في حجرة متوسطة المستوي جلس خالد مع ابن أخيه حسن (والذي كان يصغره بنحو عشر سنين ) يلعبان الشطرنج وللحقيقة كان خالد ذكيا للغاية بينما كان حسن يحاول التغلب علي عمه خاصة أنه مازال قريب العهد باللعبة... كش ملك لا العب غيرها أنت اللي ملكك مات ماشي ياعمو المرة الجاية هغلبك بقولك ايه ياعمو هو إيه أخبار طنطدعاء وهنا شرد خالد بذهنهبعيدا وقال بتلعثم : حححلوة!! وأنت عامل إيه في الكلية؟ ماشي الحال ... ومن بعيد سمعا صوت صفوت أخو خالد وعم حسن وهو يشتم ابنه الكبير والذي كان مازال في الإعدادية بأقذع الشتائم ( يا ابن ..وابن...) ليه كده ياعمو هو عمل اييه؟ الواد يا اخويا لسه بيعملها علي نفسه لغاية دلوقتي والحقيقة كانت صدمة للجميع .... -بقوللك ايه يا عمو صفوت: - أنا عارف السبب! -عارف السبب!!وهوّه ايه السبب يا فيلسوف ؟ - أنت!! أيوه أنت يا عمو !! - أنا!!! ليه يا فالح؟! - هقولك : - أنا دايما بشوفك بتوبخه علي أتفه الأمور ودايما عصبي عليهوخاصة أمام زملائه وده بيجعله يفقد السيطرة علي نفسه لمّا يكون لوحده خاصة وهو نائم .. فأرجوك حسّن معاملتك له و انت تشوف النتيجة .. - رغم إني مش مقتنع بكلامك يا وله لكن هحاول أعمل اللي قولتلي عليه ونشوف... وللحقيقة هذه العائلة كلها برغم عصبيتها الشديدة إلا أنها في حقيقتها طيبة القلب ومتلاحمة ويغلب عليها التسامح واللين ... ************ أنا زهقت فيك يا بني ومش عارف أنت بتعاندني ليه دا أنا عاوز مصلحتك البنت دي متنفعكش..(تلك الجملة قالها الحاج صابر بعدما نفذ صبره علي أخيه الأصغر خالد) وبعدها ساد صمت القبور................ وللعلم كانت نظرة الحاج صابر كبير العائلة لخالد نظرة الأخ الكبير الشديد للأخ الصغير العنيد ومن ثمّ كانا دائما علخلاف فالحاج صابر: يري أن أخاه خالد ( الذي رباه بعد وفاة والده وهو صغير ) مازال صغيرا مدللايمشي وراء رغباته بدون تفكير برغم أنه الآن في منتصف العقد الثالث من عمره ويعمل مدرسا للغة الانجليزية في إحدي المدارس الثانوية..ولعل ذلك مرجعه إلي تدليل أمه الزائد علي أساس أنه آخر العنقود ولاعتبار آخر ( أخفيه عنك عزيزي القارئ لحينه ).. أما خالد: فكان يعاند أخاه صابر بمنطق ( لن أعيش في جلباب أبي ... آسفأخي ) باختصار كان الأخوان يجسدان المثل الشهير ( عاملين زي ناقر ونقير ) آه ....وبالمناسبةمين ناقر ونقير دول ؟؟؟!!! مش مهم نرجع لموضوعنا ...... بص يا حاج صابر البنت دي أنا بموت فيها ومش هتجوز غيرها وبلاش كلام بقه في الموضوع ده أنا زهقت........ والله يا بني انت حر.. بس خليك فاكر كلامي ده كويس .. ***************** ركب القطار وهو يمني نفسه بأن يصل بأقصي سرعة الي خطيبته التي طالما اشتاق إليهاحتى ولو تركها لمدة أيام قليلة ( عفوا فإنه الحب ومن الحب ما قتل ) وأخيرا وصل القطار.... فنزل بسرعة واستقل سيارة أجرة داخلية ووصل إلي بيت خطيبته: -ازيك الحمد لله عملتي إيه في المدة اللي تركتك فيها؟ عادي يعني إيه عادي؟ يعني قضيت وقتي في الأمور العادية الروتينية لأي بنت في سني ( طبخ-كنس- تنظيف الخ.............. ) افهم من كده انك لم تفكري فيّ؟ أنت رومانسي أوي يا خالد وأنت مش رومانسية ولا إيه؟ الحقيقة مش بالضبط مش فاهم ... بقولك إيه : إيه رأيك في الشقة اللي شفناها الأسبوع الماضي؟ حلوة ( شرد للحظات ....) ثم أردف قائلا: حلوة حلوة قوي............... مالك ؟ لاما فيش ... هو فين عمي؟ نايم شوية ما انت عارف إنه بيحب يريّح بعد الظهر آه (شرد مرة أخري ) ولكن في هذه المرة قرر الرحيل لشقته المؤجرة وهو يشعر ببرودة شديدة في أوصاله *********************** رن جرس الباب فقام خالد وفتح الباب وهو متعب قائلا: مين ؟ أهلا يا ولادازيكم يا بنات هية الساعة كام دلوقتي؟ انت لسة نايم يا مستر !!!! آه السفر امبارح كان متعب جداا يلا نبدأ درسنا اليوم نظر الأولاد والبنات في خبث وقال أحدهم: هنبدأ الدرس من غير............!!!! من غير مين ؟ قصدكم دعاء وهوّه في غيرها............. ولا ايه يا مستر؟؟!! شرد خالد للحظات وهو يغمغم ( دعاء .. صحيح دعاء فين ؟!!!!) وهنا رن جرس الباب وكان القادم ..دعاء انت فين يابنتي لو تأخرتي بعد ذلك لن أسمح لك بدخول الدرس أنت فاهمة.... فاهمة يا مستر !!! ( قالتها دعاء بدلال جعل مستر خلّود يتنهد ويهدأ وتزول عنه كل متاعب السفر ولم لا ودعاء هي تلميذته وحبيبته وفي الوقت نفسه خطيبته !!!! ) كانت دعاء في الصف الثالث الثانوي ولكنها كانت سابقة لسنها فقد كانت ناضجة عقليا و . ..... جسديا نضجا كافيا لإغراءالحجر !!!!!!! *************** -السلام عليكم ورحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله - تقبل الله يا حاج برعي - تقبل الله يا خالد يا بني - أخبارنا اييه - قصدك اييه ياخالد؟؟!! - قصدي هكتب كتابي علي دعاء بنتك امتي؟؟؟ - مش تستني لما تخلص الكلية انت مستعجل كده ليه ؟؟ -كل ده ومستعجل دا احنا ياعمي مخطوبين بقلنا أربع سنين!!! -والله يا بني هي فاضلها سنة وتتخرج .... اصبر عشان تفضالك وكمان انت مش هتقدر تصرف عليها وعلي تعليمها ... وفات الكثير ومعدش غير القليل ولا اييه يا ابني - أمرك يا عمي ( علي فكرة الحاج برعي كان رجلا علي المعاش وكان يصلي بالناس كإمام راتب وكان يتكلم في أمور الدين كأعظم داعية برغم عدم حصوله علي أي دراسات دينية ولكنها حصيلة قراءاته المتعددة وكان دءوبا علي حضور مجالس العلم الديني ... وكل ما سبق جعل كل من يتحدث إليه لأول مره يجلّه ويحترمه ... وفضلا علي ذلك فلقد زاده الله بسطة في الجسم والمال ... باختصار ولأول وهلة تستطيع وأنت معه تشعر باطمئنان وتتمني لوتمضي معه أوقاتا كثيرةولِمَ لا وهو حلو اللسان عذب الابتسامة طيب المعشر....) ونكمل في الحلقة القادمة مادام في العمر بقية)ا