مقديشو/نيروبي (رويترز) - فجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة في مقديشو يوم الثلاثاء في احدث هجوم في اطار سلسلة من الهجمات الدامية في العاصمة الصومالية في حين قتل العشرات من المتمردين الاسلاميين والقوات الحكومية في معارك بالجنوب. وانفجرت السيارة على بعد 50 مترا من السفارة التركية التي أعادت فتح ابوابها في الاونة الاخيرة قرب مفترق طرق الكيلو أربعة وهو تقاطع مزدحم في الحي الاداري في مقديشو. وقال مسؤول صحي ان ثلاثة أشخاص على الاقل قتلوا في الانفجار.
ويزيد الهجوم الضغوط على الحكومة المدعومة من الغرب والتي تعتمد على قوات الاتحاد الافريقي لتعزيز وضعها وتخوض قتالا ضد متمردين اسلاميين يسيطرون على جميع البلاد تقريبا خارج العاصمة.
وقال شهود لرويترز ان قوات الامن أوقفت السيارة في وقت سابق قبل تحريكها الى طريق جانبي أهدأ.
وقال عبد الولي علمي وهو شرطي في دورية عند التقاطع "حاولت القوات استجواب السائق والتقاط صور عندما فجر الانتحاري قنبلته."
وأضاف "رأيت جثتي شرطيين وجثة مدني."
وقال شاهد من رويترز ان أشلاء بشرية شوهدت حول السيارة التي دمرها الانفجار بينما أطلقت قوات الامن النار في الهواء لتفريق حشود تجمعت.
ولم يصدر اعلان فوري بالمسؤولية عن الهجوم الذي من المرجح أن تقع الشبهات فيه على متمردي حركة الشباب.
وكثفت الحركة التي تخوض قتالا للاطاحة بالحكومة منذ عام 2007 الهجمات الانتحارية في مقديشو منذ انسحابها من معظم قواعدها في العاصمة في أغسطس اب.
وقال مسؤول تركي ان الهدف من الهجوم غير معروف. ولم يصب أي من العاملين في السفارة.
وتركيا أول دولة من خارج المنطقة المجاورة للصومال تفتح لها سفارة في مقديشو.
وجرى استهداف المصالح التركية في حوادث عنف منذ أن زار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مقديشو في أغسطس الماضي. وكان اردوغان أول زعيم من خارج أفريقيا يزور مقديشو منذ أكثر من 20 عاما.
ويخوض المتشددون الاسلاميون الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من الصومال حربا ضد قوات الحكومة الصومالية وقوات كينية في المناطق الجنوبية والوسطى التي يسيطر عليها المتمردون. وعبرت قوات اثيوبية كذلك الحدود الى الصومال.
وقال متحدث عسكري كيني يوم الثلاثاء ان ما يزيد على 40 مقاتلا اسلاميا و11 جنديا حكوميا صوماليا لاقوا حتفهم في قتال دار في بداية الاسبوع في بلدة هايو بجنوب الصومال بين الحدود الكينية وافمادو معقل الشباب في جنوب الصومال.
وقال المتحدث ايمانويل شيرشير في بيان ان المقاتلات الكينية شنت غارات جوية على قاعدتين لمتمردي حركة الشباب أمس الاثنين ويجري تقدير الخسائر التي سببتها الغارات.
وبدأت كينيا منذ ثمانية اسابيع هجوما في الصومال لسحق شبكات المتمردين لكن دبلوماسيين يقولون ان الحملة العسكرية تعثرت بسبب الامطار الغزيرة والافتقار الى استراتيجية واضحة.
وقال شيرشير ان الطائرات الكينية "استهدفت معسكرين للشباب الى الجنوب من بلدة افمادو فقتلت عددا من مقاتلي الشباب ودمرت عربات" تحمل عليها مدافع رشاشة ويستخدمها المتشددون.
وقال مشرع من منطقة جوبا السفلى الصومالية المتاخمة للحدود الكينية وسكان قريبون من المنطقة ان مقاتلي الشباب سيطروا على هايو لبضع ساعات قبل أن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها.
ووافقت حكومة كينيا يوم الثلاثاء على أن قواتها ينبغي أن تكون جزءا من قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في الصومال.
وكانت كينيا عرضت في وقت سابق هذا الشهر تعزيز القوة الافريقية التي يبلغ قوامها 9400 مقاتل وتضم قوات من اوغندا وبوروندي. وايد الاتحاد الافريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (ايجاد) فكرة دمج القوات الكينية.
وقال مكتب الرئيس الكيني ان مجلس الوزراء وافق على انضمام القوات الكينية في الصومال الى قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي "بعد موافقة البرلمان".
وأضاف في بيان "يأتي هذا بناء على طلب من الاتحاد الافريقي لتعزيز استراتيجية مشتركة للعملية ضد حركة الشباب".
غير أن محللين قالوا ان الجنود الكينيين ربما لا ينضمون بهذه البساطة الى القوة الافريقية ما لم تكن نيروبي مستعدة للمساهمة في تكلفة مهمتها في الصومال.