مقاهي الإنترنت .. ثقافة أم وقاحة؟! صالات البلياردو تحولت إلي مكان لاستقبال البنات .الروشة. وعرض الأفلام المخلة الأطفال مابين العاشرة إلي الثانية عشرة أدمنوا المواقع الإباحية علماء الاجتماع: لابد من محاربة ثقافة الشباب الخاطئة التي تتمثل في .الممنوع مرغوب. من ابرز مظاهر الاحتفال بالعيد بالنسبة للشباب ادمان الانترنت وارتياد صالات البلياردو حيث أصبح الدخول علي الإنترنت عادة يومية وشيئا طبيعيا، ويختلف الدخول علي الشبكة العالمية من شخص لآخر حسب احتياجات كل شخص ،ولكن أغلب مستخدمي الشبكة من الشباب أصبحوا ثلاث فئات فقط الفئة الأولي من هواة الكذب عبر الشات، الفئة الثانية من مشاهدي المواقع المخلة بالآداب الفئة الثالثة من ممارسي الألعاب. فبدلا من استخدام هذه الوسيلة في الاتجاه النافع الذي يعود علينا بالثقافة والعلم وتكوين الصداقات من جميع أنحاء العالم واكتساب الجوانب النافعة في هذه الوسيلة، أصبحنا لا نستخدم إلا الجانب السيئ . وأصبحت أيضا صالات البلياردو مجمعاً للفساد الأخلاقي بين الشباب فداخل هذه الصالات لا تمارس فيها لعبة البلياردو فقط وإنما تمارس بجانبها أشياء أخري سوف نعرضها لكم لنعرف هل مقاهي الإنترنت والبلياردو ثقافة أم وقاحة . تعمدت أن أذهب إلي صالة البلياردو بعد منتصف الليل لأري ماذا يحدث هناك وقد وصف لي شاب من مركز الإنترنت عن صالة بلياردو يوجد فيها بنات (روشة) ويعرض فيها أفلام(من اللي قلبك يحبها) كما قال لي . وتوجهت إلي هناك وعند دخولي صالة البلياردو لم أستطع أن أري شيئا من كثرة دخان الشيشة والسجائر . وبعد محاولتي أن أري شيئا رأيت جميع الفتيات بلا استثناء يجلسن يشربن الشيشة، والمجموعة الأخري من الشباب يمارسون لعبة البلياردو وهم يدخنون السجائر ولا أعلم هل هي سجائر أم شيء أخر! سئلت أحد الشباب هناك هل هم يجتمعون في هذا المكان كل يوم ؟ فقال لي معظم أيام الأسبوع نجتمع هنا لأنه المكان الذي نستطيع أن نمارس فيه هوايتنا وهي البلياردو . ثم اقترب من أذني وقال(وبيني وبينك هو ده المكان اللي نقدر نشوف فيه الأفلام اللي عايزنها) وسألته هل هذا المكان تم ضبطه قبل ذلك ! فقال لقد تم غلقه أكثر من مرة وبعد ذلك يفتح ثانية . بعد انتهاء الشباب من اللعب رفعوا أصواتهم بالصياح (عايزين شطه ) عدة مرات في البداية لم أعرف ما معني الجملة، ولكن عندما توجه العامل إلي جهاز الفيديو ووضع فيه شريطاً لفيلم أجنبي من الأفلام الإباحية عندئذ عرفت ما معني هذه الكلمة . وتوجهت إلي صاحب المركز وقلت له لماذا كل هذا الفساد الذي أراه ! فقال : يعني أمشي علي القيم والأخلاق وبعد كده أشحت. الشباب (ضايع) لوحده وإذا لم يشاهدوا هذه الأفلام هنا، سوف يشاهدونها في أي مكان آخر. فمثلا إذا لم يطلبوا عرض هذه الأفلام وشرب الشيشة . هل سوف أجبرهم علي شيء ؟ هم الذين يريدون هذا . ثم صاح في وجهي فجأة أنت مين وعايز إيه(ولوعايز تقعد وتشوف الفيلم أهلا وسهلا مش عايز مع السلامة ) . حاولت أن أذهب عدة مرات لمقاهي الإنترنت المختلفة القريبة والبعيدة لكي أنقل لكم الصورة الحقيقية التي توجد هناك . كنت أتوقع عند ذهابي لهذا المراكز بأن أجد شباباً يدخل علي المواقع المخلة بالآداب لما سمعته من زملائي وبعض الأشخاص المحيطين بي. وقابلت شاباً آخر في مقهي الإنترنت يهوي الكذب عبر الشات فيقول قدمت نفسي في شخصية مختلفة تماما عن حقيقتي . فقلت إنني فتاة إسبانية تدرس التاريخ والحضارات وتهوي الأسفار، وكل من تحدثت معهم دون استثناء اقتنعوا تماما بهذه الشخصية المزيفة . وبعد ذلك حاولوا جميعاً الشباب الذين قمت بعمل الشات معهم إيحائي بأنهم وقعوا في حبي، وأكدت أنا لهم أيضا بأني أحبهم ولا أستطيع الاستغناء عنهم، وعاشوا في قصة حب وهمية وكنا نرسل لبعض الكلمات المعسولة المليئة بالحب الوهمي، ونرسل لبعض القبلات عبر الهواء، وفي النهاية أرادوا مني أن أبعث لهم صورة لي ودعوة لأسبانيا للعمل بها . ولكني صدمتهم بالحقيقة بأنني شاب مثلهم وإنني نجحت في إقناعهم بشخصيتي المزيفة . وأضاف بأنها مجرد تسلية يستمتع بها جدا . وعن رأي أصحاب مقاهي الإنترنت عن هذه القضية قال عصام خميس لم أتخيل في ذهني أبدا عند افتتاحي لهذا المركز بأنه سوف يكون وكرا للألعاب ومشاهدة المواقع الإباحية .إنه شئ مؤسف أن أجد شاباً جامعياً يأتي للمركز ويطلب ساعتين أو أكثر لكي يدخل علي المواقع الأجنبية المخلة بالآداب. فالأطفال اليوم تأتي لي لكي تمارس الألعاب علي الإنترنت، والشباب كل ما يهتمون به هو الكذب عبر الشات ومشاهدة المواقع الإباحية. ويقول الدكتور محمود هارون دكتور علم الاجتماع عن هذه القضية إن مجتمعنا العربي باعتباره مجتمعاً شرقياً يحتم علينا أن نتمسك بالقيم والأخلاق والفضائل التي نشأنا عليها . ودخول عالم الإنترنت علينا بلا رقابة للمواقع الإباحية تعتبر مشكلة في حد ذاتها، هذه المواقع في الدول الأجنبية والغربية لا تمثل لديها أي مشكلة بطبيعة نشأتهم وأسلوب حياتهم ولكن تتمثل المشكلة في شبابنا الذي يستهوي كل شيء حديث واستخدامه للجانب السيئ فيه وهناك نقطة مهمة لابد التركيز عليها وهو أن شبابنا لديه المرفوض مرغوب، فإذا رفض المجتمع أي شيء يراه خطأ أو لا يتماشي مع القيم والأخلاق التي تربينا عليها تجد الشباب يبحثون عنه في كل مكان لتجربته. فالمشكلة في الشباب ذاتهم إذا استطاعوا أن يتعاملوا مع كل جديد بما ينفعهم وأن يتخذوا منه الصالح الذي يعود عليهم بالإيجاب سوف لا تكون هناك مشكلة.