بداية يحرص كل إنسان بداعي الفطرة المجبول عليها أيا كان علي إظهار ما يدعو للفخر للعيان بينما تدعوه الفطرة أيضا لإخفاء ما يدعو للعيب والسوء عن جميع جوارح البشر فهي في مجملها نهاشة نتاشة تتربص به الدوائر لكي تصنع منه حفلة من العار والشنار ، والأمر بتلك الصورة الفردية قد يكون مقبولا معقولا ، ولكنه لا يكون كذلك علي الإطلاق فيما لوكان الإنسان في موطن القدوة والقيادة ، فإنه في هذه الحالة لابد أن يكون شفافا كالماء اللجين واضحا وضوح الشمس في كبد السماء جليا كالقمر في ليلة التمام، فأهل القيادة والريادة ليسوا بأهل الحظوة بل المفترض فيهم أن يكونوا أهل القدوة والحذوة ، ولن يكونوا كذلك إلا بتحقيق الشفافية والوضوح خاصة فيما يتعلق بأمر الرعية وما يتعلقبالأمور المادية وقبل ذلك وبعده في نقاء وصفاء سيرتهم الشخصية ، فلا يُعْقَل أن تنقاد الرعية علي الدوام لمن في ذمته المالية شبهة وكلام،أو تلوك سمعته الألسنة فتصير رائحته كالمياه الآسنة، والشفافية لهؤلاء تنطلق من مبدأ: "إنها صفية زوجتي" ولم ولن يكون هناك أعظم ولا أطهر من الرسول ولا أعظم ولا أطهر من عصره المأمول ومع ذلك انتهج الحبيب مبدأ الشفافية والصفاء حتي يقطع الطريق علي الشيطان الذي يجري في الدماء ،وهاهو الفاروق عمر لم يغضب ولم يثر عندما قيل له لا سمع ولا طاعة إلا بعد أن توضح لنا في اليوم بل في خلال الساعة لماذا تلبس الحلة وهي ثوبان بينما باقي الرعية عليه الثوب الواحد لا الاثنان ،فرد عليهم بكل شفافية أن ما فعله لم يكن من منطلقالتميز ولا الرفاهية بل بسبب طوله الفارع فلابد له من أن يستر الكارع ونادي علي عبد الله ابنه ليخبرهم أن الثوب الزائد ملكه، وهنا شاهت الوجوه وصار الجميع لأميرهم سامعين ولأمره طائعين ،وكل ذلك من منطلق الشفافية، فهلَّا نكون في عصرنا الحالي سائرين علي هذا النموذج العالي، ولِمَ لا ونحن نري ذلك عند حكام الغرب وهم أبعد ما يكونون عن الرب لذا صلحت حياتهم وصاروا في الصفوف الأولى وأصبحت لهم اليد الطولى بينما صار أولو القدوة عندنا والريادة بسبب انعدام مبدأ الشفافية لا يحسنون فن القيادة فهل يُعْقَل أن يملك هؤلاء أموالا كجبال تهامة بينما تأكل الرعية من القمامة وبالطبع سيحدث في مجتمعاتنا الإنقسام ولن تكون الأمور أبدا علي خير مايرام. - برقيات سريعة إلي: - العالم الدكتور مصطفي السيد: أرجوك بعد أن عالجت الحصان من السرطان - أسرع فالإنسان في لهفة. - مصطفي بكري: أنت بحق رسام بارع تجيد فن التلوين في كل العصور ! - القائلين بمصرية تيران وصنافير : القضاء الآن أصبح شفافا ونزيها وليس مسيسا! - القائلين بسعودة تيران وصنافير : عجبا لكم لم أرَ أحدا يحزن لعودة أرضه إليه أين عقولكم؟!!! - أبو تريكة : عادت أموالك إليك فنعم المال الصالح في يد الرجل الصالح -الكتاب: عفوا فليس هذا عصرك - إنه عصر التوبيكات والكوميكس والألش! - سائقي التوك توك : لا أدري بالفعل هل أنتم جناة أم مجني عليكم؟! الصحافة الورقية: لقد اشتقت إليك لأنني لم يعد عنديما ألف فيهالأشياء!