أكدت الدكتورة هبة رؤوف عزت أستاذ الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن شعب مصر لن يقبل فرعون آخر مهما كانت الظروف ويجب أن يكون الرئيس القادم مصدر ثقة وقبول لدي الشعب حي كانت أسهل طريقة لنشر إستبداد النظام السابق كانت إختيار أسوء الأشخاص في كل الأماكن لذا يجب إعادة إختراع الدولة علي منطق غير منطق الهيمنة الكاملة علي جميع فروعها. وأضافت هبة أنه يجب علينا أن نعطي للعادلي نيشان لقطعه النت في بداية الثورة فدفع الشباب للنزول من العالم الافتراضي إلي أمر الواقع حيث أن العالم لا يدار من خلال شاشات بل يدار من خلال واقع فشباب مصر قام بثورة حقيقة لأول مرة فى التاريخ المصرى وحمل على عاتقه إسقاط الظلم وضرورة تغيير الفساد فأذهلت ثورته العالم بأسرة وأصبحت مثالاً يحتذى به حيث إستطاعت إرادة شعب أن تتحدى الظلم والفساد لتقول لا فى وجه الظلم ، جاء ذلك خلال الندوة الثقافية التى عقدتها أسرتى فكرة والصفوة بجامعة المنصورة أمس تحت عنوان " الثورة والعالم – مصر وتحديات التغيير"
وتابعت هبة " نسارع في وضع الأشخاص في قوالب جاهزة ونحكم عليهم من خلالها وكأنه لا يوجد شخص ليبرالي ويُصلي أو شخص سلفي ويفهم في نفس الوقت ، كما إننى لا أندهش من الأداء السياسي للاخوان فهو مفهوم ولكن أندهش كثيراً من تطور أداء التيار السلفي سريعا في هذه الفترة مشيرة إلى أن الفصل الباتر بين السياسة والدين غير ممكن فهو يُشكل بشكل رئيسي ومهم منظومة القيم في المجتمع ولكن يجب فصل الجانب الدعوي عن الحزبي - وهذا سيأخذ وقت لأن منطق الأحزاب التنازع والتنافس ومنطق الدعوة التراحم .
وقالت هبة في التسعينات شهدنا مصادمات عنيفة بين الدولة وقوي مناهضة لها وفي مرحلة التوافق الاجتماعي بعد الثورة لابد من فتح هذه الملفات مرة أخري ومحاسبة باقي الأطراف المسئولة عن إنتهاك الحقوق وليس الطرف الذي سُجن فقط.
وطالبت هبة بضرورة إعادة دورالجامع (يشمل الكنيسة أيضا ) في المجتمع كعنصر أساسي في بناؤه دون التدخل في تحديد ودعم القرارات السياسية الحزبية ، فيجب أن يحتوي الجامع علي لجان لخدمة المجتمع و أن يتكلم الخطيب ويناقش مشاكل المجتمع دون استخدام المنبر في دعم تيار أو مرشح بعينه.
وعن قضية القدس قالت هبة " يمكننا إستخدام حلول رمزية ومساعدات إقتصادية ودبلوماسية في التعامل مع ملف القدس والدول العربية بشكل عام ، ولكن "التحرير" لا يمكن أن يتم إلا بالتركيز علي ملفنا الداخلي وهكذا صرّح خالد مشعل من قبل فالساسة في الخارج ينظرون للمصالح فقط لا الدم !! ويجب تغيير هذا الوضع بخلق قوة عربية تغير خريطة هذه المصالح.
وإختتمت هبة الندوة موجهة كلمتها لجميع الحضور " من يريد منكم أن يتعلم العلوم السياسية لابد أن يبدأ بمقدمات علم الاجتماع و دراسة المنهج الخلدوني وبعدها يتطرق لدراسة مقدمات العلوم السياسية" .