تمكن الدكتور عادل محمد الحديدي أستاذ الهندسة النسيجية بهندسة المنصورة وعضو المجلس النوعي للعلوم الهندسية من تحويل عوادم مصانع النسيج وتحويلها إلى نسيج غير مغزول يمكن استخدامه في الكثير من الأغراض التي تخدم المجتمع وذلك بتكلفة مالية قليلة للتغلب على بعض المشكلات الكبيرة في مصر ومنها مشكلة غرق 20-40 % من أراضى دلتا النيل إذا زاد منسوب مياه البحر نظرا لإرتفاع درجة حرارة الأرض.
وأشار الدكتور الحديدي أن هناك مخاوف من تهديدات غرق الدلتا بناءاً على الدراسة التي قامت بها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول آثار إرتفاع منسوب مستوي سطح البحر علي مدينتي الإسكندرية وبورسعيد انه في حال إرتفاع مستوي سطح البحر بحوالي 30 سم بحلول عام 2025 فإنه من المتوقع أن تفقد الإسكندرية حوالي 19كم من مساحتها وأن يتم تهجير حوالي 545 ألف نسمة بالإضافة إلي فقدان نحو 70.5 ألف وظيفة.
وأضاف أن الإنتقال من الوادي إلى الصحراء قد يكون هو الحل الوحيد المتاح , و لكن عليه كثير من التحفظات , و له أيضا كثير من الايجابيات ، وكانت أهم مشكلات الإنتقال من الدلتا إلى الصحراء مشكلة المياة والزراعة والكثيان الرملية والسكان.
هذا وقد إستطاع الدكتور الحديدى حل مشاكل الصحراء عن طريق إستخدام المنتجات النسيجية كبدائل للتربة الزراعية وإحتفاظ النسيج بالمياة وزراعة أنواع من الخضر والنباتات وقد تمت تجربتها بالفعل وأعطت نتائج مذهلة بحيث يستطيع النسيج إنبات نباتات كثيرة وبذلك نجد حلا لمشكلتين أساسيتين في زراعة الصحراء التربة وتوافر المياة.
كما يمكن إستخدام المنتجات النسيجية في رصف الطرق عن طريق وضعها بين الطبقة الجيرية والطبقة السوداء للأسفلت ولها العديد من الفوائد منها تقليل تكلفة رصف الطرق بعد وضع النسيج عن طريق تقليل الطبقة السوداء وهى الأعلى سعرا و كذلك تحمل الطرق بعد وضع النسيج لأحمال هائلة دون حدوث انهيارات أو هبوط للتربة في الطرق وبذلك يتم الحفاظ على شبكة طرق سليمة لفترة طويلة ويستخدم أيضاً في الحماية من إنهيارات الكثبان الرملية و الجبال على الطرق الصحراوية عن طريق وضع النسيج على الكثبان الرملية وتغطيتها وقت هبوب الرياح ووضعها أيضا على الجبال القريبة من الطرق الصحراوية وبذلك يمنع النسيج من تراكم الكثبان الرملية على الطرق وقد تمت تجربته داخل مصر وخارجها . كما يستخدم النسيج في ترشيح مياه الشرب حيث تم تجربته في محطة مياه المنصورة للشرب وأعطى نتائج مذهلة في ترشيح المياة وتنقيتها من البكتريا والملوثات وبذلك تكون تكلفة ترشيح المياه وجعلها صالحة للشرب قد قلت كثيرا بالمقارنة لإستخدام المواد الكيميائية مثل الكلور والشبة . وقد أكدت الدكتورة جيهان فؤاد مدير المركز الاعلامى بالجامعة أن جامعة المنصورة تحتل مكانة بارزة ومميزة على خريطة البحث العلمي في مصر والعالم بإعتمادها على ما لديها من كوادر رفيعة المستوى . كما يقوم قطاع الدراسات العليا والبحوث برئاسة الدكتور السيد عبد الخالق نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث بتيسير عملية البحث العلمي وتهيئة المناخ الملائم وتذليل الصعاب التي تعترض عملية البحث العلمي وتجهيز المعامل والخطط المستقبلية لتطويرها بالإضافة إلى المنح المالية التى تمنحها الجامعة للباحثين المميزين من خلال صندوق دعم المشروعات البحثية بعد التأكيد على أن المشروعات الممولة من الجامعة بحوثا تطبيقية وتنافسية حسب الخطة البحثية للجامعة والدولة والتي تلبى الحاجة الأكاديمية وحاجة المجتمع والسوق وبذلك تتفق مع أولويات الدولة . ويعد هذا الاكتشاف إضافة إلى سجل الانجازات العلمية لجامعة المنصورة ونتاج تدعيم الجامعة للمشروعات البحثية التي يقدمها الباحثون والتي تساهم فى حل للمشكلات البيئية والصناعية للمجتمع فالمرحلة المقبلة تتطلب التخلي عن الشعارات واللجوء للعمل الجاد وبناء الوطن على أسس علمية واستغلال الإمكانات المتاحة بأقل التكاليف دون إضافة أعباء مالية على الدولة والتوسع في المشروعات الإنتاجية التى تخدم المجتمع .