مر يوم الأحد وعادت مس كرستين من إجازتها بمناسبة عيد القيامة كما يسمونه , رأيتها في الصباح من بعيد فتجنبتها وأسرعت الخطى وكأنني لم أرها , صعدت إلى مكتبي في الدور العلوي بعد انتهاء حصصي فأخبرني أحد زملائي بأن مس كرستين تسأل عنك بخصوص الديكور ,,,,همهمت محدثا نفسي: لا ديكور ولا غيره , لن أهنئها يعني لن أهنئها مهما يكن من أمر حتى لو لم يتم الديكور , ورغم اقتراب الحفل وضيق الوقت .تشاغلت في أشياء بعيدة عن غرفة التربية الفنية وتعمدت ألا أمر بالدور الذي تقبع فيه غرفتها , وفي نهاية الدوام تنفست الصعداء , لقد مر اليوم بسلام دون أن اضطر إلى تهنئتها ولم أخالف الفتوى الشرعية في ّذلك ,,, وانا أهم بالانصراف رأتني مس كرستين في نهاية الدهليز المؤدي لخارج المدرسة فنادتني بأعلى صوتها أستاذ استااااّذ أستاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااذ التفت ببطء شديد واستدرت نحوها فرأيتها تسرع الخطى نحوي إلى أن وقفت قبالتي - ازيك يا استاذ عامل إيه - كويس الحمد لله - بحثت عنك طول اليوم - خير إن شاء الله في حاجة ؟؟؟!!! - لأ بس كنت عاوزه أعتذر لك عشان أمبارح غبت وضاع يوم كامل من العمل في ديكور الأوبريت - لا مافيش حاجة أكيد كان عندك ظرف طارئ - لا لا لا ( مبتسمة ) لا ظرف طارئ ولا ظرف جورج امبارح بس كان العيد بتاعنا ,,,بس أوعدك إن شاء الله أعوض اليوم بأي وسيلة حتى معنديش مانع أداوم العصر لأنجز العمل بجد بكرر اعتذاري - لا لا مافيش داعي للاعتذار نهائي ده عيدك من حقك ده لازم ده أكيد ده ده ده - ده إيه يا أستاذ خير فيك حاجة ولا إيه ؟؟!!!!!! (صمت للحظة ضاعت خلالها التكشيرة التي غطت وجهي لتعتليه ابتسامة عريضة ) - لا كنت عاوز اقولك بس " كل سنة وانت طيبة " !