الحدائق العامة قبلة للعشاق والرئة الخضراء للمجتمع التي تخلصه من سموم غاز ثاني أكسيد الكربون وتخرج له غاز الأكسجين الذي يعيش عليه الإنسان كما أنها تعد رمزاً لتحضر أهلها والمتنفس المجاني للفقراء ولكن الأمر اختلف بعد ثورة 25 يناير والتي أعقبتها حالة الانفلات الأمني بمدينة بلقاس. حيث قام بعض البلطجية والخارجين علي القانون بإنشاء غرز ومقاه ظاهرها بيع المشروبات الساخنة والمثلجة لروادها وفي باطنها بيع المخدرات والمواد الكحولية للشباب طوال اليوم وفي وضح النهار أمام أعين المارة كما تحولت إلي مكان مفضل للشباب لمعاكسات الفتيات وفي ظل كل هذا تقف الشرطة ومن ورائها الهيئة العامة للنظافة والتجميل وشرطة المرافق ورؤساء الأحياء ببلقاس عاجزين علي طرد البلطجية من الحدائق العامة وحتى لو تناول احد المسئولين حبوب الشجاعة وتجرأ للوقوف في وجوههم قد يدخل في مشادات واشتباكات عنيفة مع هؤلاء البلطجية . ولانة غير محمى من مجلس المدينة ومن الشرطة فتنتهي بما لا يحمد عقباه. الحديقة تعني مساحة من الأرض خصصت لزراعة مجموعة من الحشائش والأشجار والنباتات والورود والأزهار المتنوعة وتضم مقاعد خشبية أو إسمنتية لاستقبال المواطنين لكي يستمتعوا بجمال الخضرة التي تغذي الروح وتبعث البهجة وتضفي علي النفس البشرية الراحة والطمأنينة لجمالها وسحرها الخلاب . جرائم عديدة يرتكبها بعض الأفراد في حق المجتمع مستغلين غياب الشرطة عن الشأن الداخلي وانشغاله بمشاركة القوات المسلحة في الحرب علي الإرهاب الأسود حيث قام البعض بالتعدي علي الحدائق العامة والمسطحات الخضراء وتحويلها إلي مقاه وكازينوهات وأماكن لتناول المأكولات فضلا عن تحويل أجزاء منها إلي "غرز" ظاهرها بيع المشروبات وفي الخفاء بيع المواد الممنوعة من مخدرات وبرشام. وفى حوار مع احد اهالى بلقاس اكد / احمد سمير (بقال ) أن بعض الاشخاص يتاجرون في المواد الممنوعة مثل المخدرات بمختلف أنواعها ويقدمونها للزبائن تحت سمع وبصر الجميع تحت مسمي "أكل العيش"، موضحا أن غياب الرقابة والقانون جعل البلطجية يفعلون ما يريدون بالتعدي علي ممتلكات الدولة والاتجار في الممنوعات بالأماكن العامة . أما / محمد حامد - حاصل علي مؤهل عال - فقال إن التعدي علي المسطحات الخضراء وتحويلها إلي مقاه يعد جريمة تركيب في حق المواطن والمجتمع معا يعاقب عليها القانون ولكن الفوضى التي تسود البلاد جعلت أصحاب النفوس الضعيفة ينهشون في جسد الدولة الذي أصيب بالوهن بعد الثورة ويحاول أصحاب النفوس الضعيفة الحصول علي أي مكاسب مادية ولو علي حساب بلدنا الغالية، لافتا أن المخالفات موجودة في كل شارع وميدان ولكن اليد المرتعشة التي تسيطر علي معظم المسئولين حاليا وفى غياب المسوالين بمدينة بلقاس جعلتهم يغمضون أعينهم في التصدي لهذه المخالفات لإزالتها أو للحد منها علي أقل تقدير. .أكد شعبان عطية عجلاتى أن مدينة بلقاس بها اربع حدائق حديقة الاسرة وحديقة النهضة وحديقة المنى وحديقة هابى لاند كل هذة الحدائق مهملة من قبل السادة المسئولين بمجلس مدينة بلقاس وعدم وجود حملات امنية على تلك الحدائق التى انتشرت بها البلطجية مشيرا إلي انه كان يعرف الحدائق العامة أيام زمان في الأعياد والمناسبات الدينية حيث كان يقوم بتحميل العجلات علي سيارة نصف نقل بعد تزيينها بالأوراق الملونة والورود المصنعة إلي أقرب حديقة له لتأجيرها إلي الأطفال والأولاد، ولكن في الوقت الراهن لا يقترب منها في أي مناسبة من أجل الابتعاد عن الشبهات. واشار / محمد محامى حر ان القانون كاف بردع أي مجرم مهما كانت الجريمة التي ارتكبها المتهم في حق الدولة أو المواطنين أو في حق نفسه وأشار أن هناك فارقا كبيرا بين جريمة الإتلاف العمد والتعدي علي الحدائق والمنشآت والأملاك العامة بالدولة ومعاكسة الفتيات داخل الحدائق حيث إن الثانية عقوبتها مشددة لأن المتهم فيها قام بمنع الآخرين من استغلال الحدائق واستخدامها للتنزه . موضحا أن عقوبة التعدي تصل إلي الحبس ثلاث سنوات دون استعمال الرأفة واخيرا نناشد السيد الاستاذ / يوسف موسى رئيس مجلس ومدينة بلقاس بالاهتمام بالحدائق العامة حيث ان تلك الحدائق هى المنفث الوحيد لنا مع وجود حملات مكثفة على تلك الحدائق من مركز وشرطة بلقاس