مصطلحان نسمعهما كثيرا جدا هذه الايام, لطالما رددتهما المعارضة خاصة ما يسمى جبهة الإنقاذ الوطني , مدعين أن الدستور أحدث انقساما وتم تمريره دون توافق ... أين الانقسام بالله عليكم في الثلثين والثلث , أتريدون ثمانين أم تسعين أم مائة في المائة موافقة على الدستور ؟!! , يامن تعودتم على مثل هذه النسب العالية في التصويت ,بالله عليكم اين وجدتم مثل هذا في أي دولة متحضرة في العالم ؟؟؟
إن هذه النسبة التي توافق الناس عليها في الموافقة على الدستور إنما هي نسبة مثالية إذا ما قورنت بالعالم أجمع ,,ولن أعطي أمثلة على ذلك , لأنكم بالطبع مللتم من سماعها في وسائل الإعلام المختلفة . أما قولكم أن من صوت بنعم هم الجهلاء والأميون ,, ربما يكون ذلك ,,ولن أتبرأ من أهلي وشعبي الجاهل الأمي ,, وتركنا لكم الفهم والعلم والثقافة فأرونا ماذا فعلتم بها
, هل تستطيعون أن توصفوا العاملين بالخارج أنهم من الجهلاء والأميين الذين صوتوا بنسبة 70 بالمائة بالموافقة ؟؟ وإن كنا جميعا كذلك فهذا قدرنا وهذا حالنا - إن صدقتم - إلى أن نعي مثلكم وندرك مثلكم ونرى مثلكم ما لا نراه نحن يا أيتها النخبة , أيتها الصفوة المختارة المصطفاه من الشعب المصري 0....هل تريدون سلخ الشعب المصري من هويته الإسلامية ؟؟ هل تزايدون على فهم وإدراك المواطن المصري البسيط العريق - اللي يفهمها وهي طايره كما يقولون- في أن يتقبل ويرفض ما يريده ؟؟؟أليست هذه الديمقراطية التي تتشدقون بها صباح مساء ؟؟؟ أما عن التوافق...ماذا تقصدون بالتوافق ,,, وكيف يتحقق هذا التوافق ,,,ومتى نستطيع أن نقول أننا حققنا توافقا ,,,ألم يشارك معظم القوى والتيارات السياسية في كتابة الدستور ,,,ثم جاءت الانسحابات المشبوهة بعد أن حققوا ما يريدون ؟؟؟ألم تحقق الكنيسة مبتغاها في التحكيم لشرائعها في مادة مستقلة بالدستور ,,,ألم يحقق الصحافيون والإعلاميون والفنانون مبتغاهم في حرية الرأي والإبداع والتعبير ,, التوافق يعني الغالبية وليس الجميع ,, لا يوجد توافق تام بين البشر أجمعين ,,, حتى في الشريعة يحدث التوافق على حكم شرعي ما برأي الجمهور من العلماء وليس الإجماع بين كافة العلماء , حيث أن الإجماع في الشريعة لم يأت إلا في أمور قليلة ونصوص قليلة قطعية الثبوت قطعية الدلالة كفرض الصلاة مثلا ,,,إلخ دعوكم إذن من هذه النغمة الرتيبة المملة , فلا انقسام مشين بين الشعب المصري بل هناك أغلبية يجب أن تنفذ وهناك أقلية يجب أن تحترم وكفى دعوكم من كل هذا اللغط واللغو وتعالوا سويا نبني مصر بالعمل والجهد ,,فلقد مللنا الكلام,, مللنا نظارتكم السوداء التي ترون بها المستقبل المظلم وفزاعات الإفلاس والانهيار والبكاء على لبن لم يسكب بعد , فمازال أمامنا فرصة لحفظ ما تبقى من كوب الحليب ونملأه مرة أخرى برعي مزيد من الأبقار لحلبه من جديد ,, مازال أمامنا اراض زراعية توفر العشب لها ,,,, أمامنا الأمل الكبير وأكاد أراه أمام عيني ماثلا للعيان وتفاءلوا بالخير تجدوه بإذن الله تعالى