أيها الأحباب إن المسلم الحق هو الإنسان الذي يحسن علاقته بمن معه من خلال أسرته المكونة من : الأبوين 'والزوجة' والأولاد' ويوسع دائرة علاقته درجة أخري 'فيحسنها مع الأقارب من ذوي رحمه. • وقد يسأل سائل : لماذا الاهتمام بهؤلاء الأقارب ' ولماذا صلتهم ؟؟ الاهتمام بهذه القرابات وصلتهم 'يكون لعدة أمور ' أهمها: أن الله تعالي أمرنا بذلك وأمر الله واجب التنفيذ .يقول ((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ))لنساء36 فالقرابة وضعها الله تعالي هنا في الآية في المرتبة الثالثة 'بعد توحيده والإحسان إلي الوالدين . ويقول تعالي:((وآت ذا القربى حقه))'فالإحسان إلي القريب أمر اقره الله له وليس تفضيلا يتفضل به القريب علي قريبه إن صلة الرحم علامة علي تمام الإيمان وكماله .قال صلي الله عليه وسلم :"مَنْ كَانَ يُؤْمِن باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِل رَحِمهُ" صلة الرحم أيها الأحباب من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلي الله تعالي . قال تعالي في الحديث القدسي:"أَنَا اللَّهُ وَأَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّه"رواه أبو داوود والترمذي صلة الرحم خير لصاحبها 'فهي سعة في الرزق من حيث لا يحتسب , أثناء حياته وبعد مماته فكم من أناس ماتو من عشرات السنين وما زال ذكرهم خالد بالسيرة الحسنه وصلتهم لأقاربهم وتصديقاً لذلك قول رسولنا الكريم :"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" وأيضا تعتبر إنقاذ من الأزمات والمشاكل في الحياة وهذا ما استندت إليه السيدة خديجة رضي الله عنها في تطمينها للنبي حين جاءها يرجف فؤاده قائلا لها :"إني خشيت علي نفسي يا خديجة .قالت :كلا والله لا يخزيك الله أبدا ."إنك لتصل الرحم ....." أن المسلم الحق يصل رحمه ولا يقطعها 'ليقينه أن ذلك يحبط عمله ويعرضه للعقاب الشديد قال الرسول صلي الله عليه وسلم "إن الرحمة لا تنزل علي قومٍ فيهم قاطع رحم" وقال :"لا يدخل الجنة قاطع " أي قاطع الرحم فمن منا يريد أن يكون من هذا الصنف ؟؟؟؟؟؟ أيها الأحباب الواصل منا هو الذي يصل رحمه ولا ينتظر منهم صلة بصله ولا وُداً بود ولأنه يتقي الله في نفسه أولاً ثم فيهم 'ويتعامل بخُلقه الإسلامي لا بأخلاقهم هم' ويتعامل معهم بقول رسولنا الكريم :"ليس الواصل بالمكافئ 'ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها "