هو تساؤل وسؤال أسأله لكل مصرى ...منذ متى إتفق الشعب المصرى على شخص أو شخصية ما ليرضى بها رئيساً لمصر ؟ منذ متى تكون غالبية شعب مصر متفقة على وضع ثقتها فى شخصية ما وترى أنها الأصلح لقيادة مصر ؟ أؤكد لكم انها حالة كنا نفتقدها ,أن نجد نوعاً من الإجماع على شخص ما بتلك الطريقة كما نراها الآن فى حالة إلتفاف الشعب وتأييده للمشير السيسى وطلبه له أن يترشح لرئاسة الجمهورية. إننا نعيش حالة لم يراها الكثير من هذ الجيل , فمنذ إنتصار أكتوبر 1973 ونحن لم نرى حالة من الإلتفاف الشعبى حول شخص كما نراه الآن , أنا لا أقارن بين إنتصار اكتوبر والآن حتى لا أجد المزايدون وهم كثر , ولكنى أقارن بين حالة الإلتفاف الشعبى والتى أراها الآن واضحة جلية , حالة من الشعبية يعيشها شخص عبد الفتاح السيسى , نوع من شبه الإجماع حول شخصه ليكون رئيساً مقبلاً لمصر , حالة فسرها علم النفس بأنها نوع من الكاريزما لا يتمتع به الكثيرون, حالة تثير الكثير والكثير من القلق !!!!!!!!!
نعم انها حالة تثير الكثير من القلق لكل من راهن على إستمرار حالة السيولة السياسية فى مصر, لكل من أراد أن تظل الحالة فى مصر كما كانت قبل أكتوبر 1973 (اللا سلم واللا حرب) فهو يريدها الآن ( اللاإستقرار واللا فوضى) , فهو يريد رئيساً لمصر تتراوح شعبيته بين 30 & 35 % ليقوم الناخبون مرة أخرى بعصر الليمون حتى يأتوا به رئيساً , ليعيش فترة رئاسته مترصدأ به من معارضيه ( الكثيرون وقتها ) وبالتالى يتم تصيد الأخطاء له حتى يسقط , ثم نعيد الكرة مرة أخرى, مع شخص آخر شعبيته مثل شعبية سابقه لنكرر نفس المهزلة مرة أخرى بنفس المنهج فنجد أنفسنا دائماً, فى دائرة مغلقة من الفوضى والتى يتبعها إستقرار واهى سرعان ما يسقط لنجد الفوضى مرة أخرى وهكذا.
لكن ظهور شخصية مثل السيسى والذى حاز على ثقة الناس حتى قبل أن يترشح , شخص طلبه الناس ولم يطلب هو منهم , شخص أجمع عليه البسطاء وهم عامة الشعب المصرى , كل ذلك سيصيب حالة (اللا إستقرار واللا فوضى) والتى يريدونها فى مقتل , فلو جاء مثل ذلك الشخص لرئاسة مصر فلن نجد حالة الترصد له بنفس المقدار السابق , وبالتالى فهو سيتمتع بأريحية فى عمله كرئيس محاطاً بتأييد الشعب له , كما أنه سيعمل ألف حساب لذلك الشعب والذى أعطاه تلك الشعبية فيكون دائماً باحثاً عن الإنجازات والتى ستزيد من شعبيته ,مبتعداً عما يقلل من تلك الشعبية, رئيساً قادراُ على عرض خطوات طريقة إدارته بشفافية امام الشعب , وفى نفس الوقت ملتزماً بتنفيذ ما وعد به حتى لا يفقد ميزته الكبرى وهى تأييد ذلك الشعب , بإختصار هى حالة من الإنسجام بين شعب ورئيس نفتقدها منذ زمن , وهى حالة كفيلة بأن تجعلنا نعبر الكثير من المصاعب وتختصر الكثير من الوقت لكى نصل لما نريد .
بالطبع كل ذلك لا يرضى هؤلاء القابعون فى الظلام ليحيكوا لمصر المؤامرات فبدأوا فى شن حملة لتشويه تلك الحالة حتى قبل أن يتأكدوا من إعلانه ترشحه للرئاسة , لقد أرادوا ان يقوموا بضربة إستباقية حتى يمنعوه من الترشح ويقوموا بضرب أكثر من عصفور بحجر واحد فلو منعوه من الترشح فقد فازوا , ولو قام بترشيح نفسه فستكون حملات تشويهه قد أخذت وقتا طويلاً مما يجعلها فى ظنهم قد إستقرت فى وجدان البعض مما يجعلها مبرراً عندأنصار المرشحين المنافسين الآخرين فيتم خلق حالة من البلبلة ويالتالى يتم إقتطاع جزء من رصيد الشعبية لديه والذى يقلقهم , ولكنهم عندما أرادوا تشويهه فلم يجدوا سوى مبررات بلهاء ومتعالية نوجزها فى المبررات الآتية:
-المبرر الاول [الأفضل ان يستمر فى عمله كوزير للدفاع حتى يظل كبيراً كما هوٍ] .
* مبرر خبيث جداً فلو إستمع لهم وظل وزيراً للدفاع مع وجود رئيس آخر , فسنجد انفسنا امام حالة نعرفها جميعاً , وهى حالة (المركب ام ريسين) والنتيجة معروفة , صراع بين الرئيس ووزير الدفاع والذى أصبح محصناً فى منصبه لمدة 8 سنوات طبقاً للدستور, وستكون نتيجة ذلك الصراع كارثية على مصر وسنجد انفسنا أمام تكرار لحالة ( ناصر – عامر) مرة أخرى والتى ستنتهى بحتمية تخلص أحدهما من الاخر, واكاد أؤكد أن نتيجة الصراع لن تكون كسابقتها وسيتم التخلص من الرئيس (ووقتها سنسمع بقى حكاية ما هو واخد على الإنقلابات والكلام دة كله ), أو يتم التخلص من وزير الدفاع , وبالتالى سيتم عمل تعديل للدستور ويبقى الرئيس فى مكانه مكملا مدته ( والذى بالتاكيد أيا كان من هو ستكون شعبيته أقل من السيسى ) وفى كلتا الحالتين سيحدث ما يريده هؤلاء الشياطين من إيقاع مصر مرة أخرى فى تلك الحلقة الجهنمية المفرغة من اللإستقرار واللافوضى مع ضرب شعبية السيسى فى مقتل والتخلص منه شعبياً .
- المبرر الثانى [نريد لمصر رئيساً مدنياً حتى تزدهرالحريات و العملية الديموقراطية] .
*مبرر واهى جداً فاولاً هم يقولون أنهم يريدون إزدهار الحريات والعملية الديموقراطية بينما يناقضون أنفسهم ويضربون الحرية والديموقراطية فى مقتل بمنع أى شخص ينتمى للمؤسسة العسكرية ان يرشح نفسه . وثانياً هم يريدون لمصر رئيساً مدنياً وبالتالى أسألهم هل كلمة رئيس مدنى تعنى وظيفته قبل أن يكون رئيساً أم تعنى طريقته فى إدارة الدولة بعد ان يكون رئيساً؟ بالقطع تعنى طريقة إدارته للدولة بعد كونه رئيساً, ِمن تقبله للرأى والرأى الاخر ووجود مؤسسات قوية للدولة تقوم بعملها على اكمل وجه دون تضييق , فكم رأينا من رؤساء لم يكونوا يوماً منتمين للمؤسسة العسكرية ( مدنيين طبقاً لما يريدون) وعندما تولوا الرئاسة كبتوا الحريات وعاثوا فى الأرض فساداًً, أى ان موضوع مدنى وعسكرى فى جوهره هو طريقة إدارة الرئيس للدولة بعد كونه رئيساً وليست وظيفته قبل كونه رئيساً.
- المبرر الثالث [ لا نريد رئيساً فرعوناً لمصر فمؤيدى السيسى أغلبهم من البسطاء ويقومون بفرعنته].
* مبرر متعالى وغير منطقى فهم يلومون السيسى على ان اغلب مؤيديه من البسطاء ذوى المشاعر التلقائية فى حبها وكرهها , وينسون أن أغلب شعب مصر من أرقاء الحال والبسطاء وأن المواطن المصرى العادى له طريقة فى إظهار حبه وكرهه يعلمها الجميع ويعلمونها هم أيضا لكنهم يتناسونها عمداً , ولنأخذ مثالاً ككرة القدم فأى مصرى يشجع فريقاً ما يكون كلامه حول ذلك الفريق بطريقة تجعلك تظن ان ذلك الفريق لا يقهر وطريقة حديثه حول الفريق المنافس تجعلك تظن ان ذلك الفريق لا يطاق , رغم انه فى الحالتين فإن ذلك المواطن يعلم جيداً حدود فريقه والفريق المنافس لكنها طريقته فى التعبير, والتى يعيشها الجميع حتى المثقفين والذين يتعالى بعضهم عن تأييد السيسى لا لشىء سوى أن اغلب مؤيدي السيسى من البسطاء, فهو يريد ان يضع نفسه فى مرتبة أعلى من مرتبة هؤلاء البسطاء حتى يثبت لنفسه انه نخبوى.
يا سادة إنها فرصة العمر لنا كمصريين أن نجد شخصاً يتمتع بكل ذلك الإلتفاف الشعبى فلا تضيعوا تلك الفرصة والتى ستخلصكم من حالة اللاإستقرار واللافوضى.