومال. واعتبرت منظمة اوكسفام غير الحكومية ان "اي تصعيد في المعارك قد يؤدي الى عمليات نزوح جديدة للسكان ويعرقل وصول المساعدة". والصومال التي تشهد حربا اهلية منذ 20 عاما هي احد البلدان الاكثر تضررا في القرن الافريقي في الاشهر الاخيرة جراء موجة الجفاف. واعلنت الاممالمتحدة تفشي المجاعة في ست مناطق صومالية تسيطر عليها جميعا حركة الشباب الاسلامية.