مصر وخبراؤها الرياضيون منقسمون على قانون الشغب، والغالبية العظمى ضد القانون وتطبيقه وبنوده، لدرجة تسميته بقانون الإعدام، وأنه تقييد للحريات وانتهاك لحقوق الإنسان، ولكنى قد أختلف معهم فى بعض البنود والتسمية المريبة، فقد يعيد الهيبة والاحترام إلى ملاعب خضراء تلطخت بدم الشهداء ولم يعد للرياضة أى وجود بعد مجزرة بورسعيد، وفى اعتقادى أنه قانون استثنائى لا بد أن يفعَّل بشكل قوى مؤثر، ولنا كثير من التجارب على مستوى العالم، الأول منها هو كارثة «هيسيل» فى بلجيكا فى النهائى الأوروبى بين اليوفنتوس الإيطالى والإنجليزى ليفربول، وانتهت بكارثة مدوية، هى موت 37 مشجعًا إيطاليًّا من محبى اليوفى من جراء عصبية وتعصب وانفعال مشجعى الفريق الإنجليزى ليفربول المعروفين بالهوليجانز، هم الأكثر توحشًا على مستوى العالم، مع أن الكارثة كانت على ملعب بعيد عن الملاعب الإنجليزية، وما كان من السيدة مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء ووزير الرياضة، والمتخصصين فى الرياضة والاتحاد الإنجليزى فى ذلك الوقت، إلا تعديل اللوائح والقوانين الخاصة بالتنظيم والمعاقبة وتأمين الملاعب الإنجليزية من الهوس والعصبية بين مشجعى الأندية وانتقالها إلى المنتخب الإنجليزى، مما يوفر التأمين الكامل لأى مباراة يكون طرفا فيها المنتخب الإنجليزى، أمام كل المنتخبات أو على الملاعب الأخرى، مما يعطى صورة سيئة للغاية للشكل العام وللشعب الإنجليزى، ولذلك أول شىء تم تفعيله هو تثقيف المشجعين من خلال تهيئة الملاعب الإنجليزية لإعطاء فرصة للأسر لمشاهدة المباريات، وكله يعود بالنفع على الكرة الإنجليزية. ثانيا: قانون للشغب مرعب ومخيف يعطى الأمان للمشاهد الإنجليزى العادى وأيضا أى مشاهد من خارج البلاد. ثالثا: قانون يضمن حقوق الأندية أولا قبل أى شىء، مما يعطى الأندية الحق فى تنظيم مبارياتها بشكل يساعد على الشكل الجمالى. رابعا: إنشاء وتجهيز منظمين لتأمين الملاعب لديهم ثقافة تامة فى مكافحة الشغب ومعالجة المشجعين ولو الهوليجانز. خامسا: تخصيص مسؤولين من كل نادٍ للجلوس مع كل الروابط الإنجليزية التابعة للأندية والحوار المثمر مع المتابعين بشكل محترم يعود بالنفع على كل المملكة، وهذا ما أعطى صورة حضارية قوية، مما ساعد على أن يكون الدورى الإنجليزى حاليا هو الدورى الأكثر جمالية والأكثر أمنا والأكثر حضورا فى الملاعب، ولا تحدث فيه أى مشكلات، لأن هناك قانون ملاعب يطبَّق على المحلات التجارية التى هى بجوار الملاعب البائعة للخمور وأيضا يطبَّق على النادى والمشجع، لتصبح إنجلترا هى أكثر الدول متابعة ومدرسة شديدة الاحترام بعد انقراض الظاهرة الأسوأ على مستوى العالم، إن لم يكن إرغامها على احترام قدسية الملاعب الخضراء، ولهذا أعتقد أن القانون واجب النفاذ.