عاش اهالى قرية السحايت في مركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ.حالو من الحزن الشديد بسبب أب تحجرت مشاعره وتحول الى زومبى وام فقدت حنانها وانقطعت الرحمة من قلبها، جلسا سوياً في ساعة متاخرة من الليل، على سرير الزوجية، وفكرا كيف ينفذان جريمتهما والتخلص من طلفتهم الت تبلغ من العمر 6 سنوات والتى تعودت على سماع كلام والديها، فهي الأكبر بين شقيقاتها، لم تكن تعلم أن طاعتها لوالدها في منتصف الليل ستكون نهايتها، بكل براءة طلب منها إحضار«شال قماش» خاص بجدها من «منشر المنزل المجاور» فأطاعته وذهبت، لكنها لم تدر ان والدها الذي تحجرت عاطفته سيغدر بها، إذ أقدم الأب القاتل على خنقها من الخلف غدراً لإلصاق التهمة لوالد ووالدة الزوجة، كي يستوليا على منزلهما بسبب خلافات أسرية قديمة نشبت بينهم، وطرحا سوياً خيارات عدة، أولها قتل« الجد» والتخلص من جثته، أو قتل « الجدة» أيضاً لكنهما رأيا أن قتلهما للطفلة « مي يوسف أحمد» البالغة من العمر 6 أعوام وهي ابنتهما الكبرى، التي تتعلق بها جدتها، هو التفكير الأمثل بالنسبة لهما، فخططا ونفذا الجريمة وقتلا طفلتهما وتركا الحزن في نفوس أهالي عزبة السرايا التابعة للوحدة القروية بالسحايت في مركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ. انتقل رئيس مباحث الحامول ، المقدم محمد عماد عامر، الى القرية وتبين ان الطفلة عُثر عليها " مشنوقة بشال من القماش" وملقاه داخل منزل مهجور بالقرية التي يقيم قفيها ذويها، وبسؤالهم اكدوا انهم استيقطوا صباحاً ولم يجدوها، وجرى البحث عنها لعدة ساعات بمساعدة اهل القرية حتى جرى العثور على جثتهاغ داخل منزل مهجور. و وجرى تقلها لمشرحة مستشفى الحامول المركزي تحت تصرف النيابة بعدما حُرر المحضر رقم 4504 اداري المركز، وجرى حبس القاتلين 4 ايام على ذمة التحقيق. وقام عددا من شهود العيان وعمدة القرية، الذين كشفوا تفاصيل الجريمة البشعة التي دارت أحداثها في منزل مهجور كان مخصصاً لإيواء « الماشية».بخطوات ثقيلة وصوت محبوس، ودموع لم تكف، روت أم هاشم ابراهيم، البالغة من العمر 55عاماً، جدة الطفلة القتيلة، ماحدث في تلك الليلة التي إعتبرتها من أسوأ ليال حياتها: وقالت «لو كنت أعرف إن ده هيحصل لمي كنت خدتها باتت معايا، جيت الساعة 12بالليل اطمنت عليها وقولت لأبني القاتل هدخل انام يايوسف، قالي اعمليلي كباية شاي، عملتله شاي وسيبته ومشيت وكانت مي صاحية وقولتلهم هنام، ومشيت وفجأة الساعة 6 الصبح لقيت سمر أم مي جاية تصحيني وتقولي مي عندك؟، قولتلها لا أنا سيباها نايمة وقافلة الباب كويس، ومن هنا بدأت الحكاية المؤلمة».. وقالت جدة الطفلة «كانت حبوبة والأطفال في الشارع يحبونها، أعز الولد ولد الولد، دي كانت أغلى حاجة عندي، وعمري ما تخيلت أن أبوها وأمها يقتلوها، دا كان قلبهم فين، دي حفيدتي كانت زي النسمة ولما أمها قالتلي مي مش موجودة طلعت أجري مش عارفة أنا رايحة فين وبصوت وبقول إلحقوني مي مش موجودة، الناس قعدت تدور وفجأة واحد قال قدم الطفلة أهي، دخلت جري حضنتها وشيلتها بس الناس قالولي حطيها تاني لما الشرطة توصل، لقيت أمها فجأة صوتت وقالت بنتي مشنوقة بشال جدها وجلابية مرات جدها ومحفظته جنبها، قتلوا بنتي، وبقت تصرخ وتمثل على الناس كلها»، تضيف الجدة المكلومة: «سرقت المحفظة وعباية ضرتي علشان تودينا في داهية وخرجت تصرخ بدموع التماسيح وتقول قتلتوا بنتي، انا متخيلتش أن أبني ومراته يقتلو بنتهم، دا أنا كنت بودهم ومحدش يتوقع إنهم يعملوا كدة في ضناهم، برغم الخلافات الأسرية لكن كنت دايما بقول دا ابني وضنايا، وكنت حاضنة حفيدتي وهي ميتة ورجلي مش شيلاني، وفجأة الشرطة خدتنا كلنا على المركز وبعد ساعات من التحقيقات قالولنا روحوا وقالوا أبوها وأمها قتلوها، وقتها تمنيت الأرض تنشق وتبلعني، يقتلوا ضناهم إزاي، دا انا طالبة إعدامهم، ومش هقول إبني خلاص هقول قاتل حفيدتي». بدموع لم تنقطع، روت موزة عبد السلام، الزوجة الثانية لجد الطفلة الضحية، ماحدث، قائلة:« لقيت أبوها يدور عليها على غير العادة، دا بيصحى الضهر، ويقول بنتي موتوها، طلعنا ندور ولقيناه مسك التليفون، وبيقول للنجدة أبويا ومراته قتلوا بنتي ، الحقوني، ومراته ماشية تجري وتقول أبقى تعالى قابلني، رجعنا لقينا الناس لقيت الطفلة في المنزل المهجور، ومقدرتش أشوفها لأني بخاف، لقينا المحفظة اللى كانت ضايعة قبلها ب 15 يوم، دورنا عليها علشان يسافر الصعيد لكن معرفش، ولقيت العباية بتاعتي اللي ضاعت تحت الطفلة، مصدقتش، دا أنا بعامل الأطفال زي جدتهم مش مرات جدهم». تضيف زوجة الجد،« أمها كانت محبوسة قبل كدة، في واقعة سرقة شقة في المنصورة، وهو حاول قبل كدة أنه يغرق البنت دى، وانا اللي مربياها، ومتوقعتش أن ده يحصل». مجاهد أحمد، شقيق القاتل وعم الطفلة القتيلة، يقول:« أخويا إتعود على سرقتنا لكن متوقعناش أنه يقتل بنته، إحنا ربينا الطفلة ورعينا أخواتها وقت ماكانت أمهم وأبوهم مسجونين، وطلعناهم وإختفى شوية ورجعلنا بعد ما خلف بنتين كمان، قعد في وسطنا وأكرمناه، وعمل معانا مشاكل، ومشي ورجع تاني، لكن دلوقتي عاوزينه يتعدم، قتل بنته وضناه وسابلنا العار».