لمن لا يعرف كانت هناك ظاهرة هى الأسوأ في تاريخ الرياضة في العالم تسمي الهوليجانز وكانوا عبارة عن مشجعين انجليز متعصبين لا يشاهدون المباريات وإلا وهم مخمورون أو مسطولون وكان يسمح لهم بالدخول بزجاجات البيرة والاحتفال داخل المدرجات وانتشرت الظاهرة بعنف في بعض أنحاء أوروبا وتخطت كل الحدود وفاقت تجاوزاتها الخيال حني وصلت إلى الذروة وكانت المأساة في نهائي بطولة أوروبا في أواسط الثمانينيات في المباراة التي جمعت بين ليفربول الانجليزي ويوفنتس الايطالي وفيهما سقط 38 قتيلا بسب الشغب الجماهيري بعضهم من الجماهير الانجليزية المتطرفة والغالبية من جماهير اليوفنتس الضحية, وقامت الدنيا في أوروبا ولم تقعد وبدا الجميع في التصدي لهذه الظاهرة التي أدت إلى مقتل ومصرع العشرات ولان الناس هناك محترمون ولا يتاجرون بالكلمات اعترفت علي الفور مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الوقت بالخطاء ووعدت بجزر هذه الظاهرة تماما ومحوها من الوجود وطالبت الشعب البريطاني وكل القيادات السياسة المعارضة قبل الحاكمة بالوقوف صفا واحدا معها لإعادة الهيبة إلى انجلترا وتطهير الملاعب في أوروبا كلها من هذا الشذوذ في التشجيع التضامن معها الجميع المعارضة قبل الحزب الحاكم وبدأت حملة هي الأقوى في التاريخ لوقف كل مظاهر الخروج عن النص في التشجيع ولأنهم يفهمون ويعرفون كيف تدار الأمور لم تجعلها تاتشر حملة إعلامية وكلمتين وخلاص في الجرايد والبرامج والمجلات بل كانت حملة تشريع في بلاد تحترم القانون وتفعله,فألغت تماما كل روابط الهوليجانز وقبضوا علي كل من يمت لهم بصلة ووزعوا صورهم في كل مكان ومن لم يقبض عليه منعوه طوال حياته من دخول الملاعب ومن يخالف ذلك لايجد نفسه إلا محبوسا داخل السجن بالقانون وزادت على ذلك السيدة مارجريت تاتشر بان غلظت العقوبة التي فرضها الاتحاد الاوروبى لكرة القدم على النادي الانجليزي بمضاعفتها دون ادني اعتراض من اى من المسئولين عن النادي بل رحبوا بالقرارات لأنها تعيد إلى انجلترا احترامها وكبرياءها أمام العالم اجمع وبعدها خرجت تاتشر لتعلن للعالم إن ملاعب انجلترا نظيفة وآمنة وان هذا الحادث لن يتكرر مرة أخرى وقدمت كل ما يمكنها من اعتذار عن سوء سلوك الجماهير الانجليزية والتي سقط بعضهم ضحايا لهذا الحادث ولكن كان لديها بعضهم ضحايا لهذا الحادث ولكن كان لديها الشجاعة لتعترف بالمسئولية وتصحح الخطأ ومن يومها صار الدوري الانجليزي وجماهيره نموذجا راقيا للتشجيع والاحترام ومتعة كرة القدم بل إن الاتحاد الاوروبى كافا انجلترا بان اسند أليهما تنظيم بطولة أوروبا وعادت الحياة إلى طبيعتها في كل أنحاء أوروبا مع العلم بان كرة القدم لم تتوقف مطلقا إلا لأسبوع واحد وان الحياة الرياضية والكروية في كل إنحاء أوروبا المتحضرة باستثناء قلة قليلة مشاغبة في اليونان وقليل من دول أوروبا الشرقية دفعت ثمنها فورا بالاستبعاد من التصفيات الأوروبية سواء كانت للمنتخبات أو الأندية وهكذا كان القانون هو الفيصل وهو الحكم لذلك عاد الانضباط والاحترام بفضل امرأة بألف رجل تسمى مارجريت تاتشر كانت تقدر حجم المسئولية ومعنى مصلحة الوطن فلم تجر خلف جماهيرية زائفة أو هتافات مدفوعة الأجر بل واجهت بحسم لذلك نجحت بامتياز , أما عندنا في مصر فتري العجب من يدعون أنهم سيأسون ورجال دولة فمثلا ترى رجلا بحجم خيرت الشاطر كان من الممكن إن يصحب رئيسا لمصر كلها فيخرج علينا بتصريح ضد حزبه الرسمي يعلن فيه انه يؤيد الاولتراس ويؤيد الخروج عن النص ويطالب بالحوار للوصول إلى حلول والغريب وانه يعلم قبل غيره ان رئيس الجمهورية بنفسه أدار معهم أكثر من حوار وان وزير داخلتيه ووزير الرياضة وكل القيادات الامنبة أدارت معهم حوارات كثيره ولكنها جميعا لم تصل إلى حل ولن تصل إلى حل وحذا حذوه مرشح أخر لرئاسة الجمهورية وهو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والذي أعلن بصراحة تضامنه مع الاولتراس ولا اعرف تضامن معهم ضد من,هل ضد الدولة أم ضد الرئيس الذي هزمه في الانتخابات أم ضد القانون والذي يدعي الدكتور انه حامى حماه ولكن يبدو إن القانون يصبح في أجازة عندما يتعلق الآمر بشعبية زائفة وهتاف يحلم بها السيد أبو الفتوح في المدرجات أو في الشارع أو عبر الصفحات الالكترونية وتستمر المزايدة لتصل إلى رجل بحجم د.محمد البرادعى فيعلن هو الأخر رفضه لإقامة المباريات وتعاطفه وتضامنه مع المظاهرات خارجه على القانون وهو موقف غريب على هذا الرجل الذي احترمه كثيرا ولكن لا اصدق إن يركب هو الأخر موجة من الخطأ والخروج عن النص ناهيك عن بيانات لابريل ومايو وغيرها ممن لا يعلمون ولا يعرفون شيئا سوى الإثارة ومحاولة تأجيج مشاعر الناس فلا احد منهم درس القضية أو عرف أبعادها كل ما في الأمر إن جميعهم يحاولون الظهور بمظهر البطل المدافع عن الحريات والحقيقة إن ما يحدث لايمت للحريات بصلة ولا للنظام باى صلة فما يحدث لايعد كونه فوضى منظمة تهدف في النهاية إلى إثبات إن أصحابها هم الأقوى وان صوتهم هو الأعلى وان أحدا لن يقدر عليهم هذا في الوقت الذي يدعى فيه هؤلاء المدافعين عن هذا السلوك أنهم أصحاب موقف وإنهم يسعون إلى إن تعود البلاد إلى الاستقرار والهدوء والعمل والإنتاج رغم إن ما يقولونه هو العكس تماما, وتنطبق عليهم الآية الكريمة التي تقول (كبر مقتا عند الله إن تقولوا ما لاتفعلون) وللأسف الشديد أن هناك من ينساق خلفهم ويحمل رايتهم وبالتالي تفسد كل محاولات فرض النظام والانضباط, وبالمناسبة لن يعود النظام إلا بالواجهة المباشرة للخارجين عليه أي كانت النتائج وهذا ما لمسناه بوضوح من خلال الحملات المستمرة لأخلاء الشوارع من الباعة الجائلين وتنظيف الشوارع والميادين وعلى رأسها ميدان التحرير والذي كان قد امثلأ بتجار المخدرات والخارجين على القانون والأمر نفسه بحيرة المنزلة وفى سيناء وفى العديد من الأماكن التي لا تستوجب إلا الحزم والشدة في مواجهة اى خروج عن القانون اماالحرية فهي شئ أخر بعيد تماما عن تصرفات وأقوال الشاطر و أبو الفتوح و البرادعى وابريل وعليهم أن يتعلموا الدرس من أم الديمقراطية والحرية في العالم انجلترا ومن سيدة فاضلة محترمة تدعى مارجريت تاتشر.