مع حلول موعد الماراثون الانتخابى الامريكى الذى يتكرر كل اربع سنوات لاختيار رئيس للولايات المتحدةالامريكية يقف العالم مشدوها مرهفا كل حواسه ليعرف نتيجة ذلك السباق الديمقراطى البالغ التأثير ليس على الشعب الامريكى فقط وإنما على كل دول العالم الذى تمثل الولاياتالمتحدة اللاعب الرئيسى فيه اقتصاديا وسياسيا وعسكريا. وقد صادفت الانتخابات الامريكية هذا العام عدة احداث غير متوقعة أثرت إلى حد كبير على حظوظ المرشحين الرئيسيين فيها الرئيس المنتهية ولايته "باراك اوباما" ومنافسه "ويلارد ميت رومني" كان اخطرها إغتيال السفير الامريكى فى بنغازى واكتملت الاثارة باقتراب اعصار مدمر من المناطق الشمالية الشرقية للولايات المتحدةالامريكية هو الاعصار " ساندى " مهددا ثمانى ولايات امريكية على الاقل بدرجات متفاوتة مما شل الحياة فى الولاياتالمتحدةالامريكية ويتوقع الكثير من المراقبين انه فى حالة تسبب هذا الاعصار فى خسائر مؤثرة فسيصب ذلك فى صالح المرشح الجمهورى " ميت رومنى " وسيخصم من رصيد الرئيس "اوباما" الذى سيبدو أنه أهمل فى مواجهة الاعصار. ولما كانت استطلاعات الرأى تبين ضآلة الفارق الشديدة بين المرشحين فإن أى حدث يمكن ان يؤثر فى نتيجة الانتخابات ويتجه بها إلى مرشح إستطاع استغلال الحدث دعائيا لصالحه. ونجاح المرشح الجمهورى الشديد التعصب ضد العرب والمسلمين ينذر بسياسة أمريكية متشددة وأكثر جرأة لصالح إسرائيل وضد مصالح العرب ولعل اول ما تفعله إدارة أمريكية شديدة البغض للعروبة والاسلام هو نقل السفارة الامريكية إلى القدس ثم الحث على إثارة حرب جديدة فى المنطقة لاستكمال السيطرة الامريكية على مصادر الطاقة " البترول الايرانى" وإطلاق العنان لإسرائيل لتعربد فى المنطقة كما تشاء. وضرب المصنع السودانى خلال دوامة الانتخابات الامريكية منذ أيام يعطى مؤشرا خطيرا لما يمكن أن تفعله إسرائيل فى ظل إدارة أمريكية متعصبة ومنحازة. نعم إن الادارة الديمقراطية الحاليه فى امريكا منحازة لاسرائيل ولكنها أقل تعصباً ضد العرب والمسلمين. وعلينا أن نحدد الخطوط الرئيسية لسياستنا الخارجية بحيث توضع خطط واقعية وموضوعية للتعامل مع إدارة أمريكية متعصبة ومنحازة إنحيازاً أعمى لألد أعدائنا