هايدي عبدالفتاح ✍️ داخل قفص الاتهام بمحكمة جنايات الجيزة كان المشهد؛ تقف آية وبجوارها شقيقها محمد وثالثهما عمهما، ينتظرون بعيون زائغة وقلب مرتجف حكم القاضي في جريمة القتل التي ارتكبوها، وعلى الجانب الآخر يصعد المستشار عبدالشافي السيد عثمان منصة الحكم وبجواره المستشارين أحمد محمد دهشان، وياسر على الزيات، فجأة يعم الصمت أرجاء القاعة، ينظر القاضي للمتهمين الثلاثة ثم يصدر حكمه قائلا: «حكمت المحكمة حضوريًا وبإجماع الآراء بمعاقبة آية خالد بالإعدام شنقًا لقتلها ابنتها الطفلة مودة، وبمعاقبة كل من شقيقها محمد خالد وعمها بالسجن المشدد سبع سنوات»… ليكون هذا الحكم هو الفصل الأخير من تلك القصة المأساوية التي مازالت حديث أهالي أوسيم حتى الآن. مودة، هو اسم بطلة قصتنا، طفلة لم تكمل عامها الثاني بعد، ودعت الحياة مبكرًا بأبشع طريقة لك أن تتخيلها، قتلت غدر، تم خنقها ثم وضعها داخل شوال وإلقاء جثتها في المصرف، كل ذلك بلا رحمة أو ضمير أو إنسانية، فهي طفلة حديثة العهد بالحياة تكاد تكون تزحف على الأرض تلمح ابتسامتها ف يهفو قلبك لحملها وضمها إلى صدرك، لكن الصغيرة لا تعلم أي ذنب اقترفته لتقتل بهذه الوحشية وعلى يد من إنها والدتها، فكل ذنبها أنها ابنة لأم خائنة، سلبتها حياتها وعمرها اعتقادًا منها بأنها عندما تتخلص منها لا يفتضح أمرها وسيمر الأمر مرور الكرام، ولكن جريمة الخيانة والقتل انتشرت بين الأهالي وحدثت الفضيحة، فلم تكتفِ بكونها خائنة فقط وإنما أصبحت أيضا قاتلة، والآن تنتظرها طبلية عشماوي.