لا أدري لماذا ينتابني شعور بالحزن وربما الكآبة في يوم الاحتفال بعيد المعلم في 24 فبراير من كل عام هذا الشعور الذي لايفارقني منذ الساعات الأولى للاحتفال وعلى مدى عشرين عاما , حيث تبدأ عادة مراسم الاحتفال في المدارس بإلقاء بعض الطلاب بعض الكلمات الجوفاء عن فضل المعلم ومكانته لا أشعر أنها تخرج من القلب ولكنهم يؤدون الواجب ,يحاولون أن يردوا جميلا فرض عليهم فرضا , ثم تكتمل المأساة عندما يتقدم مدير المدرسة ليحاول جاهدا مجاملة معلميه بكلمات مقتضبة واجبة عليه لا يشعر بها ولا يحسها ليس لشيء سوى أنه في الأساس معلم يشعر ما نشعر به من مرارة وأسى !!!! ثم يبدأ بعض الطلاب بإهدائك وردة لا رائحة لها ولا حياة فيها لتكتمل مراسم التكريم , ولن تكتمل تلك الطقوس المملة إلا بأن تقدم لك إدارة المدرسة ورقة مقواة رسم عليها تهنئة مشفوعة بوصفك أنك شمعة تحترق من أجل الآخرين الخلاصة أن مظاهر تكريمك هذه مجتمعة تجعلك واقفا على قدميك مايقرب من ساعة ونصف ويزيد في طابور الصباح ويتهامس المعلمون في كل عام متسائلين متى ينتهي هذا التكريم والتبجيل ؟؟؟؟ وتتضاعف كآبتي ويزداد ضيقي عندما استمع لبيت الشعر المشهور قف للمعلم وفه التبجيلا . ياسيدي لا أريدك أن تقف لي ,,,اجلس واسترح ولكن اجعلني أشعر أنك تحترمني من داخلك حتى وأنت جالس ,,,لا أريدك أن تقف لي عند قدومي امتثالا لأمر أمير الشعراء أحمد شوقي , أو إجبارا مني على وقوفك لي ثم تلعني وتتمنى أن أغور من أمامك في أسرع وقت قد يظن البعض أنني معلم فاشل يكرهنني طلابي أو أن أشكو ضعف راتبي ولا أراه يتناسب مع المجهود الخارق الذي أقدمه ,,,, أو أنني أجبرت أن أكون معلما وأكره نفسي في هذه المهنة التعسة , لا لست كما ظننت عزيزي القارئ على العكس تماما إنني أعشق هذه المهنة عشقي للحياة نفسها ولا يشكل راتبي أيا كان مشكلة تعوق دون ممارستي لمهنتي المقدسة بكل حب وعشق ولكن وفي الوقت ذاته أشفق على كل من حاول وجاهد في تكريمي وهو عني غير راض وكيف يرضى عزيزي القارئ أحد عليك وهذه هي مخرجاتك ؟, كيف يرضى عنك الطالب وهو يشعر عندما يتخرج إلى الحياة يقولون له انس كل ماتعلمته وتعال لنعلمك من جديد ؟ كيف يرضى عنك ولي الأمر وانت تلهب جيبه بمصاريف طائلة كدروس خصوصية تثقل كاهله ؟؟ كيف ترضى عنك إدارة المدرسة بل وزارة التربية والتعليم ذاتها وهي ترى طلابا لايكادون يكتبون أو ينطقون كلمة صحيحة تخرجوا من يديك ..كيف أثق بك وهذه هي آثار فاسك !!! كيف تسعد أيها المعلم وأنت ترى طلابا لا يحترمون العلم ولا يقدسونه ولا يعتبرونه فرضا واجبا من الله تعالى يحرم الإهمال فيه ؟؟؟؟ منظومة التعليم في البلاد العربية جميعها تحتاج إلى إعادة تقييم نفسها من جديد فكيف نقول أن لدينا تعليما جيدا,, ولم يخرج من مدارسنا على مدى عشرات السنين عالم جليل يكتشف جديدا , أو يخترع عظيما , عندما يحدث ذلك سيكون أعظم تكريم لي دون أن ينطق أحد كلمة واحدة في حقي