أكد الدكتور محمد البسطويسى، أستاذ الجيولوجيا بجامعة أم القرى بالسعودية، أن هناك علاقة وثيقة بين تلوث المياه الجوفية فى الدلتا ومواقع المسارات والأفرع النهرية القديمة التى طمرت تحت الطبقة الطينية السطحية، حيث تساعد مواقع تلك المسارات على تسرب مياه الصرف الزراعى من الخزانات الأرضية إلى المياه الجوفية بهذه الأفرع. وقال البسطويسى إن الدراسة التى تعتمد على تقنيات الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية، أوضحت أن هناك العديد من المصارف الزراعية بالدلتا تتطابق مساراتها في إجزاء كثيرة مع تلك الأفرع النهرية المدفونة، وبالتالي تتسرب المياه الملوثة من تلك المصارف إلى الخزانات الجوفية الموجودة برسوبيات الأفرع القديمة، وتنتشر هذه الملوثات وتسير باتجاه سريان المياه الجوفية. وأشار إلى أن مسارات أفرع دلتا نهر النيل السبعة القديمة "كما وصفها الإغريق"تطورت على مدار التاريخ، وطمرت جميعها فيما عدا فرعى "رشيد ودمياط"، تحت طبقة طينية رقيقة السمك تساعد على تسرب مياه الرشح الزراعى والصرف الصحى المحملة بالملوثات من الخزانات الأرضية إلى المياه الجوفية بهذه الأفرع القديمة. وقال الجيولوجى المصرى إن المشكلة الحقيقية تكمن فى أن بعض مواقع آبار ومحطات مياه الشرب في الدلتا تقع في مسارات تلك الأفرع القديمة،ولا يتم إعداد دراسات هيدرولوجية متخصصة قبل الشروع في حفر الآبار بالدلتا، حيث يعتمد متخذ القرار علي توافر المياه الجوفية بكل نقطة في الدلتا دون الالتفات للعوامل الطبيعية التي تؤثر علي جودة ونوعية المياه، وتبعا لذلك يتم اللجوء إلي المعالجة الكيميائية لمياه الشرب بكافة المحطات بغض النظر عن فهم أسباب وآليات تدهور المياه الجوفية. ولفت البسطويسى إلى أنه من خلال الدراسة تم تحديد أجزاء كبيرة من مسارات هذه القنوات باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية من خلال التعرف على نمط حدود الأراضي الزراعية والمعاينة الميدانية. وأضاف أن الدراسة أوصت بإجراء الدراسات الأرضية والمسح الجيوفيزيقي لتأكيد دقةالمسارات الفضائية بالإضافة إلى ضرورة سحب وتحليل العينات من كافة محطات المياه الحكومية والأهلية (الطلمبات الحبشية) التي تمتد على طول تلك المسارات. وأكد ضرورة تبطين وتغطية مناطق محددة من المصارف الرئيسة - حتى وإن كانت خارج الكتل العمرانية - وذلك لمنع تسرب المياه الملوثة منها إلى الخزان الجوفى.