ان صلة الرحم تعني الاحسان إلي الاقربين وايصال ما امكن من الخير إليهم ودفع ما امكن من الشر عنهم ولاشك في ان صلة الرحم واجبة وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب. يقول الدكتور طلعت محمد عفيفي العميد الاسبق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر. ان المقصود بالارحام هم جميع الاقارب سواء كانوا من جهة الأب أو الأم يقول تعالي: (واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام) وصلة الرحم سبب لزيادة البركة في العمر وبسط الرزق يقول الرسول صلي الله عليه وسلم( من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه). وصلة الرحم تكون بكل ما تعنيه الصلة سواء بالزيارة أو بالسؤال والاعانة المادية لمن هو محتاج وفي استطاعتي ان اقدمها له, فيجب علي المسلم ألا يدخر وسعا في تقديم كل ما من شأنه ادخال السرور علي القريب, وهذا حق للقريب وليس تفضلا يقول الله تعالي:( فآت ذا القربي حقه). ويأتي الأمر بصلة الرحم بعد عبادة الله وحده لا شريك له ثم بر الوالدين ثم تأتي الوصية بالاقارب يقول الله تعالي:( واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربي), وتتفاوت درجة صلة الرحم بحسب تفاوت درجة القرابة فصلة الاخ اهم من ابن الاخ والعم أهم من ابن العم وهؤلاء جميعا صلتهم واجبة ولكنها تتأكد اكثر في حق القريب. والحد الادني لصلة الرحم ألا تكون هناك خصومة أو قطيعة فعلي الاقل يسأل عنهم بالتليفون أو الرسائل فإذا لم يستطع الأكثر فلا يحرم الانسان من الأقل. ويجب علي المسلم ان يعامل ارحامه بأفضل مما يعاملونه, فقد قال رجل لرسول الله صلي الله عليه وسلم:( يارسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن إليهم ويسيئون إلي واحلم عنهم ويجهلون علي) فقال:( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولايزال معك من الله ظهير عليهم مادمت علي ذلك), وقال ايضا رسول الله صلي الله عليه وسلم:( ليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل من اذا قطعت رحمه وصلها). وقد سئل رسول الله صلي عليه وسلم عن افضل الصدقات فقال:( الصدقة علي ذي الرحم الكاشح). والكاشح الذي قطع رحمه إذا وصلته. وقد حذر الإسلام من يقطع رحمه فهوملعون في كتاب الله يقول تعالي:( فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم واعمي ابصارهم).