في حارات وأزقة هذه المدينة الصغيرة والتي يعمل معظم أهلها بالتجارة والصناعة ويغلب عليها الطابع الريفي تشكلت ملامح الكثير منا لأنه بالطبع ثمة صورة كربونية لجميع حواري وأزقة مصر مع اختلاف الطباع وصبغة العادات من اقليم لأخر.... وبعد ان عبرت بنا السنين وطوت معها العديد من الذكريات الا أني عندما رأيت صورة الرئيس السابق مبارك وهو علي طاولة ( البلياردو ) ارتبطت هذه الصورة مباشرة بصورتي انا واطفال الحارة منهمكون في لعبة (( البلي )) !!! فهذة اللعبه ترجمة حرفيه للعبة البلياردو مع فارق المكان والبيئه التي تُلعب فيها هذه او تلك ... ولم يكن من الحكمة والحنكة السياسه ان تخرج علي الناس هذا النوع من الصور فقد صنعت الفارق في اذهان البسطاء .. كيف ان الرئيس يلعب نفس لعبة أبناء الحواري ولكن علي طاولة خضراء شيك وبعصا مقبوض عليها في خيلاء وكأنها عصا موسى . صنعت هذه الصورة وغيرها من الصور الفارق وأكدت أنه لم يكن يوما يشعر بنا ولم يعاني يوما مما نعانيه لأ نه يقينا لعب ما لعبناه صغارا وعاش ما عشناه ولكن من خلف جدار زجاجي عازل وحاجب لأشعة الشمس فلم يشعر بحر يوم اشتدت الشمس فيه ولم يشعر بقرصة برد في يوم غابت الشمس عنه. هو عاش ما عشناه ولكن من داخل غرفة التعقيم..التي ابى الا ان يعيش فيها حتي وهو كهلا سجين.. ويخرج علينا الفيس بوك الان ليعيد الكره مع الدكتور مرسي ولكن هذه المره بمخاطبة وجدان البسطاء ويبدو ان السياسيين وعوا الدرس جيدا هذه المرة وأصبح اللعب علي وتر (( انا من طين هذه الارض )) فيخرج علينا الدكتور مرسي بجلبابه الملائكي الابيض الزي الشعبي لكل المصرين الذين اختلط عرقهم بتراب هذا الوطن ليقول لنا أنه منا يشعر بنا يتألم لألمنا وهذا سبب كفيل وكافي لأن يعمل لأجل كل فرد علي هذه الارض سبب كافي لنعي جميعا انه يعمل علي تعويضنا عن سنوات ٍ عجاف فصوره الدكتور مرسي البسيطه تعكس مدي صدقه ونُبل غايته وأنا كمصري اثق في ذلك. ولكن بقلم وقلب المخلص أكتب هذه السطور . كما أنه لم ولن يُفدني من طقوس المتدين والظاهر علينا بمظاهر أحياء سنة نبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم من اطلاق اللحيه وتقصير الثوب لن يفدني من ذلك سوى التعامل الطيب والسلوك القويم الذي يُحسن الي اسلامي أيضا سيدي رئيس الجمهوريه المنتخب لن يفدني كثيرا من طقوسك سوي طمأنتي كمواطن أنك سوف تعبر بنا من عنق الزجاجه الي براح الحريه والعداله والشموخ الاقتصادي والامني وأزعم انك بتوفيق من الله قادر علي ذلك . لذلك انا كمواطن مصري لن أتحرر من صورة مبارك علي طاولة البلياردو لأصبح أسيرا لصوره مرسي بجلبابه الابيض.